تخلَّص من وسائل التواصل الاجتماعي إذا كانت تسبب لك الإزعاج

على الرَّغم من أهمية وسائل التواصل الاجتماعي وروعتها، لكن علينا أن نعترف أنَّ لها جوانب سلبية عديدة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويخبرنا فيه عن سبب تخلُّصه من بعض وسائل التواصل الاجتماعي.

تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في حياتنا:

تخيَّل السيناريو الآتي، هل يبدو لك مألوفاً؟

  • الوقت متأخر من الليل، وأنت في السرير، وتخشى أن تستيقظ باكراً غداً؛ لأنَّ عليك الذهاب إلى العمل، فتلتقط هاتفك الذكي، وتفتح موقع إنستغرام (Instagram) (أو أي تطبيق آخر تدمن متابعته).
  • تبدأ في التصفح، وتنتقل من صورة إلى أخرى، وتشاهد بعض مقاطع الفيديو، وينتابك الشعور بالسوء حيال حياتك؛ لأنَّ جميع الأشخاص الآخرين يستمتعون، أما أنت فعليك الذهاب إلى العمل في الصباح.

يُعَدُّ هذا السيناريو مُزعجاً بالنسبة إلى كثيرين، وقد يدفعهم إلى مخاطبة أنفسهم قائلين: "حياتي مملة وتافهة مقارنة بهؤلاء الأشخاص الآخرين، فحياتهم تبدو رائعة، ويملكون المال، ويسافرون حول العالم؛ أما أنا فلا شيء، ولم أفعل شيئاً مفيداً في حياتي".

بعد ذلك تمضي في حياتك وتكرر ذلك يومياً مع تكرار الإحساس نفسه بالانزعاج والاشمئزاز من حياتك، وفي بعض الأيام تنافس منشورات الآخرين من خلال صياغة منشوراتك الرائعة.

اعترف بذلك فقط، هذا الشيء برمته ليس رائعاً، بالطبع أنا أبالغ، فوسائل التواصل الاجتماعي ليست مصدر كل مشكلاتنا، ولا تتوقع أن تكون حياتك رائعة عندما تتخلص منها، فأنا لا أؤمن بالقصص الخرافية، لكن إليك وجهة نظري، فوسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير سلبي في كثير منا، وبعض الناس يحبونها، وإذا كنت أنت واحداً منهم، فلا داعي لقراءة هذا المقال، ولكن إذا فكرت يوماً في ترك وسائل التواصل الاجتماعي، فتابع القراءة.

في الواقع، توقف فقط عن القراءة، لكن استمر في متابعة وسائل التواصل الاجتماعي، واحذف فقط التطبيقات التي تجعلك تعيساً، ما عليك سوى أن تفعل كما فعل الممثل الكوميدي الأمريكي لويس سي.كي (Louis C.K)، عندما سُئل عن سبب تركه تويتر في مقابلة له؛ فقال: "لم يمنحني شعوراً بأنَّني في حالة جيدة؛ بل على النقيض من ذلك جعلني أشعر بالسوء؛ لذلك توقفت عن متابعته".

إذاً الأمر بسيط جداً، إذا كان لديك شيء ما يجعلك تشعر بالسوء، فتوقف عن استخدامه، إنَّه عكس النهج العلمي الذي اتبعه الكاتب الأمريكي كال نيوبورت (Cal Newport) للإقلاع عن وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ يقدم بعض النقاط الجيدة عن ضرر وسائل التواصل الاجتماعي عليك، لكن بالنسبة إلي، إنَّها طريقة عقلانية للغاية، ونحن لسنا كائنات عقلانية؛ بل عاطفية، ولهذا السبب أحب أسلوب لويس سي.

شاهد بالفيديو: 6 فوائد لترك مواقع التواصل الاجتماعي

إليكم سبب تخلصي من وسائل التواصل الاجتماعي:

لقد استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي فقط للترويج الذاتي، وأنا لا أحب ذلك؛ إذ لا أعتقد أنَّ هذا تصرفٌ عادل لمن يتابعونك؛ لذلك تخلصت من مواقع إنستغرام (Instagram) وفيسبوك (Facebook) وسناب شات (Snapchat)، وأبقيت فقط مواقع تويتر (Twitter) ولينكد إن (LinkedIn)، لكن لأكون صادقاً، لا أستخدم أياً من هذه التطبيقات الأساسية بنشاط، فقد يكون لدي حساب؛ لكنَّني لا أقضي وقتي في استخدامها.

لا يتعلق هذا المقال بإقناعك بفعل الشيء نفسه، أو بالتخلص من جميع حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن إذا فكرت يوماً في ترك وسائل التواصل الاجتماعي، فافعل ذلك على الفور، فأنت تقيد نفسك بعدم اتخاذ القرار، وقد تقول الآن: "إنَّها مجرد وسائل تواصل اجتماعي، من يهتم؟".

لكن لا يمكنك حل المشكلة بهذه السهولة، فإذا كنت تريد أن تعيش حياة سعيدة وخالية من الإجهاد، عليك أن تكون حاسماً، فعندما تطيل التفكير، تصبح أفكارك عبئاً ثقيلاً، وأنت لا تريد ذلك.

ماذا يحدث الآن؟ هل تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي أو لا؟ هل يجعلك ذلك سعيداً؟ هل يحسن حياتك أو عملك؟

إقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الصحة العقلية؟

"ماذا لو احتجت إليها؟"

أنت لا تحتاج إلى أي شيء للعمل أو لحياتك المهنية، ولن يخبرك الأشخاص المستفيدون من وسائل التواصل الاجتماعي أبداً بالتوقف عن استخدامها، لأنَّ حياتهم المهنية تعتمد عليها.

لكن ماذا فعل الناس قبل وجود وسائل التواصل الاجتماعي؟ إنَّها مسألة منظور فقط، فأنا أعرف أنَّ معظم رواد الأعمال الناجحين لم يستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي أبداً.

ربما ليس هذا سبب أدائهم الجيد، فلا توجد طريقة لمعرفة ذلك، لكن يوجد شيء واحد مؤكد وهو أنَّك تستطيع القيام بعمل جيد في الحياة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ودونها.

إقرأ أيضاً: 5 مخاطر لمواقع التواصل الاجتماعي

في الختام:

الأمر متروكٌ لك في اتخاذ القرار، ويتعلق الأمر بوعيك الذاتي، وبتبسيط الحياة؛ لأنَّها معقدة بالفعل بما فيه الكفاية؛ لذا تخلص من الهراء الذي لا يساهم في أيِّ شيء في حياتك.




مقالات مرتبطة