الناس تستقيل من أفراد وليس من شركات!

قد يتّفق البعض أو لا يتّفق بأن الموظّف يعمل ساعات العمل الرسمي من أجل السعي نحو تحقيق الحاجات الفسيولوجية والأمان، ولكن من الممكن أن يعمل الموظف ضعف ساعات العمل من أجل مدير ناجح. فإذا لم تتحقّق حاجيات الموظف (نظرية هرم ماسلو للاحتياجات)، فمن المرجح أن يبحث عن بيئة عمل تضم كل مقومات النجاح وتُلبّي احتياجاته.



المنظمات الناجحة هي التي تحظى بمدراء سعداء وتحقق أرباح عالية ونتائج تفوق التوقّعات، وإذا أردتَ أن تعرف بيئة العمل سعيدة أم غير سعيدة فقط عليك معرفة كم كان معدل نسبة التسرّب الوظيفي في المنظمة خلال الأعوام الماضية.

وتأتي العلاقة مع المدير من ضمن عشرة عوامل لتحسين اندماج الموظفين في المنظمة، حيث ذكر ديفيد دبليو بأن المدير المباشر هو العامل الرئيسي في تطوّر الموظف ونمو خبراته، وكذلك هو السبب الرئيسي في دفع الموظف المميز في ترك عمله، واستخدام كل ما لديه من خبرات وتجارب وعلاقات في مكانٍ آخر، فالموظف لا يرحل من المنظمة، إنما الموظف يرحل من المدراء السيئين!

إقرأ أيضاً: كيف تبني علاقة فعالة مع مديرك في العمل

السعادة في بيئة العمل هي ليست في حصول الموظف على أجر عالي أو توفر مكان للترفيه، إنما السعادة في بيئة العمل هي في كيفية تعامل الرؤساء مع مرؤوسيهم، كإظهار التقدير والثقة والمساواة.أما المال والمنصب والامتيازات الأخرى، كلها تجلب الفرح للموظف، ولكنها لا تسعده. يقول كلاً من ماركوس بوكينكهام و كورت كوفمان "هناك الكثير من الأموال تنفق على الموظفين لجعلهم أكثر خبرة، أكثر استقراراً، دفع رواتب مجزية لهم، توفير الدورات التدريبية التي تزيد من إنتاجهم، لكن للأسف الرئيس المباشر كان يهدم كل هذا بإدارته السيئة للموظفين الذين تحت إمرته". فالعمل تحت مدير أوتوقراطي (استبدادي)، لا تهدم مسيرتك المهنية وفرصك بالنجاح فحسب، بل تسمح له بأن يؤثر سلباً في صحّتك. فالمدير الأوتوقراطي هو الذي يتميز بسيطرته على الفرد على جميع القرارات وتدمير كل من حوله بحيث يجعل كل من حوله أغبياء ولا يهدف إلى توظيف الأذكياء حتى لا يتسبّبون له بالتهديد الشخصي في مسيرته المهنية، وغالباً ما يصنع قرارته بناءً على أفكاره الشخصية، ونادراً ما يتقبّل النصيحة من أتباعه، وجلّ اهتمامه بالغالب ينطوي فقط على فرض السيطرة الاستبدادية على فريق العمل.

إقرأ أيضاً: طرق تعامل المدير الناجح مع الموظفين

وفقاً لما ذكره (لي برانهام) في كتابه (الأسباب السبعة الخفية للاستقالات الوظيفية) بأن هناك سبعة أسباب معلنة لاستقالة الموظف من المنظمة، ومن ضمنها ضعف أو غياب القيادة والإدارة العليا، حيث أن هناك تصرفات تربك الموظفين وتفقدهم الثقة بقاداتهم، ومن أهمها:

  • عزلة المديرين وتجاهلهم لواقع بيئة العمل.
  • عدم اصغاء الإدارة لمقترحات الموظفين وشكواهم.
  • ضعف تقدير المديرين أتجاه موظفيهم.
  • غياب الثقة والاحترام بين المدير والموظف، وهذا يتعدى مسألة الكذب الصريح، أو عدم التزام المدير بما يقوله، أو التعدي بالألفاظ التي تجرح الموظف (بقصد أو بدون قصد).
  • سوء إدارة التغيير ومواجهة الظروف التي تطرأ على المنظمة.
  • سوء وضعف قنوات الاتصال، الصعوبة في الوصول إلى المدير للتحدث معه، وعدم استقبال المعلومات الكافية للمهام، أو جعل الموظفين ينجزون مهامهم دون أدنى فكرة عن أهداف وأهمية المهام المطلوب منهم.
  • غياب التخطيط وفهم الاستراتيجيات، ضعف في مساعدة أعضاء الفريق على فهم استراتيجيات المنظمة أو مقاصد الإدارة العليا.
  • الاكتفاء بالتشجيع اللفظي. فالمجاملات وصياغة العبارات بأسلوب لطيف غير كافٍ لترك انطباع جيد كقائد لدى الموظفين.

شاهد أيضاً: 8 نصائح ترفع الحالة المعنوية لموظفيك وتزيد من إنتاجيتهم

وفي الختام عزيزي المدير، السعادة هي صناعة إدارية، فإذا كنت لا تجيدها فاتركها لغيرك. ومفهوم القيادة ليست محصورة فقط على المسمى الوظيفي أو المنصب القيادي، فالقيادة هي أن تحدث فرقًا إيجابيًا. لذلك أنصح الباحثين عن العمل بأن لا تختر الوظيفة نفسها، بل اختر رئيسك المباشر الذي سوف تعمل معه. رئيسك الأول هو العامل الأكبر في نجاح مسيرتك المهنية. وكما قال ويليام راديشول "إن الرئيس الذي لا يثق ولا يؤمن بك لن يمنحك فرصاً للنمو والتطور".




مقالات مرتبطة