انجح في حياتك من خلال مفهوم "إطار الحياة الكاملة"

يمكن تعريف النجاح في الحياة بطرائق عدة، غير أنَّ العديد من الناس يصفونه بأنَّه طريقٌ طويل مليءٌ بالتضحيات. ومن خلال تجاربي، يمكنني الاعتراض على هذا الكلام.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن أحد أكبر المسوِّقين في العالم "جون رامبتون" (John Rampton)، والذي يُحدِّثنا فيه عن تطبيقه مبدأ "إطار الحياة الكاملة" في استغلال جميع موارد الحياة لعيش حياة كاملة.

سيعمل مفهوم "إطار الحياة الكاملة" الذي ابتكره رائد الأعمال "ليون هو" (Leon Ho) ومؤسس موقع "لايف هاك" (Lifehack) للتطوير الذاتي، على تجديد مفهوم النجاح وطرائق تحقيقه؛ إذ إنَّ شغف "ليون هو" الكبير لتحسين ذاته، قاده لابتكار مفهوم "الإطار الشامل"، الذي قمت بتطبيقه وتوصلت إلى قناعةٍ - بعد التمعُّن في الأمر - بقدرته على تحقيق التغيير والازدهار.

إليك لمحة عامة عن تأثير "إطار الحياة الكاملة" في تحقيق النجاح في الحياة:

ما هو "إطار الحياة الكاملة"؟

قبل أن تفهم سبب حاجتك إليه، عليك أن تتعرف إلى مفهوم "إطار الحياة الكاملة"؛ إذ يشمل خمسة مبادئ سهلة للحياة، التي اختبرها "ليون هو" بنفسه، وقرر أنَّها أهم مبادئ عيش "حياة كاملة"؛ حيث قدَّم دوراتٍ مختلفة لشرح هذه المبادئ بتفصيلٍ أكبر، ولمساعدة الناس على تحقيق النتائج نفسها التي حققها، وإطلاق العنان للإمكانات الخفية، وتوجيههم لينطلقوا في الحياة بكل حرية.

وهذه المبادئ هي:

  1. تحديد الغاية من الوجود.
  2. تحديد معوقات تحقيق الغاية.
  3. تبنِّي عقلية التقدم.
  4. ضبط النفس للثبات في الحياة.
  5. الاستفادة من العوامل التي تُضاعف قيمة الحياة.

1. الأساس القوي لتحديد الغاية من الوجود:

إحدى الطرائق التي توجهك نحو تحقيق النجاح، هي معرفة الغاية من وجودك؛ فيمكن أن تكون مهمتك في الحياة أيَّ سبب قد يخطر على بالك، كتحقيق هدفٍ أو رغبةٍ داخلية مُلحَّة؛ إذ إنَّه لا يهم مجال الرغبة التي تطمح لتحقيقها، بقدر أهمية ارتباطها بشعورٍ داخلي.

لكل شخص غايةٌ من وجوده، مدفونةٌ في أعماق عقله الباطن. فما عليك سوى اكتشاف ما يميزك، والسيطرة على رغباتك؛ لذا تعرَّف ما يثيرك ويجعلك تندفع من السرير للقيام به.

يساعد "إطار الحياة الكاملة" على تحديد الغاية من وجودك، وتوضيح اتجاهك في الحياة.

شاهد بالفديو: أهم الدروس التي يجب أن نتعلّمها من الحياة

2. لا مزيد من التضحية:

إحدى أقوى الأسباب التي دفعت "ليون" إلى ابتكار مبدأ "إطار الحياة الكاملة" هي وجود عقبة التضحيات المدمرة وغير الضرورية؛ لذا اعتمد "ليون هو" في مبدئه على أساس المنطق، وهو ما يجعله مذهلاً من وجهة نظري.

قضى "ليون هو" سنواتٍ من حياته معتقداً أنَّ عليه التضحية في مجالاتٍ معيَّنة في حياته ليعيش الحياة التي يريدها، ولكن اصطدمت طريقة تفكيره بحواجز عدة أثَّرت في علاقاته وصحته.

والحقيقة أنَّ قراراته في تلك الفترة لا تختلف كثيراً عن قرارات الكثيرين؛ إذ إنَّنا نعتقد أنَّ علينا التضحية بعاداتٍ وأمور في سبيل اكتساب عاداتٍ جديدة. يُزيل مبدأ "إطار الحياة الكاملة" طريقة التفكير القديمة، ليُزوِّدك بأساساتٍ تحدد المهارات الصحيحة والعقلية الصحيحة للتطور والنمو.

3. تبنِّي عقلية التقدم:

يسعى هذا المفهوم إلى تركيز أمرٍ آخر بالغ الأهمية، وهو عدم وجود فوز أو خسارة في رحلة النجاح. وإذ إنَّ العديد من الناس برمجوا عقولهم للخوف من الخسارة، فإنَّ تلك العقلية عموماً، تحرمنا من فرصة النمو الحقيقي.

يساعدك تطبيق "إطار الحياة الكاملة" على تقليل الاهتمام بالنجاح أو الفشل، ويركز على التقدم المحرز. فما دمت تنمو، بأيِّ شكل من الأشكال، فأنت ناجح. وقِس على هذا المبدأ جميع أمور حياتك.

4. ضبط النفس للثبات بقوة:

يُعَدُّ ضبط النفس أمراً ضرورياً، جنباً إلى جنب مع عقلية التقدم؛ فلا يمكنك الاعتماد على تقييم التقدم المحرز وحده للنجاح، ما لم تجد نمطاً ثابتاً للتقدم، وتحفز نفسك بناءً عليه؛ وهذا سيجعل الثبات على التقدم والنجاح أمراً قابلاً للتطبيق.

ولهذا عليك أن تكون بعيد النظر وتفكر في الثبات على النجاح؛ لأنَّ العزيمة وحدها لا تكفي لتحقيق النجاح على الأمد الطويل.

وهنا تبرز الحاجة إلى وضع نظام لضبط النفس والثبات؛ ذلك لأنَّ هذه النُظم ستبرمج طريقة تفكيرك وتتحول إلى نظامٍ ثابت في حياتك. هذا هو الفرق بين ذوي الأداء العالي وذوي الأداء المتوسط؛ أحدهم يجعل النجاح من عاداته الثابتة ويخطط له، والآخر يجعل النجاح جزءاً من حياته.

على سبيل المثال، يحتل التأمل جزءاً كبيراً من حياتي، وأعدُّه عاملاً هماً وحاسماً لنجاحي. أتأمل بشكلٍ منتظم الآن، وأجني فوائده اللامحدودة في جميع مجالات حياتي. ومع ذلك، ما يزال بعضهم عالقاً في الاعتقادات البالية بأنَّ التأمل نشاطٌ مخصص لبعض الجماعات الدينية، أو أنَّ عليك أن تكون متخصصاً فيه حتى تمارسه. هذه الأسباب تؤدي بالناس إلى عدم اعتماد هذه العادة.

5. الاستفادة من العوامل التي تُضاعف قيمة الحياة:

والسبب الأخير لحياةٍ كاملة ناجحة، هو الاستفادة من العوامل التي تُضاعف قيمة الحياة؛ فبما أنَّ حياتك هي وقتك الثمين، وأهمية الوقت تبرز من خلال الإنجازات، إذاً فالعوامل التي تُضاعف قيمة الحياة هي الاستراتيجيات والأدوات التي تساعد على مضاعفة الإنجاز في وقتٍ قصير؛ إذ يُعدُّ التدرب على مضاعفة الوقت مهارة أساسية في حياة كلٍّ منَّا، تمكنك من الاستفادة من كل ما نبنيه وننمِّيه بوتيرة أسرع من ذي قبل. وتشتد أهمية مضاعِفات الوقت الآن أكثر من أيِّ وقت مضى، خصوصاً مع تعدد مشتتات الحياة.

يكشف مبدأ "إطار الحياة الكاملة" عن قدرة العوامل التي تُضاعف قيمة الوقت، على الاستفادة القصوى من وقتك باستعمال مهاراتك الأساسية جنباً إلى جنب مع ثقتك وقدراتك وفاعليتك للارتقاء بأدائك وإنجازاتك إلى مستوياتٍ أعلى.

إقرأ أيضاً: 8 دروس ستحتاجها في رحلة حياتك

الخلاصة:

اختُبِر "إطار الحياة الكاملة" مراراً وتكراراً، وقد أثبت فاعليته في مساعدة الناس لعيش حياة كاملة بكل مواردها. وعلى الرغم من عدم تحقيق النجاح بين عشية وضحاها، إلا أنَّ العمل وفق مبادئ هذا الإطار سيوفر لك الأساس الثابت لبناء النجاح بسرعة في وقتٍ قياسي.

المصدر




مقالات مرتبطة