تجربة الموظفين لا تقل أهمية عن تجربة العملاء

"في البداية، أود أن أقول شكراً لك على هذه الفرصة الرائعة. لقد تعلمت الكثير وما زلت أتعلم، وقد غيَّرت الأشهر الخمسة الماضية حياتي تماماً. لقد عزز عملي هنا ثقتي بنفسي ومنحني الشجاعة مهما كان مستواي، وقد أضحى بإمكاني أن أفعل أيَّ شيء.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدير الإداري "رون توماس" (RON THOMAS)، ويُحدِّثنا فيه عن أهمية تجربة الموظفين.

أريد أن أشكرك لأنَّك كنت صبوراً ولم تنزعج منِّي عندما كنت أرتكب خطأً ما، وعملتَ معي خطوةً بخطوة. أنا ممتنَّةٌ لك جداً، كما أنَّني أحب القدوم إلى العمل كل يوم. شكراً لك على كل شيء، هذا المكان هو بيتي الثاني".

لقد كانت المديرة التي شاركتني هذا الكلام تبكي وهي تروي لي هذه القصة؛ قصة موظفة حصلت على فرصة لتحقيق النجاح في حياتها. لقد أخبرتني أنَّه خلال خمسة أشهر من العمل، عملت هذه الموظفة بجد، وتمكَّنت من التفوق على الآخرين في الفريق. وعلى الرغم من أنَّها تتقاضى مبلغاً أقل من الحد الأدنى للأجور، إلا أنَّها ممتنة لعملها الجديد.

أشخاص يمتلكون المواهب:

لقد تذكَّرت المرات العديدة التي أجرينا فيها مقابلات مع أشخاصٍ موهوبين وقررنا عدم المضي قدماً معهم. ومع ذلك، توجد أوقات نقرر فيها المجازفة؛ لأنَّ أمراً ما يخبرنا أنَّ هذا الشخص يحتاج إلى فرصة؛ فرصة واحدة هي كل المطلوب لتغيير حياة شخص ما.

نحن نعرف جميعاً أشخاصاً تخلَّت عنهم شركاتهم لسببٍ أو لآخر. لديَّ صديق يعمل في مجالٍ من مجالات العمل التي تكاد تندثر، ويحمل مسمى نائب الرئيس. لقد أصبح يائساً جداً بعد أن ظلَّ عاطلاً عن العمل لأكثر من عام، وكان يتقدم بطلبات للحصول على وظائف بدور مساعد إداري. أخبرته أنَّ لا أحد سيوظفه في هذا الدور؛ لأنَّهم يعرفون أنَّه يبحث عن عمل فحسب، وبمجرد أن يأتيه عمل أكثر ملاءمة سينتهي أمره، فهم كانوا يعلمون أنَّه يبحث عن عقد عمل مؤقت ريثما يحصل على فرصة مناسبة.

إقرأ أيضاً: 4 طرق لجذب أفضل المواهب إلى الشركات

تغيُّر الأدوار الوظيفية:

من ناحية أخرى، يَكثُر النقاش اليوم عن جودة التوظيف؛ إذ توجد بعض الاختلافات في فترات الاختبار التي تمتد من 3 إلى 6 أشهر. ولكن، ماذا لو عَكَسنا الموقف وتمكَّن موظفونا من تقييمنا كأرباب عمل؟ هل ستستمر هذه الفترة؟

لطالما كنت أدعو المديرين جميعهم لإجراء هذه المناقشات الهامة، وإجراء مقابلات البقاء في نهاية فترات الاختبار. نحن - بصفتنا مديرين - نمتلك فرصةً لقول ما نريده، فلماذا لا نوفر الفرصة نفسها لموظفينا؟ بالتأكيد، هذه المناقشات ستجرى على شكل حوار وليس استجواباً. في هذه الحالة، سيخصص الموظفون وقتاً لكتابة ملاحظة شكر لك ولشركتك على فرصة التوظيف.

تجربة الموظفين:

نظراً إلى أنَّنا نعاني مع تجربة الموظفين، بالإضافة إلى تجربة الزبائن، يجب أن نتوقف ونفكر بعناية لأنَّ كليهما متشابهان، وسيكون من دواعي سرور المنظمات تلقِّي هذا النوع من الملاحظات من الزبون؛ إذ تُنظَّم هذه الأنواع من الشهادات، ويُثنى عليها ويجري الحديث عنها. يجب أن ينطبق الأمر نفسه على موظفينا.

شاهد بالفديو: 5 طرق لبثّ روح الإبداع لدى الموظفين

في حين أنَّ معظم الموظفين لن يصبحوا شعراء يمدحون فضائل مكان عملهم، إلا أنَّه من المشجع قراءة هذا النوع من الملاحظات من الموظف، مع ذكر مدى سعادته بالعمل وشكر المدير على منحه الفرصة لإثبات نفسه.

نحن - بصفتنا مديرين - نؤدي دوراً هاماً في حياة الموظفين، ويجب ألَّا ننسى ذلك أبداً، فهم يقضون معنا وقتاً أطول ممَّا يقضونه مع عائلاتهم؛ لذلك، يجب أن نسعى جاهدين إلى جعل تلك التجربة مثمرة قدر الإمكان.

لا تتعامل مع هذا الأمر وكأنَّه مرسوم أو قرار في الشركة، ولا تفعل ذلك لمجرد أنَّه الأمر الصحيح الذي ينبغي القيام به. كل شخص نتعامل معه يجب أن يكون بمنزلة أخ أو أخت أو ابن، وأنا متأكد من أنَّك تريد الشيء نفسه لأحبائك.

يساعد المديرون الموظفين في تحقيق الإنجازات، ويساعدهم القادة في التغيير من خلال الحب والشخصية.

المصدر




مقالات مرتبطة