تأثير الذكاء العاطفي غير المُعلَن

يمكن لتطوير مهارات الذكاء العاطفي أن يمنح القادة مزيداً من المرونة، ويساعد على إقناع 70٪ من الموظفين بالبقاء لمدة أطول في الشركة.



في هذه المرحلة، يدرك الكثيرون أهمية وجود قادة متفوقين أو متفائلين أو مدرِكين لذواتهم أو يُظهرون ذكاءهم العاطفي بدرجة معيَّنة، في الواقع، هناك أكثر من 2000 مؤسَّسة حول العالم تقيس الذكاء العاطفي لدى موظفيها الحاليين أو ممن يتقدَّمون للعمل لديها.

يوجد اليوم ما يُثبت أنَّ تطوير العديد مما يُدعى بالمهارات "الناعمة" للذكاء العاطفي لا يمكن أن يساعد القادة على إدارة فرَقِهم وحسب؛ بل ويشجع أعضاء الفريق أيضاً -ما يصل إلى 70٪ منهم- على البقاء لمدة خمس سنوات أو أكثر ضمن المؤسسة.

يُعدُّ القادة أصحاب الذكاء العاطفي العالي أكثر فاعليةً؛ وذلك لأنَّهم يستطيعون تغيير أسلوبهم ليناسب فِرَقَهم، وهم قادرون أيضاً على توظيف أفضل أربعة أساليب قيادية كل واحدة على حدة بمهارة.

شاهد بالفيديو: ما العلاقة بين الذكاء العاطفي والقيادة؟

تقول "باولا كير" (Paula Kerr)، كبيرة المديرين في شركة "كورن فيري للاستشارات الإدارية" (Korn Ferry Institute): "تشمل أدوات القادة الفعالين أساليب متعددةً، مما يؤهلهم للاستجابة بمرونة للمتطلبات المتغيرة".

تتعمق "كير" (Kerr) التي أنجزت تقرير شركة "كورن فيري" (Korn Ferry) الجديد بعنوان: "قوة الذكاء العاطفي هي المهارات الناعمة التي يستخدمها القادة المحنكين" (The power of EI: The ‘soft’ skills the sharpest leaders use) في كيفية تأثير مهارات الذكاء العاطفي -مثل: الوعي بالذات والتعاطف والقدرة على التكيف- في أداء القائد؛ حيث يدرك معظم الأشخاص أنَّ هذه المهارات لم تَعُد مجرد سمات من الجيد امتلاكها؛ لكنَّ قلة من الناس هم مَن يدركون تأثير مهارات الذكاء العاطفي هذه في أسلوب القائد وولاء الموظف.

يقول الخبراء إنَّ هناك ستة أنماط عامة للقيادة، ويصوغ القادة الذين يتَّبعون أسلوب "القيادة المتبصرة" (Visionary Leadership) مهمةً مشتركةً ويوجهون الفريق لفترة طويلة، بينما يحصل القادة الذين يتَّبعون أسلوب "القيادة التشاركية" (Participative Leadership) على تأييد الجميع لتوليد أفكار جديدة والالتزام بها، ويعزز القادة الذين يتَّبعون أسلوب "القيادة بالكوتشينغ" (Coaching Leadership) التطوير الشخصي والمهني، في حين يبني القادة الذين يتَّبعون أسلوب "القيادة بالانتماء" (Affiliative Leadership) الثقة والوفاق، بينما ينجز القادة الذين يتَّبعون أسلوب "القيادة بتحديد وتيرة العمل" (Pacesetting Leadership) المهام عبر وضع معايير عالية، أخيراً، يكون القادة الذين يتَّبعون أسلوب "القيادة الإدارية" (Directive Leadership) واضحين، ويقومون على تحقيق النتائج بأوامر محددة ويكونون واضحين بشأن عواقب عدم تحقيق هذه النتائج.

إقرأ أيضاً: خطة مبتكرة من 10 نقاط لبناء ثقافة الكوتشينغ

المشكلة هي أنَّ الفِرق لا تتجاوب جميعها تجاوباً إيجابياً مع أسلوب القيادة نفسه؛ حيث تستجيب بعض الفِرَق جيِّداً فقط للقادة الذين يأخذون قراراتهم بالإجماع، بينما يفضِّل غيرهم أن يُستخدَم معهم أسلوب الكوتشينغ، كما أنَّ هنالك فِرَقاً تستجيب جيِّداً لأسلوب واحد لفترة طويلة؛ ولكنَّها تفقد تركيزها بعد حين.

يقع على عاتق القائد مسؤولية إيجاد طريقة لتحفيز الفريق، ووفقاً لدراسة أجرتها شركة "كورن فيري" (Korn Ferry)، يحظى القادة الذين يتمتعون بمهارات ذكاء عاطفي أكبر بفرصة أفضل لتحديد الأسلوب الصحيح، ويمتلك القادة الذين يتمتعون بثلاث مهارات ذكاء عاطفي أو أقل في المتوسط ​​أسلوبين في القيادة؛ ولكن وفقاً لهذه الدراسة، يمكن للمديرين التنفيذيين الذين لديهم من 10-12 مهارة ذكاء عاطفي استخدام أربعة أساليب استخداماً فعالاً.

يتطرق التقرير إلى 12 مكوناً للذكاء العاطفي، بما في ذلك الوعي بالذات، وفي الواقع، قد تكون القدرة على فهم عواطفك وتأثيرها في الأداء هي أكثر المهارات أهميةً؛ نظراً لأنَّ إتقانها أمر أساسي لأساليب القيادة المتبصرة والقيادة بالكوتشينغ والقيادة التشاركية والقيادة بالانتماء، تقول "كير" (Kerr): "الوعي الذاتي العاطفي المتجذِّر والذي تَصعُب ملاحظته هو جوهر الذكاء العاطفي".

المصدر




مقالات مرتبطة