المشكلات الصحية الناجمة عن العفن المنزلي السام

كانت المباني سابقاً مفتوحة، وعلى الرَّغم من أنَّ ذلك كان ضرورياً ومفيداً إلى حدٍّ ما، إلا أنَّ تدفئة تلك المساحات المفتوحة وتبريدها باستخدام أنظمة التدفئة والتكييف المركزية الشائعة كان أمراً مكلفاً جداً، وعندما جاء الحظر النفطي في سبعينيات القرن الماضي، توجهت ممارسات البناء إلى إغلاق المباني بإحكام بوصفها وسيلة لتوفير الطاقة.



مثلما أفسح أثاثنا الخشبي وملابسنا القطنية الطريقَ للألواح الحبيبية والبلاستيك والبوليمرات الأرخص ثمناً، فقد تحولت مواد البناء أيضاً من الحجارة والطوب إلى الإطار اللاصق وألواح من صفائح رقيقة مضغوطة وجدران الجبس، لقد أغلقنا مبانينا المهواة بألواحٍ من البلاستيك داخل الجدران وأغشية سميكةٍ تحت السطح الخارجي.

تُجهَّز معظم المباني متعددة الاستخدامات، مثل المباني المكتبية بنوافذ ثابتة لا يمكن فتحها، وتوضع أنظمة التدفئة والتبريد المركزية التي تنقل الهواء عبر منزل أو مبنى بأكمله في أقبية المباني أو في العُليَّة أو على الأسطح؛ إذ يمكن أن تؤدي التغيرات في درجة الحرارة في مجاري الهواء إلى حدوث تكاثف، وقد أدت مثل هذه التغييرات في ممارسات البناء وطرائق التدفئة والتبريد إلى مشكلات صحية كبيرة؛ لأنَّها تخلق بيئات مواتية لتكاثر العفن المنزلي السام.

إلى جانب التكاثف الذي يحدث داخل مجاري الهواء، فإنَّ أيَّ نوع من تسرب المياه نتيجة تسريب في السقف أو في القبو أو أنبوب مكسور، سوف يزيد رطوبة الجو، ويوفِّر بيئةً تتكاثر فيها أنواع العفن والجراثيم السامة.

تُنتج فطور العفن والجراثيم التي تنمو في المباني التي تسربت فيها المياه سموماً تؤثِّر في صحة الإنسان؛ إذ تُنتج البكتيريا عديد السكاريد الشحمي (Endotoxins)، الموجودة في الغشاء الخارجي للخلية الجرثومية أو في جدار الخلية؛ تشمل البكتيريا السامة النموذجية الشُعيات (actinomycetes)، والمُتفطرات (mycobacteria)، والبكتيريا سلبية الجرام.

تطلق أنواع العفن أبواغاً تحتوي على السموم لقتل الكائنات الحية الأخرى القريبة للحفاظ على بيئتها الخاصة، وتشمل أنواع العفن السامة النموذجية البنسيليوم (Penicillium)، والرشاشيات (Aspergillus)، والستاكي بوتريس أو العفن الأسود (Stachybotrys)، والمغزلاوية (Fusarium)، وغيرها الكثير؛ يُعدُّ المضاد الحيوي البنسلين (penicillin) مثالاً على سمٍّ يفرز من العفن وهو مفيدٌ للبشر.

لسوء الحظ، فإنَّ معظم سموم العفن والجراثيم ضارةٌ جداً بصحة الإنسان بصرف النظر عمَّا إذا كان العفن أو البكتيريا حية أو ميتة، وهذا يعني أنَّ كلاً من العفن والبكتيريا تُمثل جميعها تحديات صحية، سواء كانت حيةً وفعالة أم ميتةً وجافة.

قد تفرز البكتيريا التي تنمو في المباني التي تسربت فيها المياه السموم الداخلية، التي قد تُسبب الإصابة بالربو وداء الساركويد (sarcoidosis)، وهو مرض مُترقٍ تتشكل فيه أورام حُبيبية أو كتل من الخلايا الالتهابية، غالباً في الرئتين؛ إذ تشمل الآثار الصحية أو الأمراض الأخرى المرتبطة باستنشاق السموم الداخلية البكتيرية الحمى، والآلام المنتشرة والصداع والسعال وضيق التنفس وضيق الصدر والتهاب مجرى الهواء وتهيج الأنف والحنجرة والغثيان.

السموم الفطرية:

تُركِّز معظم الأبحاث الطبية التي تصف الآثار الصحية لسموم العفن (السموم الفطرية) على تناول الأطعمة الملوثة بسموم العفن؛ لكنَّ التعرض للسموم الفطرية قد يحدث أيضاً عن طريق الاستنشاق أو الالتماس الجلدي، قد تكون التأثيرات حادةً أو مزمنة.

تنجم السمية المزمنة عن التعرض لجرعات منخفضة من العفن لفترةٍ طويلة، ممَّا قد يؤدي إلى عواقب صحية مثل السرطان والفشل الكبدي والفشل الكلوي والتعب المزمن، والأعراض العصبية والنفسية المنسوبة إلى أسباب أخرى.

من المعروف أنَّ السموم الفطرية قد تسبب السرطان، وتثبيط التخليق الحيوي للبروتين، ممَّا يتعارض مع عمليات النمو وإصلاح الجسم والتثبيط المناعي، ممَّا يجعل مقاومة الالتهابات أكثر صعوبة، والطفح الجلدي وتهيج الجلد والربو والتهابات الجهاز التنفسي المزمنة وضعف عملية الاستقلاب الغذائي.

لا تنتج أنواع العفن جميعها السموم الفطرية، لكن تلك التي تنتج السموم الفطرية تُعدُّ مشكلةً زراعيةً وصحية؛ إذ تشمل بعض أسوأ السموم الفطرية الموجودة في الأطعمة الملوثة، وكذلك في المباني التي تضررت بالمياه: الأفلاتوكسين (aflatoxins)، والأوكراتوكسين (ochratoxins)، والزيرالينون (zearalenone)، والتراي كوثيسين (trichothecenes).

1. الأفلاتوكسين:

تُنتجها بعض أنواع الرشاشيات، وتتسبب في أذية الكبد بشكل أساسي؛ لكنَّها تُثبط أيضاً جهاز المناعة وتسبب السرطان والعيوب الخَلْقية، يرتبط التعرض للأفلاتوكسينات مع عدوى التهاب الكبد (ب) إلى حدٍّ كبير بسرطان الكبد، قد يؤدي ضعف المناعة الخلوية البشرية الناجم عن الأفلاتوكسين إلى ضعف مقاومة العدوى بشكل عام، كما يتدخل أيضاً بالإصابة بالتهاب الدماغ والتنكس الدهني للكبد والكلى.

2. الأوكراتوكسين:

تُنتج بواسطة بعض سلالات الرشاشيات والبنسليوم، لقد ثبت أنَّ الأوكراتوكسين أ (A)، وهو النوع الأكثر سُمِّيَّة، يُسبب أذية الكِلى ويثبط جهاز المناعة، ويسبب السرطان والعيوب الخَلْقية.

3. الزيرالينون:

هو سم فطري ينتج من فطور المغزلاوية، ويُعرف بآثاره الاستروجينية التي تشمل البلوغ المبكر أو ما قبل أوانه، وضمور الخصيتين؛ إذ يرتبط الفومونيزين (Fumonisin)، وهو أحد هذه السموم، بحالات ارتفاع ضغط الدم المفاجئ في أثناء الحمل وبعيوب الأنبوب العصبي.

4. التراي كوثيسين:

هي سموم فطرية تنتج في الغالب من فطور المغزلاوية، والتي تشمل الترايكوديرما (Trichoderma) والستاكي بوتريس (العفن الأسود القاتل)، وتكون هذه السموم مميتةً جداً بالجرعات العالية لدرجة أنَّها تعدُّ أدوات حرب بيولوجية؛ فالتأثير الرئيس هو منع الجسم من إنتاج بروتينات جديدة، ممَّا يؤثِّر قي الخلايا سريعة الانقسام في الجهاز الهضمي والجلد والغدد اللمفاوية ونقي العظام.

وُجد أنَّ فطور الستاكي بوتريس التي تنمو في المباني التي تعاني تسرب المياه، قد تسبب متلازمة تعرف باسم "متلازمة مرض المباني المغلقة"؛ يشتكي الناس من أعراض تشبه أعراض البرد والإنفلونزا، والتهاب الحلق والإسهال والصداع ورعاف الأنف، وتشوش الرؤية والطفح الجلدي والحكة، وتساقط الشعر البؤري المتقطع، وأذية الرئة مع نزيف وضيق في التنفس، وألم حارق في اليدين والقدمين، وغثيان وآلام في المعدة، وأوجاع وآلام معممة، وتعب مزمن وقلق واكتئاب، وحتى تغيرات في الشخصية؛ إذ وصفت تقارير الحالات الطبية وفيات بين الرضع بسبب النزيف الرئوي الناجم عن العيش في منازل ملوثة بالعفن المنتج للتراي كوثيسين.

تسبب التراي كوثيسين ت-2 في إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران، في حدوث قرحة في المعدة، ونقص الشهية، وارتفاع نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم.

ما هي متلازمة مرض المباني المغلقة؟

متلازمة مرض المباني المغلقة (Sick building syndrome)، والمعروفة أيضاً باسم مرض السموم الحيوية أو متلازمة الاستجابة الالتهابية المزمنة (CIRS)، هي مجموعة من الأعراض التي تحدث عند أولئك المعرضين للعفن النامي أو الميت الموجود في المباني أو المركبات المتضررة من المياه، وقد أدَّت ممارسات ومواد البناء المستخدمة على مدى العقود العديدة الماضية للأسف إلى جعل المباني أكثر عرضةً لنمو العفن.

%25 من سكان العالم لديهم استعداد وراثي للإصابة بأمراض مزمنة عند التعرض للعفن المنزلي السام الذي ينمو في المباني المتضررة بالمياه؛ هذا يعني أنَّ ربع الموظفين والطلاب والعائلات الذين يقضون وقتاً في هذه المباني قد يصابون بأمراض مزمنة بدرجات متفاوتة تؤثِّر في جهاز التنفس والجهاز المناعي والجهاز العصبي المركزي.

يمكن أن يتجلى مرض السموم الحيوية على شكل مجموعة من المتلازمات الشبيهة بالإنفلونزا، والصداع المزمن، واحتقان الأنف، والتهاب الجيوب الأنفية، والتهاب البلعوم، والتهاب القصبات، والتهابات الرئة، وذات الرئة، والربو، والوهن، وضباب الدماغ، والإعياء الشديد، والضعف الإدراكي، وصعوبات التركيز، وشذوذ الذاكرة، والتغيرات العاطفية، والتهيج، والقلق، والذعر، والغضب العارم، والخلل الهرموني، وعسر الهضم، وتسرب الأمعاء، وسوء الهضم، وأمراض الأوعية الدموية الطرفية، وأمراض المناعة الذاتية، وآلام العضلات والضعف، وعدم تحمل التمرينات الهوائية، وغيرها الكثير.

يرتبط التعرض قصير الأمد للعفن بمعظم الأعراض المذكورة أعلاه، في حين أنَّ التعرض طويل الأمد له يتسبب في زيادة الالتهاب الجهازي باستمرار، ممَّا يُسبب أضراراً للجسم، والتي قد تُعالَج أو لا تُعالَج، ويمكن أن يصاب المرضى بأمراض الرئة المقيدة المزمنة أو الربو نتيجة الالتهاب طويل الأمد في المسالك الهوائية؛ إذ يتضرر أيضاً تحكم الجهاز العصبي المركزي في الجهاز المناعي العصبي والغدد الصماء العصبية، ممَّا يؤدي إلى عوزٍ في الهرمونات المركزية المُنظمة مثل الهرمون المنبه للخلايا الصباغية (المنبه للميلاتونين)، والببتيد المعوي الفعال وعائياً، والهرمون المضاد لإدرار البول.

قد يتأثَّر كلٌّ من المحور الوطائي - النخامي - الكظري والغدة الدرقية، وتؤثر التغييرات في استقلاب اللبتين ( ، ويختل توازن الملح والماء، ودرجة الأسمولية (الحلولية) في الدم، والتحكم في ضغط الدم؛ إذ يؤدي خلل وظيفة الجهاز المناعي إلى التهابات مزمنة بجراثيم متعددة، وغني عن القول إنَّ التداعيات المرضية متنوعة وشديدة.

تتسبب معظم أجزاء القوالب بالعفن المنزلي السام، ممَّا يؤدي إلى حدوث ردود فعل عكسية لدى الأفراد المستعدين وراثياً، ويمكن للسموم الموجودة في أبواغ العفن، أو أيِّ جزء من جدار الخلية أو أيِّ جزيئات دقيقة من خلايا العفن أو محتويات الخلية، إضافة إلى غازات العفن المنبعثة من العفن النشط النمو، أن تحفز الاستجابة المناعية الالتهابية الفطرية (الغريزية).

إنَّ التباين في الاستجابة من فردٍ إلى آخر له علاقة بالتعرض السابق للعفن خلال حياته، إضافةً إلى الأمراض المصاحبة الأخرى، وسيتفاعل المرضى الذين سبق لهم التعرض للعفن بقوة أكبر في حالات التعرض الجديدة، ويمكن أن تحدث هذه الاستجابة المناعية الفطرية الالتهابية حتى عند التعرض لمستويات من العفن التي يمكن عدَّها ضمن الحدود الطبيعية في اختبار جودة الهواء أو عند المستويات التي قد لا تؤثِّر في الأشخاص الآخرين.

غالباً ما يُخطئ الناس ويعتقدون أنَّ متلازمة مرض المباني هي مجرد حساسية تجاه العفن؛ لكنَّها ليست كذلك، فهذا جزءٌ مختلف من الجهاز المناعي لا يتدخل في تفاعلات الحساسية المتواسطة بالغلوبولين المناعي هـ (IGE)، ومع ذلك فإنَّ هذه الاستجابة الالتهابية تحدث بسرعة تفاعل فرط الحساسية نفسها عندما يتعرض الأفراد المتحسسون مسبقاً للعفن.

لا تتعرف أجهزة المناعة لدى مرضى السموم الحيوية إلى السموم الفطرية المنبعثة من العفن في المباني المتضررة بالمياه بوصفها أشياء غريبة يجب التخلص منها من الجسم؛ إذ يتنشط جهاز المناعة الفطري؛ لكنَّ الجزء الخلوي للجهاز المناعي لا يتحفز تحفيزاً كافياً لبدء صنع الأجسام المضادة لربط سموم العفن أو السموم الفطرية وإزالتها.

هذه السموم الفطرية الصغيرة، والتي تشمل سموم الأوكراتوكسين والأفلاتوكسين والترايكوثيسين والزيرالينون، هي موادٌ قابلة للانحلال في الماء والدهون؛ ومن ثَمَّ يمكنها أن تدخل في كلِّ خلية في الجسم، وتنتقل هذه السموم إلى نوى الخلايا وتُحفِّز إنتاج السيتوكينات الالتهابية، وتعمل بوصفها معدلات جينية تُغيِّر كيفية نسخ المادة الجينية للخلية.

علاج داء السموم الحيوية:

إنَّ أول وأهم شيء يجب القيام به عند علاج المرضى المتعرضين للسموم الحيوية هو إيقاف تعرضهم للعفن، فما لم يوقف التعرض المستمر للعفن المسبب للمرض، فلا أمل في التحسن.

يلزم إجراء فحص طبي كامل بسبب الالتهاب المزمن واختلال جهاز المناعة لدى هؤلاء المرضى؛ إذ سيعاني معظمهم التهاباً جهازيَّاً شديداً، وتسرب الأمعاء مع وجود ميكروبات معدية معوية غير طبيعية بشكل ملحوظ، وسوءٍ في الهضم وأعوازٍ غذائية، وضعف قدرة الكبد على إزالة السموم من الجسم، وضعف إنتاج طاقة على مستوى الميتوكندريون (mitochondrial)، واعتلال التخثر، والالتهابات المزمنة المحمولة بالنواقل والمكتسبة من المجتمع؛ إذ تساعد الاختبارات المخبرية التي تُشخص الأمراض المصاحبة على توجيه العلاج، ويوفِّر كلٌّ من علامات الالتهاب في الدم والسموم الفطرية المُقاسة في البول، وسائلَ مفيدة لمتابعة تقدم العلاج.

يبدأ العلاج بتقليل الالتهاب، وشفاء الجهاز الهضمي وتحسين قدرة الكبد على إزالة السموم، وتحسين تصريف الأعضاء وتنظيمه، وربط السموم للتخلص منها عن طريق البراز، فإذا كان المريض يتمتع بالحيوية الكافية لممارسة الرياضة أو الساونا، فإنَّ التعرق يُعدُّ طريقةً جيدة أخرى للتخلص من السموم؛ إذ تحتاج العدوى النشطة أيضاً إلى العلاج، ومع تقدم العلاج يستعيد المرضى سلامة الجهاز الهضمي، وطاقتهم الجسدية والنفسية، وقدرتهم على إجراء التمرينات الهوائية، ووظائفهم الإدراكية.

إنَّ معظم الأطباء - لسوء الحظ - لديهم فهم ضئيل في هذا المجال، وليسوا مؤهلين تأهيلاً كافياً للتعرف إلى المرضى الذين يعانون داء العفن وتقييمهم وعلاجهم، ولحسن الحظ طيلة الخمسة عشر عاماً الماضية، كان هناك إدراكٌ متزايد بالآثار الصحية الشديدة الناجمة عن التعرض للعفن وتحسَّنت ممارسات العلاج بين المجتمعات البيئية والطبية المتكاملة.

التعامل مع عفن المباني:

يجب إرشاد المرضى إلى كيفية القضاء على العفن بأمان من المباني التي تتسرب فيها المياه، وإذا كان المريض يمتلك المنزل أو المبنى، فسيكون ذلك أسهل، بينما من الصعب التعامل مع الحالة عندما يكون المريض مستأجراً في شقة أو منزل، أو موظفاً في شركة، أو يقود مركبة عمل، أو طالباً في مدرسة؛ ففي هذه الحالات، قد لا يعالج المُلَّاك الأضرار الناجمة عن المياه ونمو العفن معالجة كافية؛ لذا أفضل إجراء هو مغادرة المنزل أو الشقة أو العمل أو المدرسة على الفور وعدم العودة.

يجب إيجاد مصدر تسرب المياه إلى المبنى، ويجب تقييم أنظمة التدفئة وتكييف الهواء وجميع مجاري الهواء عن كثب؛ إذ تحتاج أنابيب المياه والأقبية ومساحات الصيانة أسفل المنازل والسقف والجص والتصفيح إلى فحص شامل بحثاً عن علامات الرطوبة أو نمو الميكروبات.

قد تتلوث أيضاً محتويات المبنى المتضرر من المياه بجزيئات العفن والسموم وتحتاج إلى عنايةٍ خاصة، ويمكن تنظيف أيِّ شيء لا توجد به مسامات، مثل معظم الأطباق والأواني والمقالي والزجاج والخزف والأغراض المصنوعة من الحجر، بمبيد العفن غير السام، وقد تكون المنظفات المنزلية البسيطة مثل البورق ومسحوق التبييض والخل مفيدة.

إقرأ أيضاً: كيف تجعل من المنزل بيئة نظيفة وآمنة؟

أمَّا أغراض المنزل التي بها مسامات مثل السجاد والستائر والفراش والأثاث والملابس، فقد تكون قابلةً للتنظيف أو لا، ويمكن تنظيف الملابس والستائر والسجاد المصنوع من الصوف والجلد بالتنظيف الجاف؛ إذ يمكن غسل الفراش والملابس والمناشف الأخرى بالماء الساخن وباستخدام صابون مبيد للعفن.

تأكَّد أيضاً من فحص الغسالات بحثاً عن العفن؛ إذ تتعفن بعض الغسالات إذا لم تجفَّف تماماً بين كلِّ دورة، وقد تحتاج في المنازل شديدة التلوث إلى استبدال الفراش والغسالات والمكانس الكهربائية.

سيحتاج المبنى إلى تنظيف عميق جداً عندما يُصلح تسرب المياه، ويُزال جميع العفن من قبل شركة جيدة، ويجب أن تُمسح جميع الأسطح الداخلية بما في ذلك الأسقف والجدران والأرضيات بطريقةٍ مبللة وجافة أيضاً، وإزالة كلِّ الغبار باستخدام مكنسة كهربائية عالية الكفاءة، ويُنصح أيضاً بإجراء تعفير للمنزل بالكامل لإزالة جميع جسيمات العفن الدقيقة، ثم التنظيف بالمكنسة الكهربائية مرةً أخرى؛ إذ تقوم بعض شركات التنظيف بهذا الإجراء بشكل روتيني للعملاء.

إقرأ أيضاً: الرطوبة في المنزل: أسبابها وطرق التخلص منها

في الختام:

أصبح المنزل الآن جاهزاً لاستبدال جميع الممتلكات التي نُظفت، ليبدأ الشفاء الحقيقي في بيئةٍ نظيفة وصحية.




مقالات مرتبطة