تحرر من سيطرة الوقت وسخره لخدمتك

هل نستطيع وصف حالنا بأنَّنا عبيدٌ للوقت؟ أو أنَّ الساعات والتقويمات وجداول الأعمال تسيِّر حياتنا، وليس خلاف ذلك؟ نعم هذا صحيح، فقد اختصر تطبيق "تويتر" عالمنا إلى تغريدة من 140 محرفاً، كما سيطرت عدة تطبيقات أخرى على حياتنا؛ مثل البريد الإلكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي؛ لهذا نجد صعوبة في الانعزال عنها، كما نجد صعوبة في عدم ربط حياتنا اليومية بالتقويمات.



تعامل مع المهام اليومية بوصفها نقاط انطلاقٍ تقودك إلى أهدافك النهائية:

أصبح من السهل نسيان حاجاتنا الأساسية، مثل الأكل والنوم مع نمط الحياة السريع؛ بل وأكثر من ذلك، يصبح من السهل نسيان الأمور الهامة في الحياة، كتحديد غاية وجودنا والدافع إلى ما نمارسه في حياتنا، فنحن نبحث عن "السبب" (The why) الذي تحدث عنه المؤلف "سيمون سينك" (Simon Sinek) في حديثه على منصة "تيد" (TED Talk).

عندما ننظر إلى تقويماتنا أو عقارب الساعة، سنرى عمرنا مقسماً إلى شرائح تمضي مسرعة، فاقدين السيطرة عليه؛ إذ نهرع منذ بدء يومنا لنكتب هذا، ونرسل ذاك، ونجتمع بهذا، ونقود هؤلاء، فيصيبنا الإعياء لمجرد التفكير بالكم والسرعة الهائلة لمضي وقتنا؛ لذا ليس علينا أن نلحق بعقارب الساعة المسرعة؛ بل علينا أن نمضي في حياتنا كما نمضي في رحلة طويلة ممتعة، مع تذكُّر هدفنا النهائي.

ينصح "ستيفن كوفي" (Steven Covey) في كتابه "العادات السبع للناس الأكثر فاعلية" (The Seven Habits of Highly Effective People): "فكِّر دائماً في هدفك النهائي"، فما هي الخطوات التي عليك اتخاذها اليوم أو الغد، أو بعد شهر أو عام من الآن، التي ستمكِّنك من تحقيق أهدافك النهائية؟

عندما نبدأ التفكير بهذه الطريقة، سنفهم سبب تقيُّدنا الكبير بتقويماتنا، والأفضل من ذلك، سنبدأ عيش حياتنا بوعيٍ وانتباهٍ أكبر؛ لأنَّ أفعالنا اليومية ليست عاصفةً هوجاء يصعب السيطرة عليها؛ بل هي مهام متعمدة من تصميم عقولنا.

شاهد بالفيديو: كيف تتقن فن إدارة الوقت؟

لا تقلق بشأن الوقت واستمتع باللحظة وأبقِ عينيك على الوجهة المرادة:

لنتحرر من سيطرة "ضيق الوقت"؛ فلا تنظر إلى التقويم على أنَّه عبارة عن مهام يومية مكرَّرة؛ وإنَّما انظر إليه بوصفه خارطة طريق لحياتك الناجحة، فما تفعله اليوم يجب أن يوصلك إلى مبتغاك غداً.

يمكن اعتماد استراتيجية نستطيع التخطيط من خلالها لأسابيع، بحيث ننظم أعباء العمل والإنجازات المراد الوصول إليها، مع الحفاظ على مرونة تغيير جدول الأعمال بما يتناسب مع المستجدات المفاجئة؛ إذ تؤدي استراتيجية التعامل مع الوقت هذه، إلى شيء من الهدوء النفسي؛ ذلك لأنَّك تعي ما تخطط له في المستقبل، وتعلم ما يجب إنجازه، والأهم من ذلك، تحدِّد الدافع المحرك لما تفعله.

ستحصل عندها على التأثير المنشود بشكل مدهش، وحين تؤدي عملك الروتيني بوصفه خطوة تجاه تحقيق أهدافك، ستتغير نظرتك إلى الحياة كلياً؛ إذ ستتحكم بتأثير وسرعة الأحداث من حولك، وستزيد أهمية المهام اليومية بدل أن تزيد وضاعةً مع الوقت.

إقرأ أيضاً: النجاح في إدارة الوقت: 8 خطوات كفيلة بإدارة وقتك والتخلّص من التسويف

في الختام:

تجسيد مفهوم "التحرر من سيطرة الوقت" يعني رؤية صورة شاملة مجسدة للحياة؛ الأمر الذي يتطلب الحضور الكامل الآني، والعلم المسبق بنفسك تجاه حياتك ووجهتك المستقبلية؛ وهذا يعني النأي بالنفس عن توافه الأمور والمنغِّصات اليومية في محاولة للاستمتاع المطلق بوضعك الحالي والمستقبلي.

المصدر.




مقالات مرتبطة