تربية الأطفال: المكافآت والعقوبات تجاه أخطاء الأطفال

تحلم كل أسرة بأبناء صالحين وبَرَرة، ويتحقّق هذا الصلاح بزرع الأخلاق الحميدة في الطفل منذ سنواته الأولى، والتربية لا تكن بالأوامر التي يفرضها الأهل، بل بالمشاهدات التي يكتسبها الطفل ممّن حوله ويراها متجسّدة في تصرّفات والديه، والبيئة المحيطة به، بحيث تكون البداية بتعريف الطفل بمعنى أن الصح والخطأ باعتبارها أمور بديهية ولكنها في هذه الأيام أصبحت غير ذلك إذ اختلفت الآراء حول الخطأ والصواب، فنجد كثير من الأمهات والآباء يبحثون عن طرق تربية وتنشئة أطفالهم تنشئة سوية، ويقع الوالدين في الكثير من الأخطاء أثناء تربية طفلهما والتي تبرز في ذكر مساوئ الطفل أو نقد تصرفاته أمام الآخرين مما يحرج الطفل، وبالتالي ينعكس سلباً على التكوين النفسي للطفل، لأنه سوف يكبر ضعيف الشخصية يميل للانطواء والعزلة، لذا لا يجب على الوالدين إهانة الطفل أمام أحد وخاصة أصدقائه، وترك العتاب والحساب لوقت آخر دون وجود أحد.



1. مكافآت الطفل:

من المهم أن تُكافِئ طفلك بشكل مناسب على حسن السلوك أو العمل الجيّد المنجز، فهذا بطبيعة الحال يُشجّعه على أن يكون أفضل، لكن قد يبقى الوالدين في حيرة لمعرفة ما هي التصرفات المناسبة التي يحتاجها الطفل عند مكافأته على الفعل الصحيح، بسبب الشعور الجيد الذي يصاحب المكافأة والتي يمكن أن تساعد في تعزيز السلوك والممارسات الإيجابية للطفل على أن تتناسب الأفكار التي تختارها مع شخصية طفلك وتفضيله لها، نذكر منها:

  • شراء الهدايا المفضلة: يجب الحرص عند شراء أي هدية للطفل على أن تكون في حدودها المعقولة وغير مبالغ فيها، بحيث يمكنك شراء اللعبة لطفلك التي يفتقدها.
  • قضاء وقت خارج المنزل: اصحب أطفالك في نزهة في كمكافأة لهم على التصرّف الصحيح الذي قاموا به، كأن تأخذهم إلى حديقة الحيوان أو رحلة في أحضان الطبيعة (شاطئ البحر، الغابات، الجبل).
إقرأ أيضاً: سلامة الأطفال خارج المنزل
  • إظهار التقدير والاهتمام: من خلال مدحهم أمام أصدقائهم وأقاربهم، واستخدام كلمات إيجابية لتقدير الجهد الذي بذلوه لإكمال المهمة أو إظهار السلوك الجيد، مع منحهم امتياز مكافأة منك على التصرف الصحيح الذي قاموا به (زيادة المصروف اليومي، أو تناول وجبة من طعامهم المفضل مع محاولة الابتعاد عن تناول الأطعمة الجاهزة).

لذا يجب أن تتناسب المكافأة مع ما قام به الطفل من عمل أو تصرّف، فلا تكون مكافأة صغيرة على فعل أو تصرف كبير، وكذلك لا تكون مكافأة صغيرة جداً على فعل يحتاج لمكافأة أكبر، مثل حصوله على درجات عالية في الاختبارات النهائية من العام الدراسي، فيجب أن تتناسب المكافأة مع العمل الذي يقوم به الطفل، على أن لا تكون باهظة الثمن.

2. معاقبة الطفل وضبط سلوكه:

لا تتمثّل معاقبة الطفل في الضرب أو إلحاق الألم البدني، بل تكون في كلمة أو نظرة والتي تعد كافية مبدئياً لتوجيه اللوم إلى الطفل وإشعاره بأنّه أقدم على فعل خاطئ، ولكن إذا تمّ قياس رد فعل الوالدين على خطأ الطفل فهذا لا يكفي لأن رغبة الآباء تكمن في زيادة قدرة الطفل على ضبط نفسه وسلوكياته وتقويمها بالشكل الأمثل، وهنا لابدّ من توجيه نظر الأهل إلى ضرورة عدم معاقبة الطفل إذا كان التصرّف الخاطئ هو أول خطأ، لأنّه لا يعلم ما هو الفرق بين الفعل الصحيح أو الخاطئ فيأتي دور الوالدين في توضيح هذه الأمور وبشكل مستمر بالنسبة للطفل.

ولضمان نجاح عملية معاقبة الطفل وضمان نتائج إيجابية حتى لا يتكرّر تنفيذ الخطأ ينصح باتّباع ما يلي:

  • أن تتم معاقبة الطفل فور حدوث الخطأ، مع توضيح ماذا حصل للطفل حتى يتسنّى له فهم ما حصل، وبشرط أن يتم التعامل مع الطفل بكل هدوء وبعيداً عن الإيذاء الجسدي.
  • تشجيع الطفل وزيادة ثقته بنفسه، من خلال تبرير الفعل الحاصل على أنّه خطأ غير مقصود مع التنبيه عليه بعدم تكرار ما حصل.
  • عدم الإفراط في توجيه الملاحظات للطفل ومعاقبته بشكل مستمر.
  • عند توجيه الملاحظات للطفل حول الفعل الخاطئ، التأكّد من عدم وجود أشخاص غرباء.
  • يجب أن يتم تخصيص عقوبة لكل فعل خاطئ، ومعظم الأخطاء الحاصلة في توجيه الطفل حالياً هي اتّباع قاعدة ثابتة في معاقبة الطفل مهما كان خطأه.
إقرأ أيضاً: أشهر السلوكيات الخاطئة للأطفال وطرق علاجها

3. أنواع عقاب الطفل:

1- العقاب البدني:

هذا النوع من العقاب قد يكون ضروري في بعض الأوقات ولكن له عواقب لا تُحمد عقباها، فقد تظهر لديه تصرفات سلبية ويصبح الطفل عدوانياً بشكل غير مباشر.

2- العقاب اللفظي:

من خلال تعليمهم وتوجيههم كيف يكون السلوك الصحيح، ومن الجدير بالذكر وجوب رفع الصوت قليلاً عند التحدّث مع الطفل في حال تكراره القيام بالتصرف الخاطئ.

إقرأ أيضاً: مشاكل الأبوين وتأثيرها على نفسية الطفل

3- الحرمان:

كحرمانه من المصروف لمدة معينة يتفق عليها الوالدين، فمثلاً إذا أضاع الطفل شيء وتكررت الحادثة أكثر من مرة يتم حرمانه من مصروفه حتى يتم تعويض ثمن ما أضاعه فذلك سيعلمه الانضباط والأدب وتقدير الأشياء.

الانضباط داخل كل أسرة مهم جداً، لأنّه يساعدك في وضع حدود لسلوك الأطفال، ويساعدهم على زيادة قدرتهم على ضبط النفس، والتحكم بها، ليصبحوا بالغين مسؤولين، والتي تشمل مجموعة من القواعد التي توضع في المنزل كأن لا يسمح بمشاهدة التلفاز إلّا بعد الانتهاء من كتابة الواجبات المدرسية، وعدم السماح بالضرب بين الأخوة لأي سبب.

المصادر:




مقالات مرتبطة