تحمَّل مسؤولية الأغلاط الخارجة عن إرادتك

عندما تزداد الحياة صعوبةً من السهل أن تقنع نفسك أنَّ الأسباب التي أدَّت إلى هذا خارجة عن إرادتك؛ إنَّك تفعل ما بوسعك، وعندما تزداد الأمور صعوبة، فهذا ليس ذنبك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن تايلور ترفورين (Tyler Tervooren)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته في تحمُّل مسؤولية الأغلاط الخارجة عن إرادتنا.

ربما ليس غلطك حقاً، لكن هل تساءلت يوماً عن الطريقة التي ستسير بها الأمور إذا تحملت المسؤولية على أيَّة حال، فإذا ما استطعت التحكم بما هو خارج عن إرادتك بالفعل، هل ستصبح الأمور أسهل أم ستزداد تعقيداً؟

الخيار خيارك بأن تكون الضحية أو البطل:

تعرضتُ لحادث سيارة منذ وقت مضى تسبَّب لي في كثير من الألم، وتطلَّب مني العلاج التغيُّب عن العمل والتأخر في إنجاز المشاريع الهامة بالنسبة إلي.

كنت أشعر بالسخط في البداية تجاه السائق الذي لم ينتبه وصدم سيارتي من الخلف، وتجاه مركز إعادة التأهيل الذي ألزمني بالقدوم إلى مواعيد العلاج في منتصف النهار ما شتت تركيزي عن أمور تشغلني، وتجاهَ شركة التأمين التي كانت تماطل بالتوصل إلى تسوية عادلة.

شعرت أنَّني ضحية لا حيلة لها، فقد كانت الحياة تتحداني، وكان جدول أعمالي يُملى عليَّ، ولا رأي لي فيه، فالحادث الذي تعرضت له لم يكن خطئي، لكن ربما أنا المُلام على الطريقة التي سارت عليها الأمور بعد ذلك.

ذات يوم بعد أن شعرت بالإحباط من قسم المواعيد بسبب تحديد موعد لا يناسبني واعتذرت عن الحضور في أيٍّ من الأوقات التي حددوها، توقعت من السيدة على الطرف الآخر من الخط أن تتأسف وتُنهي المكالمة، وبدلاً من ذلك تقبَّلت اعتذاري وطلبَت ترتيب موعد جديد يناسبني.

في خضم مشاعر الحسرة هذه، كانت لدي لحظة صحوة؛ إذ أدركت أنَّ الأمور لم تكن تسير لمصلحتي؛ وذلك لأنَّني لم أتحمل مسؤوليتها بالكامل، لم يكن خطئي أنَّني كنت بحالة مزرية؛ بل إنَّني لم أكن أطلب ما أريده بعد ذلك.

لذا قمت بتغيير أسلوبي، عندما عُرضت عليَّ مواعيد لم تناسبني، وكنت أتساءل عن الطريقة المناسبة للتواصل كي أحصل على ما أريد، وعندما قدَّمت لي شركة التأمين تسويةً غير عادلة، أخذت أتساءل عن سبب إخفاقي في التعبير عمَّا أريده منهم.

شاهد: قوة المساءلة 6 خطوات لتحقيق أي هدف

التشكيك في نفسك طريقك لنتائج أفضل:

لقد أسفرت هذه الأسئلة عن إجابات بالطبع، وأدَّت الإجابات إلى تغييرات في السلوك، وفي كلِّ مرة كنت بحاجة إلى شيء عانيت للحصول عليه، وكنت ألقي اللوم على فشلي في طلبه بلباقة.

أدَّت حلقة التغذية الراجعة التي كانت تدور في رأسي باستمرار إلى نتائج أفضل، وساعدتني تلك النتائج على الشعور باستعادة السيطرة من جديد والقدرة على إدارة حياتي الخاصة.

عندما تجرب هذا النهج لأول مرة لا يبدو عادلاً، وقد تتساءل مثلي تماماً عن السبب الذي يجعلك تقوم بكلِّ هذا العمل، وهو ليس غلطك.

الجواب هو أنَّك لا يجب عليك فعل شيء، فهذا ليس عادلاً، لكن نظراً لأنَّ كلَّ تلميذ في الصف السابع تعرض للهزيمة في حصة الرياضة (وأنا كنت منهم)، أُدرك أنَّ الحياة نادراً ما تكون عادلة، فلِمَ لا نعمل على جعلها أكثر إنصافاً، وعلى وجه التحديد أكثر إنصافاً لنا؟ فلن يقوم أحد بهذا الأمر نيابةً عنك في نهاية المطاف.

إقرأ أيضاً: لا تكن ضحيةً: بل تحمَّل المسؤولية

جرِّب هذا الآن:

في الأيام القليلة المقبلة، وفي كلِّ مرة يسير فيها شيء على نحو مغلوط تماماً، حاول تحمُّل المسؤولية بنفسك، وبدلاً من إلقاء اللوم على ظروف خارجية، اسأل عمَّا يمكنك تغييره لتحصل على ما تريد، فهذا السؤال يغيِّر الطريقة التي تحلِّل بها الأمور السيئة التي تحدث، وبدلاً من التورط بالمشكلات، ابدأ بالبحث عن الفرص.

طبِّق الفكرة لترى كيف يبدو الأمر، وإذا لم يعجبك يمكنك العودة إلى حياتك المعتادة، ولكنَّه أمر يستحق المحاولة لبضعة أيام، وأنت تدين لنفسك بذلك.

المصدر




مقالات مرتبطة