النباتات الصيفية التي يمكن زراعتها في حديقة المنزل وطرق العناية بها

قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة يجعل الإنسان متوتراً في بعض الأحيان وخاصةً وقت الظهيرة وعند العودة من العمل والتعرض لدرجات الحرارة العالية، ويمكن مجابهة ذلك بتنسيق حديقة منزلية طبعاً عند توفر مساحة مناسبة أمام المنزل أو خلفه.



تُعَدُّ الحديقة المنزلية شكلاً من أشكال الراحة النفسية التي يرجع إليها كل أفراد العائلة في كل الفصول وليس في الصيف فقط، ولأنَّ الإنسان لديه حب فطري للأزهار والطبيعة فيجد في الحديقة رباطاً بينه وبين العالم المحيط به، وينطبق هذا الكلام على مختلف الحدائق باختلاف مساحتها.

كما قلنا نتيجة الضغط الذي نشعر به والناتج عن الجو الحار في فصل الصيف، نشعر بأنَّ الحاجة إلى الحديقة المنزلية أكبر، لكن لكل فصل من فصول السنة نباتات خاصة به تتناسب مع الظروف البيئية الموجودة، لذلك سنذكر في هذا المقال أبرز النباتات التي يمكن زراعتها في حديقة المنزل والتي تناسب فصل الصيف.

أهمية وجود حديقة في المنزل:

من ضروريات الحياة ومكملاتها إلحاق المنزل بحديقة سواء كانت أمامية أم خلفية للأسباب الآتية:

  1. الحديقة الأمامية في مدخل المنزل تضيف الكثير من الجمال للمنزل، فيشعر الإنسان بالراحة النفسية عند رؤيتها ليدخل إلى المنزل بسعادة أكثر.
  2. تُعَدُّ الحديقة الخلفية مكاناً مناسباً للجلسات العائلية ولعب الأطفال، كما يمكن إضافة العديد من التفاصيل لها لتصبح مسلية أكثر مثل حمام السباحة.
  3. يمكن إنتاج محاصيل زراعية آمنة؛ إذ تكون قليلة التعرض للمبيدات والأسمدة الكيميائية على عكس معظم المحاصيل الموجودة في السوق.
  4. ممارسة بعض النشاطات التي تعطي الراحة النفسية للإنسان كتنسيق الأحواض وتسميد التربة وتنقيبها وري النباتات مثلاً.
  5. تنقية البيئة من الأتربة الموجودة والتخفيف من التلوث الصناعي.

النباتات الصيفية التي يمكن زراعتها في حديقة المنزل وطرائق العناية بها:

يفضل بعض الناس أن يزرعوا الخضار في حديقة المنزل حباً بتناول خضار طازجة، ويفضل بعضهم الآخر زراعة نباتات الزينة في حديقة المنزل والاستمتاع بالجلوس بين الأزهار الملونة والجميلة وخاصة في وقت الصباح ليبدأ يومه مفعماً بالطاقة الإيجابية والنشاط؛ لذلك سنتحدث عن بعض أنواع الخضار ونباتات الزينة التي يمكن زراعتها في حديقة المنزل:

الخضار الصيفية:

يوجد الكثير من الخضراوات المناسبة لفصل الصيف ومن السهل زراعتها في حديقة المنزل، وسنذكر لك أبرزها:

1. الخيار:

الذي يُستهلك كثيراً في إعداد السلطات الصيفية الشهية وفي صناعة المخللات وله الكثير من الفوائد الغذائية والتجميلية أيضاً، وتتم زراعته في أوائل فصل الربيع بعد إضافة السماد للتربة في مساحة تصلها أشعة الشمس بشكل كامل، ويجب أن يحصل على الري بشكل مستمر؛ إذ يمكن ريه مرتين في الأسبوع خاصة في وقت الإزهار والإثمار لكن دون وصول المياه إلى الأوراق إن أمكن ذلك، تفادياً للإصابة بالأمراض التي تتلف النبات.

2. الطماطم:

هي من الخضار كثيرة الاستخدام وفي كل الأوقات، ويتم زراعة الطماطم عند ارتفاع درجات الحرارة، بحيث يكون مكان الزراعة معرَّضاً لأشعة الشمس المباشرة لمدة لا تقل عن 6 ساعات يومياً، ومن الضروري الاهتمام بإضافة الأسمدة الآزوتية للشتول؛ لدورها الكبير في تكوين الأفرع ونمو النبات، أما الري فيجب أن يكون معتدلاً ومنتظماً؛ وذلك لأنَّ زيادة الري تسبب الإصابة بالأمراض الفطرية، ويمكن زيادة الري في الأيام الحارة.

3. الفلفل:

يفضَّل زراعة شتول الفلفل الأخضر بعد انتهاء الصقيع الربيعي؛ إذ يتم تجهيز التربة بخلطها بالأسمدة العضوية، ويمكن وضع طبقة من القش أو نشارة الخشب فوق سطح التربة للحفاظ على رطوبتها؛ لأنَّه يفضِّل التربة الرطبة، بالإضافة إلى أشعة الشمس الكاملة، أما الري فأيضاً يتم باعتدال مثل الطماطم.

4. الباذنجان:

يدخل في إعداد الكثير من أصناف الطعام إضافة إلى المربيات والمخللات، ويشبه الفلفل كونه يحب التربة الرطبة؛ لذلك يفضَّل إضافة نشارة الخشب إلى سطح التربة بعد تجهيزها، ويفضِّل الباذنجان التربة الطينية الرطبة وجيدة الصرف.

لأنَّه يُعَدُّ من النباتات المجهِدة للتربة، يجب العناية بعملية التسميد، أما الري فيُفضَّل أن يروى ريات غزيرة على فترات بعيدة حتى فترة الإزهار، فعند الإزهار يجب أن تكون الريات خفيفة ومتقاربة كي لا تسقط الأزهار.

5. النعناع:

يُعَدُّ من النباتات سهلة النمو إن توفرت أشعة الشمس بشكل كامل أو جزئي، إضافة إلى التربة الرطبة الغنية بالسماد الطبيعي؛ لذلك يمكن ريه يومياً، كما أنَّه لا يحتاج إلى مساحات شاسعة؛ وذلك لأنَّ جذوره صغيرة ولا تمتد كثيراً، ووجوده بشكل دائم في المنزل ضروري؛ إذ يدخل في تحضير بعض المشروبات مثل الشاي وعصير الليمون أو منقوع النعناع، إضافة إلى دخوله في إعداد الكثير من الأطعمة.

6. البقدونس:

لا يحتاج إلى الكثير من أشعة الشمس؛ لذلك يمكن زراعته في مكان تصله أشعة الشمس بشكل جزئي فقط، ويجب تنظيف التربة جيداً قبل الزراعة من الأعشاب التي تعوق نموه؛ لذلك يجب إبقاء التربة رطبة للحد من نمو الأعشاب الضارة، ويمكن أن يتم الري مرة كل أسبوع ومع ارتفاع درجات الحرارة تزداد مرات الري تدريجياً، ويفضَّل التسميد مرة كل شهر للحصول على نمو سليم.

شاهد بالفديو: 10 فوائد للبقدونس تجعل منهُ طبقاً رئيسياً

7. الفاصولياء:

التي يمكن أكلها بطبخ القرون الطازجة أو تجفيف الحبوب ليتم طبخها لاحقاً، وكي نأكل ثمارها في الصيف يجب أن تُزرع في شهر شباط/ فبراير حتى بداية شهر آذار/ مارس، وتحتاج الفاصولياء إلى رطوبة متوسطة وضوء ودرجات حرارة معتدلة.

يتم حرث الأرض وإضافة السماد قبل الزراعة، وعند بدء الأوراق بالظهور يروى النبات مرة كل أسبوعين، وبعد ذلك يروى مرة كل عشرة أيام إن لم تكن درجات الحرارة مرتفعة كثيراً.

إقرأ أيضاً: فوائد الخضار والفاكهة الصيفيّة وأهم النصائح الغذائيّة لفصل الصيف

نباتات الزينة الصيفية:

يوجد الكثير من نباتات الزينة التي تنمو في فصل الصيف، وسنذكر أفضل الأنواع التي يمكن زراعتها في حديقة المنزل:

1. نبات الفوشيا/ راقصة الباليه:

هو نبات على هيئة عشب أو شجيرات صغيرة قزمية دائمة الإزهار، وأزهاره مميزة جداً وتشبه قرط السيدات؛ لذلك يُطلِق عليه بعض الناس اسم قرط السيدة أو قرط المحبوب، ويُزرع في فصل الربيع وزراعته تنجح كثيراً في مكان تصله أشعة الشمس؛ لذلك ينمو بشكل جيد في الصيف مع الاهتمام بريه الدائم في الأيام الحارة، إضافة إلى التسميد المتوازن خلال فترة الإزهار.

2. نبات الكاردينيا:

هو نبات شجيري دائم الخضرة قد يصل ارتفاعه إلى 2 م تقريباً، ويُزرع في شهر شباط/ فبراير وشهر آذار/ مارس، ويحتاج إلى رطوبة عالية وإضاءة قوية لكن غير مباشرة؛ لذلك يجب أن يحصل النبات على قدر كافٍ من الماء.

يُسقى في فصل الصيف من 2 إلى 3 ريات أسبوعياً، أما في فصل الشتاء يمكن الاكتفاء برية واحدة أسبوعياً بماء غير كلسي؛ لأنَّ هذا النبات ينجح أكثر في التربة جيدة الصرف والغنية بالعناصر الغذائية لكن الخالية من الكلس، ويفضَّل تسميد الكاردينيا بسماد سائل مرة كل 15 يوماً.

3. نبات الريحان/ الحبق:

هو من النباتات التي تعيش عمراً قصيراً والحساسة للطقس البارد؛ لذلك يُزرع في الربيع عندما تصبح الحرارة معتدلة، ويمكن زراعة الحبق في عبوات بلاستيكية أو أحواض، ويفضَّل أن يوضع في مكان مواجه لأشعة الشمس من جهة الشرق؛ إذ يحتاج على الأقل إلى 6 ساعات من أشعة الشمس يومياً، ويجب الحفاظ على رطوبة التربة دائماً ومنع جفافها، كما يحتاج هذا النبات إلى التسميد بالسماد السائل مرة كل 3 أو 4 أسابيع فقط.

إقرأ أيضاً: 8 فوائد واستخدامات رائعة لبذور الرّيحان (الحبق)

4. نبات الجازانيا:

الموعد الأنسب لزراعته هو شهر شباط/ فبراير؛ إذ يحتاج لكي ينمو إلى أشعة الشمس الساطعة؛ لذلك هو من النباتات الصيفية وأوراقه الجلدية تجعله متحملاً للجفاف، ومن ثمَّ يمكن ري النبات عندما تجف تربته، أما الإفراط في الري فيتسبب بإصابته بالأمراض الفطرية، ولأنَّ الموطن الأصلي له هو جنوب إفريقيا فهو معتاد على التربة منخفضة الخصوبة؛ لذلك لا ضرورة لتسميده.

5. نبات الجيرانيوم:

من النباتات المعمِّرة الجميلة دائمة الخضرة وتعطي أزهاراً بألوان متعددة، ويمكن زراعتها بالعُقل في شهر شباط/ فبراير أو بالبذور في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، ويحب هذا النبات الري المعتدل؛ وذلك لأنَّ الري الزائد يتسبب بتعفن الجذور، لكن في فصل الشتاء يتم تقليل الري.

أما بالنسبة إلى التسميد، فيمكن تسميدها خلال فترة الإزهار بسماد عالي الفوسفور لزيادة كمية الأزهار، ويجب دائماً تقليمها من خلال إزالة الأوراق والأزهار الذابلة مع عنقها كي لا تأخذ من غذاء النبات دون فائدة.

6. نبات اللافندر:

يُزرع لجمال أزهاره ورائحتها اللطيفة جداً، ويُزرع في فصل الربيع ويحتاج إلى أشعة الشمس لمدة لا تقل عن 8 ساعات يومياً، ويروى بعد الزراعة مرة أو مرتين في الأسبوع، لكن بعد نضج النبات يروى مرة كل أسبوعين كي لا تتعفن الجذور، ويفضَّل وضع الحصى وفتات الصخور على سطح التربة بهدف امتصاص الرطوبة الزائدة، أما التسميد فيتم مرة واحدة في كل عام فقط.

7. نبات الزينيا:

هو من النباتات المرنة القابلة للتكيف مع البيئة التي تعطي أزهاراً بألوان متنوعة وجذابة، ويمكن زراعة بذور النبات عند انتهاء الصقيع، كما أنَّه من النباتات المتحمِّلة للجفاف؛ لذلك تُسقى عند ملاحظة جفاف التربة التام ففي الأيام الحارة قد تُسقى مرتين أسبوعياً، ويحتاج إلى ساعات إضاءة طويلة من 12 إلى 14 ساعة في بداية حياة النبات ثم أقل لاحقاً.

8. نبات القطيفة:

نبات القطيفة

يضم هذا النبات أكثر من 50 نوعاً بألوان مختلفة، ويُزرع في شهر شباط/ فبراير ويستمر إلى شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، فهو نبات حولي مزهر ويحتاج إلى إضاءة جيدة وأشعة الشمس الكاملة مع التربة معتدلة الخصوبة.

كونه متحملاً للحرارة، يتم ريه عند جفاف التربة ويزداد عدد مرات الري بارتفاع درجات الحرارة، ويضاف السماد الذي يحتوي على النيتروجين والبوتاسيوم والفوسفور مرتين خلال فترة النمو الخضري.

9. عرف الديك:

هو نبات حولي صيفي تتم زراعته في الربيع كي يزهر في الصيف ولكنَّه يفضِّل الأماكن نصف الظليلة؛ وذلك لأنَّه لا يتحمل أشعة الشمس الحارقة؛ لذلك من الممكن زراعته في ظل الأشجار أو تحت المظلات، كما أنَّه حساس للماء؛ لذلك يجب أن تكون التربة جيدة التصريف وأن يكون الري معتدلاً تجنباً لتعفن الجذور، أما بالنسبة إلى التسميد، فيمكن تسميدها بالسماد العضوي.

في الختام:

لا يوجد أجمل من الجلوس في حديقة المنزل صيفاً والتمتع بمنظر الطبيعة الخلابة؛ إذ توجد الأزهار المتنوعة ومختلفة الأشكال والألوان أو بوجود الخضار المتنوعة لتعيش متعة قطف الخضراوات الطازجة وإعداد طبق السلطة الشهي أو الأطباق الصحية والتمتع بتناولها.

كما لاحظنا آنفاً إنَّ إعداد حديقة منزلية وزراعتها سواء بالخضار الصيفية أم بنباتات الزينة المختلفة والاعتناء بها لتنمو وتزهر، لا يُعَدُّ أمراً صعباً؛ بل ممتعاً كثيراً وفيه الكثير من الراحة النفسية؛ لذلك حاول أن تقوم بتنسيق حديقتك المنزلية بنفسك لتدرك كم أنَّ الأمر ممتع.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6




مقالات مرتبطة