تدريب جيل الألفية بهدف الاحتفاظ بهم

وجد تقرير صادر عن شركة "ديلويت" (Deloitte) أنَّ جيل الألفية يريدون ترك وظائفهم؛ إذ توقَّع الأغلبية الحصول على وظائف جديدة في السنوات الخمس المقبلة؛ لماذا؟ يشير الاستطلاع إلى تعلُّق ذلك بشكل كبير بتطوير مهاراتهم القيادية.



من بين الموظفين الذين قالوا إنَّهم من المرجح أن يتركوا العمل في العامين المقبلين، تقول نسبة 71% إنَّهم غير راضين عن كيفية تطوير مهاراتهم القيادية، وبشكل عام قال 63% من جيل الألفية الذين شملهم الاستطلاع إنَّ مهاراتهم القيادية لم تتطور بالكامل، وتُعَدُّ هذه مشكلة كبيرة نظراً لأنَّ غالبية القوى العاملة مؤلفة من جيل الألفية.

أين يكمن خطأ أرباب العمل؟ فيما يأتي بعض الطرائق لتعزيز تطوير المهارات القيادية لتلبية احتياجات جيل الألفية والاحتفاظ بهم:

تقديم تدريب لتطوير المهارات القيادية على جميع المستويات:

لا يريد جيل الألفية الانتظار لتلقي تدريب عن المهارات القيادية في يوم من الأيام؛ بل يريدونه الآن، وفي الواقع كان الموظفون الأكثر ولاءً في استطلاع "ديلويت" متفقين على أنَّ مؤسساتهم تشجع الموظفين الأصغر سناً بنشاط على السعي إلى الحصول على أدوار قيادية داخل منظماتهم.

يجب ألَّا يقتصر تطوير المهارات القيادية على المديرين التنفيذيين والإدارة العليا؛ بل هو مطلوب على جميع المستويات، ويتعيَّن تدريب الموظفين قبل أن يضطَّلعوا بأدوار قيادية؛ إذ إنَّ تطوير المديرين من المستوى المتوسط والمنخفض لا يقل أهمية عن تطوير أولئك الذين يشغلون مناصب عليا.

هذا لا يعني أنَّه على الموظفين تلقي تدريب على القيادة لمرة واحدة قبل أن يضطَّلعوا بدور جديد مباشرة؛ فالتطوير الفعال عملية مستمرة؛ وذلك للحفاظ على جيل الألفية على الأمد الطويل، وتوفير التطوير والتدريب المستمر للقيادة في كل مرحلة من مراحل حياتهم المهنية، وبهذه الطريقة يبقى جيل الألفية مندمجاً، في حين تستفيد الشركة من قادة أفضل وأكثر جهوزية.

مراعاة الأهداف الشخصية:

حتى عندما يُقدَّم التدريب على القيادة لجميع الموظفين، فلن يشعر جيل الألفية بأنَّهم مندمجون في التدريب، ووفقاً لاستطلاع قيادة القوى العاملة العالمي: تقدم 39% من الشركات المشاركة برامجَ لتطوير القيادة، ولكنَّ 15% فقط من الموظفين شعروا بأنَّها فاعلة.

إنَّ سبب إخفاق هذه البرامج هو أنَّها تتخذ نهجاً واحداً يناسب الجميع، ويتوق جيل الألفية إلى التدريب الذي يستهدف أهدافهم المهنية، فهُم لا يريدون إضاعة وقتهم في المهارات التي أتقنوها بالفعل، أو تعلُّم أشياء لا صلة لها بحياتهم المهنية.

قبل البدء بتطوير المهارات القيادية، يجب على الموظفين إجراء تقييمات لتحديد أهدافهم والمهارات التي يجب أن يركز فيها تدريبهم؛ وبهذه الطريقة يمكن تخصيص تطورهم لتلبية احتياجاتهم، فمع نهج فردي مركز، يصبح التدريب أكثر فاعلية وجاذبية.

شاهد بالفديو: 10 حقائق يجب معرفتها عن جيل الألفية

استخدام الهاتف المحمول:

الموظفون كثيرو الانشغال والتوتر وهم بحاجة إلى تحقيق حالة من التوازن بين العمل والحياة الشخصية، فمن أين لهم بالوقت الكافي لإضافة تطوير مهاراتهم القيادية إلى جداولهم المزدحمة؟

يجب ألَّا تتطلب برامج التدريب الفعالة التزاماً كبيراً بالوقت، ويجب استخدام التكنولوجيا للسماح للموظفين بالوصول إلى الدروس والمواد التدريبية والموارد في أي وقت من أي مكان، وبعبارة أخرى ينبغي أن يكون تطوير القيادة متنقلاً.

وفقاً لدراسة حديثة أجرتها مؤسسة "غالوب" (Gallup) فإنَّ 85% من جيل الألفية يدخلون إلى الإنترنت باستخدام هواتفهم أكثر من أي جيل آخر، يقوم جيل الألفية بكل شيء من قراءة الأخبار إلى إدارة أموالهم ودفع فواتيرهم والتسوق والتخطيط للعطلات في أثناء التنقل، وعندما يكون تطوير القيادة متنقلاً، يصبح من الأسهل على الموظفين إكمال التدريب دون ضغوطات إضافية.

مع حل التدريب عبر الهاتف المحمول، يمكن للموظفين قراءة الدروس في أثناء ركوب القطار إلى العمل، أو قراءة تعليقات الكوتش في أثناء استراحة الغداء، أو مراجعة المصادر ذات الصلة قبل التوجُّه إلى اجتماع، فجيل الألفية هو جيل متنقل؛ لذا ابحث عن تكنولوجيا تطوير القيادة التي يمكن أن تلبي سرعتهم.

إقرأ أيضاً: كيف يمكن للشركات توظيف جيل الألفية والاحتفاظ بهم بشكل أفضل

تقديم الكوتشينغ وليس فقط التدريب:

يريد جيل الألفية الحصول على تغذية راجعة أكثر من أي شيء آخر، وفي استطلاع غالوب بلغت نسبة اندماج الموظفين من جيل الألفية الذين قالوا إنَّ مديريهم يعقدون اجتماعات منتظمة معهم 44%، مقارنة مع 20% فقط من أولئك الذين لا يجتمعون مع مديريهم بانتظام.

كيف يتناسب ذلك مع تطوير القيادة؟

يحتاج الموظفون إلى منتورز وكوتشز لتوجيههم خلال العملية، ومنحهم تغذية راجعة، والحفاظ على تركيزهم وتحفيزهم، ففي نهاية الأمر قال 61% من جيل الألفية الذين شملهم استطلاع ديلويت إنَّ وجود شخص يلجؤون إليه للحصول على المشورة ويساعد على تطوير مهاراتهم القيادية أمر مفيد، والأكثر من ذلك أنَّ أولئك الذين يخططون للبقاء مع رب العمل لأكثر من خمس سنوات هم مَن لديهم منتور.

امنح جيل الألفية الدعم والتغذية الراجعة التي يحتاجون إليها من الكوتشز والمنتورز؛ إذ يجب على مَن يقدم لهم المنتورينغ مقابلتهم بانتظام، وتقديم المشورة، ومنحهم فكرة عامة عن حالة تقدمهم.

تدريب المهارات القيادية ليس مجرد ميزة لطيفة يريدها جيل الألفية؛ بل يشكل جزءاً حاسماً من التطوير والرضى الوظيفي والولاء لرب العمل، ومع تطوير أفضل لا تحصل فقط على موظفين أكثر سعادة واندماجاً؛ بل تحصل على قادة أفضل أيضاً.

المصدر




مقالات مرتبطة