تحليل السائل المنوي الطبيعي: نقص تعداد النطاف وتشوّه شكلها

يعتقد الكثير من الأطباء المتخصصين في معالجة العقم ونقص الخصوبة، أن يقوم المريض بتقديم عينة السائل المنوي في المخبر ذاته، من أجل حماية العينة من الظروف الجوية وتقلبات درجات الحرارة، الذي من الممكن أن يؤثر في النتيجة، وخصوصاً عندما يقوم المريض بإحضار العينة من بيته إلى المخبر، وما يرافق عملية النقل هذه من اختلاف درجات الحرارة بين البيت والسيارة ثم المخبر.



بالإضافة إلى أنَّ إعطاء عينة السائل المنوي في المخبر نفسه يتيح للطبيب أو الفني بفحص العينة فور إخراجها؛ إذ إنَّه يحصل على الكثير من المعلومات المفيدة والتي تحمل دلالات هامة في أول عشر دقائق.

وعلى الرغم من كل ذلك، فإنَّ الطبيب قد يراعي المريض من ناحية أنَّ الجو العام في المخبر قد لا يكون مهيَّأً بشكل كامل من أجل إخراج العينة، ويجب أن نأخذ في الحسبان وجود مرضى غير قادرين على الاستمناء أبداً.

بالنظر إلى هذه النقاط، فإنَّ الطبيب قد لا يمانع تحضير العينة في البيت، من أجل تجاوز هذه المشكلات، ومن الممكن أن يقوم المريض بتحضير العينة في أثناء الجماع، على الرغم من أنَّ ذلك قد يحمل تأثيرات ولو خفيفة في نتيجة العينة.

الحصول على عينة تحوي بعض السلبيات أو الشوائب هو أفضل بكثير من عدم الحصول عليها أبداً؛ لذا قد يكون البديل الأفضل هو الاستمناء في المنزل، ثم إحضار العينة إلى المخبر خلال نصف ساعة، وفي حال إخراج العينة خلال عملية الجماع، يجب على الزوج الانتباه ألَّا يتم القذف في المهبل إطلاقاً.

لأنَّ القذفة الأولى هي التي تحوي الأغلبية الساحقة من الحيوانات المنوية، وإذا دخلت القذفة الأولى ضمن المهبل، فإنَّ تحليل السائل المنوي سيعطي نتائج غير صحيحة، خصوصاً فيما يتعلق بأعداد الحيوانات المنوية.

كما أنَّ تحضير العينة من خلال الجماع قد يؤدي إلى تلوث العينة من الجراثيم والأوساخ التي قد تكون موجودة على سطح العضو الذكري وداخل العضو الأنثوي؛ وهذا يؤثر تأثيراً كبيراً في نتيجة اختبار زرع السائل المنوي.

لذا، قد يفضل الأطباء أن يستعمل المريض واقياً ذكرياً مخصصاً لا يحوي أية مرطبات أو مواد قاتلة للحيوانات المنوية، على أن يجامع الزوج زوجته من خلال هذا الواقي ثم يتم القذف ضمنه، ثم وضعه ضمن علبة بلاستيكية معقمة والذهاب بها إلى المخبر بأسرع وقت.

ما هو تحليل السائل المنوي الطبيعي؟

  • يجب أن يكون حجم السائل المنوي في الدفقة الواحدة هو 2 إلى 5 مل.
  • لون السائل المنوي يكون في العادة أبيض عاجي.
  • تعداد النطاف يجب أن يكون أكثر من عشرين مليون نطفة في الميليلتر الواحد.
  • زمن الإسالة يجب أن يكون أقل من نصف ساعة.
  • نسبة النطاف القادرة على الحركة، يجب أن تكون أكثر من 60% خلال أول ساعة، علماً أنَّ الحركة الطبيعية النطاف هي حركة سريعة تقدمية نحو الأمام.
  • يجب أن تكون نسبة النطاف المشوهة، أقل من 40%.
  • فيما يخص الخلايا القيحية، فيجب ألا تتجاوز حاجز الخمس خلايا في كل ساحة مجهرية.
  • لا وجود لأي التصاق أو ارتصاص بين الحيوانات المنوية.

هل يكفي إجراء تحليل سائل منوي لمرة واحدة؟

في حقيقة الأمر، لا يتم اعتماد نتيجة التحليل في التشخيص والعلاج، إلا بعد إجراء تحليلين للسائل المنوي في يومين مختلفين؛ لأنَّه يوجد الكثير من الرجال الذين لديهم تباين في تعداد النطاف من وقت إلى آخر.

ماذا يعني وجود نقص في تعداد الحيوانات المنوية؟

نقول بوجود نقص عندما يكون تعداد النطاف دون العشرين مليون حيوان منوي في 1 ميليلتر، وعلى الرغم من أنَّ نطفة واحدة هي من تقوم بعملية الإلقاح، وأنَّ احتمال الإلقاح يبقى موجوداً مهما كان عدد الحيوانات المنوية.

غير أنَّ احتمالية الحمل تتأثر تأثراً واضحاً في حال نقص تعداد النطاف، وتصبح فرصة حدوث حمل ضعيفة جداً عندما ينخفض تعداد النطاف إلى ما دون الخمس مليون نطفة في الميليلتر الواحد.

إقرأ أيضاً: عادات يوميّة خاطئة تؤثر سلبًا على خصوبة الرجل

ما هي أسباب نقص تعداد الحيوانات المنوية؟

  • وجود أخطاء جينية في مورثات المريض.
  • وجود دوالي حبل منوي لدى المريض أو دوالي خصية.
  • اضطرابات هرمونية.
  • الخصية النطاطة أو الخصية المعلقة.
  • تعريض الخصيتين للأشعة والمواد الكيماوية ومصادر الحرارة.
  • الإدمان على التدخين.
  • تناول بعض الأدوية.
  • أسباب أخرى غير معروفة.

كيف يتم علاج نقص تعداد الحيوانات المنوية؟

  • في حال وجود نقص في الهرمونات الذكرية، فمن الممكن تعويضها.
  • علاج الجراثيم الموجودة في المسالك التناسلية عن طريق إعطاء الصادات الحيوية المناسبة.
  • الإقلاع عن التدخين، والامتناع عن تناول الكحول والأدوية المسببة.
  • إجراء المعالجة الطبية والجراحية لدوالي الحبل المنوي، والشخصية المعلقة.
  • قد يعطي الطبيب بعض الأدوية التي تحفز إنتاج النطاف، في حال عدم وجود سبب واضح لقلة عدد النطاف.
  • في بعض الحالات التي لا يتم فيها التحسن على العلاج، فإنَّ الطبيب يوجه الزوجين إلى استعمال تقنية الإخصاب المساعد.

ماذا يعني نقص حركة النطاف في تحليل السائل المنوي؟

نشاط النطاف وحركة الحيوانات المنوية، هو عامل هام وأساسي من أجل أن يعبر الحيوان المنوي السبيل التناسلي للمرأة، ومن ثم الوصول إلى البويضة وتلقيحها.

يوجد الكثير من الوسائل لقياس حركة النطاف، ومن المتفق عليه عموماً هو أنَّه عند الذكر الطبيعي تكون نسبة النطاف القادرة على الحركة أكثر من النصف؛ إذ إنَّ أغلب النطاف المتحركة هي نطاف سريعة الحركة، وفي حال تراجع نوعية أو مستوى الحركة في النطاف عن المعدل السابق، يتم القول بأنَّ المريض يعاني من نقص في حركة النطاف.

إقرأ أيضاً: انتبه أيها الرجل.. 5 عادات يومية تقتل الحيوانات المنوية

ما هو انعدام حركة الحيوانات المنوية؟

من الحالات النادرة أن تكون حركة الحيوانات المنوية منعدمة، وقد يكون السبب مشكلة خلقية في تكوين النطاف، بسبب عيوب في تشكيل عناصر حركة النطفة التي توجد في ذيلها.

ومن النادر أن تستجيب هذه الحالة للمعالجات الطبية، إلا أنَّها قد يتم حلها عبر تقنية التلقيح المجهري، التي تعتمد على أجهزة متطورة تقوم بتعريض النطاف لمواد محددة، تستطيع عبرها أن تميز بين النطاف الحية والنطاف الميتة، واستعمال النطاف الجيدة في حقن البويضات.

زيادة التشوهات الشكلية في الحيوانات المنوية:

يمتلك الحيوان المنوي هيكلاً خاصاً يساعده على أداء وظيفته الحركية في التنقل داخل المساري التناسلية الأنثوية حتى يصل إلى البويضة، ويقوم بإلقاحها.

وتقوم الخصية بتصنيع الملايين من النطاف في اليوم الواحد، كل واحد من هذه النطاف يختلف في شكله وهيكله عن الشكل النموذجي للحيوان المنوي، وتسمى هذه النطاف ذات الأشكال الغريبة بالنطاف المشوهة.

وتحصل هذه الشذوذات في مختلف أقسام النطفة بالنسبة نفسها، ومن الشذوذات المشاهدة بكثرة، زيادة حجم رأس النطفة بحيث يكون مستديراً وغير حاد؛ وهذا يحول دون اختراقه لجدار البويضة.

ومن الممكن أن يمتلك الحيوان المنوي أكثر من رأس أو قد يكون لديه رأس صغير، وبما يخص ذيل النطفة، قد يكون الذيل مضاعفاً أو ملتفاً، أو قد يكون قصيراً، وجميع الذكور دون استثناء ينتجون نسبة من النطاف ذات الأشكال المشوهة.

لدى الطب الحديث الكثير من الوسائل لمعرفة شكل النطاف المشوهة، وتحديد نسبتها، وتتباين هذه الطرائق بشكل كبير، وعموماً، فإنَّ نسبة النطاف المشوهة عند الرجل السليم لا يجب أن تتجاوز حد الـ 40%، وألا تقل نسبة النطاف ذات الأشكال السليمة عن 60%.

وبسبب تباين وسائل تقييم تشوهات النطاف، فإنَّ بعض المخابر غير المتخصصة، يكون فحص النطاف المشوهة متساهلاً نوعاً ما، فنلاحظ أنَّ نسبة التشوهات تكون أقل بكثير بالمقارنة فيما لو أجريت في مخبر متخصص.

إنَّ النطاف ذات الأشكال المشوهة لا تنجب أطفالاً مشوهين؛ بل تكون الحيوانات المنوية ذات الأشكال المشوهة أقل قدرة على الحركة ضمن السبيل التناسلي الأنثوي، وغير قادرة على التخصيب، فإنَّها حتى لو وصلَت إلى البويضة، فهي غير قادرة على الإلقاح.

وختاماً، يمكن أن نقول إنَّ ارتفاع نسبة الحيوانات المنوية المشوهة، قد يسبب إجهاضات متكررة عند الزوجة.

إقرأ أيضاً: أسئلة وأجوبة حول الحيوانات المنوية لدى الرجل

ما هي أسباب زيادة تشوهات الحيوانات المنوية؟

  • الدوالي الوريدية للحبل المنوي.
  • اضطراب الهرمونات الجنسية، والتدخين وزيادة الوزن.
  • شذوذات خلقية في تصنيع النطاف.
  • بعض أنواع الأدوية.

كيف يتم علاج زيادة تشوهات الحيوانات المنوية؟

يجب علاج السبب في حال معرفته، مثل الإقلاع عن التدخين أو إصلاح دوالي الحبل المنوي، وقد يتم اللجوء إلى تقنيات الإخصاب المساعد، أو ما يسمى بطفل الأنبوب.

هل زيادة عدد الحيوانات المنوية تؤثر في عملية الإلقاح؟

من المعروف أنَّ نقص تعداد النطاف يؤدي إلى تناقص فرصة حدوث الإلقاح، ولكن ماذا عن زيادة تعداد النطاف؟

إنَّ بعض الرجال يتجاوز تعداد حيواناتهم المنوية 200 مليون في السنتيمتر المكعب، وقد تسبب هذه الحالة تأخر الإنجاب بسبب تجمع الحيوانات المنوية إلى جانب بعضها في حيز ضيق؛ وهذا يعوق عملية تحررها من المني وانطلاقها إلى الحركة بحرية؛ بل تتزاحم مع بعضها وتعوق حركتها، والحل الأمثل لهذه الحالة هو عملية الإخصاب المساعد.

كلمة أخيرة:

إنَّ الوقت الذي يجري فيه الرجل تحليل السائل المنوي، هو أمر هام جداً، فيجب عليه أن يمتنع عن الاستمناء أو الجماع لمدة ثلاث إلى خمس أيام قبل القيام بالتحليل، كما يجب أن يتم استعمال كريم مخصص، مع تجنب استعمال أي صابون خلال تحضير العينة؛ لأنَّه يحتوي على مواد كيميائية متعددة مثل الصودا الكاوية، التي تقتل النطاف.

المصدر: مقرر الجراحة البولية في كلية الطب البشري جامعة حلب.




مقالات مرتبطة