الكلب البري الأفريقي: حقائق ومعلومات

إنَّها ليست من "الأنواع الخمسة الكبار في أفريقيا"، لكنَّ رؤية الكلاب البرية الأفريقية هي مشاهد مذهلة لرحلة سفاري أفريقية، فالألوان المسكية والآذان الكبيرة التي تشبه الخفافيش والذيول الكثيفة هي شيء، والصداقة الحميمة والطبيعة الاجتماعية بينها شيء آخر.



مع بقاء نحو 5000 أو نحو ذلك من الكلاب البالغة في البرية، يصبح الكلب البري معرضاً للخطر، ونادراً ما يُشاهد، فقد انخفضت الأرقام انخفاضاً جذرياً بسبب فقدان الموائل والصيد الجائر والتهديدات من الحيوانات المفترسة الأخرى، وفي هذا المقال بعض المعلومات والحقائق عن الكلاب البرية الأفريقية وما يجعلها نوعاً فريداً من نوعه، فتابعوا معنا.

حقائق سريعة عن الكلب البري الأفريقي:

  1. الاسم: الكلب البري الأفريقي.
  2. الاسم العلمي: (Lycaon pictus).
  3. الأسماء الشائعة: كلب صيد، السِّمعُ، الكلب البري، كلب الضبع، كلب الصيد الملون، الذئب الملون، الذئب المزخرف.
  4. حالة الحفظ: مهدد بالانقراض.
  5. النوع: الثدييات.
  6. الغذاء: آكل لحوم.
  7. الموطن: أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
  8. متوسط ​​العمر الافتراضي: نحو 11 عاماً.

من هو الكلب البري الأفريقي؟

الكلب البري الأفريقي هو حيوان مفترس شرس يوجد في الأراضي العشبية والغابات الكثيفة والصحارى في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، والاسم اللاتيني له هو (Lycaon pictus) ويعني "الذئب الملون" إشارةً مباشرةً إلى لون الكراميل المرقش والفراء البني.

نظراً لأنَّ الكلب البري ينتمي إلى جنس (Lycaon) "السِّمعُ: نوع من صنف الكلبيات"، فهو أقرب إلى الذئاب من الكلاب، إضافة إلى ذلك فإنَّ تطورهم النشوئي للسلوك يجعلهم "ذئاباً"، ومن المضحك أنَّ الذئاب الملونة غالباً ما يتم الخلط بينها وبين الضباع.

تعيش الكلاب البرية الأفريقية في مجموعات، وهي اجتماعية للغاية ومعروفة بمساعدة القطيع عندما تكون ضعيفةً أو مريضةً، وينطبق الشيء نفسه على الصيد؛ إذ يعمل ما يصل إلى 20 كلباً معاً لإسقاط فرائسهم، فالكلاب البرية الأفريقية أيقونة خالصة في الحركة والتنسيق عند الصيد.

هي أكثر الحيوانات المفترسة فاعليةً في أفريقيا - 80% من صيدها ينتهي بنجاحٍ مقارنةً بالأسود بنسبة 30% - ففي دراسة نُشرت في (Proceedings of the Royal Society B) وجد الباحثون أنَّ الكلاب البرية تعطس للتصويت على الصيد وقرارات المجموعة.

بخلاف معظم أنواع الكلاب، فإنَّ الكلاب البرية ليست حيواناتٍ تسيطر على مقاطعات؛ إذ تظهر علامات البول العرضية في الذكور والإناث في مجموعات ألفا، ولكنَّها لا تتعلق بهذه العلامات، وهي تتنقل دائماً وتوجد في السافانا والأراضي العشبية والأراضي الحراجية المفتوحة عبر السهول الأفريقية، ويشمل موطنها أيضاً المناطق شبه الصحراوية والجبلية في جنوب وشرق أفريقيا.

بعض الأماكن لمشاهدة الكلاب البرية الأفريقية:

لايكيبيا، كينيا؛ وادي لوانغوا، زامبيا؛ حديقة كروجر الوطنية جنوب إفريقيا، حديقة هوانج الوطنية، زيمبابوي، دلتا أوكافانغو، بوتسوانا، سهول ليوا، زامبيا ومحمية ماديكوي جايم جنوب أفريقيا.

تزاوج الكلاب البرية الأفريقية مع الكلاب المحلية:

على الرغم من أنَّها أعضاء في عائلة الكلبيات، فإنَّ الكلاب البرية الأفريقية ليست كلاباً ولا ذئاباً، وبدلاً من ذلك هي نوع متميز في سلالة تطورية فريدة من نوعها، فالكلاب البرية ليست من جنس الكلب الذي ينتمي إليه الكلب الداجن، ومن ثمَّ لا يمكنها التزاوج أو التكاثر مع الكلاب المحلية أو أي عضو آخر من أعضاء جنس الكلب.

اختلاف الكلاب البرية الأفريقية عن غيرها من الكلاب:

معظم الكلاب لديها "مخلب أثاري" ويُعرف أيضاً باسم إصبع القدم "الإبهام" الخامس على كل قدم، بينما يفتقر إليه الكلب البري الأفريقي، فلديه أربعة أصابع فقط، كما تمتلك الكلاب البرية الأفريقية 40 سناً فقط، في حين أنَّ الكلاب الأخرى لديها 42 سناً، والضواحك متكيفة بشكل خاص ومختلفة عن أعضاء الكلاب الأخرى، لتمكين التمزيق السريع للجثة، وغالباً عندما تكون الفريسة على قيد الحياة، وإنَّ فروها المميز إلى جانب آذانها الكبيرة هي ميزة فريدة أخرى.

مدة بقاء الكلاب البرية الأفريقية مع أمهاتها:

تلد إناث ألفا الحامل صغاراً بعد فترة حمل تقارب شهرين ونصف، وعادةً ما تولد الجراء "متوسط ​​عدد الجراء التي تلدها هي 9 جراء" داخل الوكر، وتتم رعاية الجراء حصرياً من قِبل الأم خلال الأسابيع الثلاثة إلى الأربعة الأولى من الحياة.

بحلول 4-5 أسابيع، تبدأ بتناول الطعام الصلب وتبدأ بالفطام في وقت مبكر يصل إلى 5 أو 6 أسابيع، وفي الأسبوع السابع تبدأ الجراء بتناول الطعام المُتقيأ، ونحو 10-12 أسبوعاً تغادر منطقة الوكر وتضع علامةً مع القطيع في أثناء الصيد.

تكاثر الكلاب البرية الأفريقية:

الكلاب البرية الأفريقية هي أحادية الزواج وهي مربية متعاونة تصل إلى مرحلة النضج الجنسي في عمر 12 إلى 18 شهراً، على الرغم من أنَّها عادةً لا تتزاوج إلا بعد ذلك بكثير؛ إذ تحتوي كل مجموعة من الكلاب البرية الأفريقية على زوج تربية مهيمن يسمى زوج (Alpha) مع الإناث التابعة للمساعدة على رعاية الجراء وإرضاعها، فإذا كان لدى أيَّة أنثى أخرى صغار، فإنَّ أنثى ألفا إما تقبل بهم بين جرائها أو تقتلهم.

مثل الكلاب الأخرى، الكلاب البرية الأفريقية أحادية الشبق، ومن المثير للاهتمام أنَّ الكلاب البرية هي الكلاب الوحيدة التي لا تتحمل "ربطة التزاوج"؛ إذ يلتزم الزوج المتكاثر بعد التزاوج من أجل زيادة فرص الإخصاب.

هي عموماً متكاثرات موسمية؛ إذ يعتمد موسم التكاثر على الموقع الجغرافي، على سبيل المثال، في جنوب أفريقيا تولد الجراء في الغالب في أواخر شهر أيار/ مايو إلى أوائل شهر حزيران/ يونيو، ويستغرق الحمل ما يقرب من 70 إلى 73 يوماً، ويولد الجراء في وكر، وعادةً هذا الوكر يكون محفوراً من قِبل الخنازير أو الضباع.

يمكن أن تختلف أعداد الجراء في البطن الواحد من 2 إلى 20 جرواً، وخلال الأسابيع 3-4 الأولى من الإنجاب تتغذى الأمهات عادةً عن طريق التغذي على الطعام المتقيأ من قِبل أفراد القطيع، وفي نحو 6 أشهر سيكون الجراء أكبر سناً بما يكفي للانضمام إلى أمهاتهم وجماعاتهم في الصيد.

عدد مرات ولادة الكلاب البرية الأفريقية:

يمكن للإناث ألفا أن تلد كل 11 إلى 12 شهراً، ومع ذلك يلاحظ أنَّ نافذة الإنجاب تتأثر بالفترة الضوئية (طول النهار) ودرجة الحرارة وحالة الجسم والوارد الغذائي، خاصةً في الحيوانات التي تعيش في المناطق الشمالية من القارة، وفي الواقع يمكن أن يكون الوقت بين الولادات أقصر من 6 أشهر إذا مات جميع الجراء السابقين.

عدد الجراء الذين تمتلكهم الكلاب البرية الأفريقية:

يختلف عدد المواليد لكن في المتوسط هناك 10-11 جرواً، وقد تشمل بعض البطون ما يصل إلى 22 جرواً، وكانت أكبر مجموعة من الكلاب البرية التي تم الإبلاغ عنها حتى الآن في "بوتسوانا" تتكون من 27 جرواً مع ثلاث أمهات مرضعات.

وفقاً للباحثين، فإنَّ عدد الجراء في البطن الواحد هو المحرك الأكثر تأثيراً لحركات الجماعات ونطاقات الموطن، وكقاعدة عامة كلما زاد عدد الجراء في البطن الواحد كانت المسافات اليومية المقطوعة أقصر ونطاقات المنزل أصغر.

حجم الكلاب البرية الأفريقية عند ولادتها:

عند مقارنته بأعضاء جنس الكلب الآخر فإنَّ الكلب البري الأفريقي نحيف وطويل وأكبر حجماً؛ إذ تزن الجراء نحو 8 إلى 10 أونصات عندما تولد وبطول نحو 5-6 بوصات.

تزن الكلاب البرية المزروعة بالكامل ما بين 44 إلى 55 رطلاً في شرق أفريقيا و54 إلى 72 رطلاً في جنوب أفريقيا، كما يبلغ طول الكلاب البرية نحو 25-30 بوصةً، ويبلغ طول جسمها 28-45 بوصةً وذيلها 11-18 بوصةً، وإناث الكلاب البرية أصغر قليلاً من الذكور.

أسماء خاصة لجراء الكلاب البرية الأفريقية:

صغار الكلاب البرية تسمى الجراء، ومصطلح "شبل" مقبول أيضاً، وعادةً ما يكون في البطن الواحد عشرة إلى اثني عشر جرواً، وغالباً ما يطلق عليهم رفقاء البطن.

مدى سرعة ركض الكلاب البرية الأفريقية:

الكلاب البرية الأفريقية معروفة بقدرة تحمل لا تُصدَّق، ويمكن أن تصل سرعتها القصوى إلى 68-72 كم/ ساعة، ومع الجسم الانسيابي والأرجل الطويلة القوية تصطاد في مجموعات بمطاردة متوسطة تستغرق نحو 2 كم، وعندما تنهار الفريسة تبدأ على الفور بالتغذي عليها حتى قبل أن يموت الحيوان بسبب النزف.

إقرأ أيضاً: 12 خرافة حول الحيوانات لا نزال نؤمن بها

الذئب الأفريقي الملون: بعض الحقائق المثيرة للاهتمام

  1. تقوم الكلاب البرية الأفريقية بإصدار أصوات صرير وزقزقة وتغريد وأصوات تشبه الجرس للتواصل مع أعضاء المجموعة، كما تقوم بإجراء نداءات صاخبة في أثناء تحديد أعضاء المجموعة، وخاصةً في أثناء عمليات الصيد، كما أنَّها قد تعطي صوتاً قصيراً عند مواجهتها من قِبل مفترسين أو بشر آخرين، ومع ذلك فهي لا تنبح أو تعوي مثل الذئاب أو الكلاب الأليفة.
  2. كلاب الصيد الأفريقية غير إقليمية، ومن ثمَّ فهي تفتقر إلى نطاقات ومقاطعات حصرية، كما يمكن أن تختلف مساحات منازلها في الحجم، وعادةً ما تتراوح بين 200 إلى 2000 كيلومتر مربع.
  3. لا يوجد كلبان ملونان لهما نفس العلامات، وهذا يجعل من السهل التعرف إليهما وهي فريدة من نوعها مثل البشر؛ إذ تفتقر الجراء حديثة الولادة إلى اللون الأسمر ولكنَّ علاماتها البيضاء واضحة ولا تتغير مع نموها.
  4. في الماضي كانت الكلاب البرية تُعَدُّ آفةً وتم إطلاق النار عليها بأعداد كبيرة في دول مثل زيمبابوي، ومع مرور الوقت تغيرت هذه العقلية ويتم الآن تقييم هذه الحيوانات وحمايتها لتميزها وحالتها المهددة بالانقراض.
  5. الكلاب الملونة من الحيوانات آكلة اللحوم؛ إنَّها تفترس في المقام الأول الثدييات مثل الخنازير والعديد من أنواع الظباء وخاصةً نوع نيالا، كما تأكل القوارض والسحالي والطيور والحشرات.
  6. لا تجلب الكلاب البرية العمود الفقري وقطع اللحم للجراء في الوكر، وبدلاً من ذلك تقوم بتجريف اللحوم وتجريدها من أجل الجراء، وهذا لمنع الرائحة من التراكم من العظام القديمة التي قد تجذب الحيوانات المفترسة الأخرى مثل الأسد أو الضباع إلى منطقة العرين.
إقرأ أيضاً: أجمل حدائق الحيوانات في العالم

في الختام:

لقد تعرفنا معاً إلى الكلب البري الأفريقي وبعض الحقائق المثيرة للاهتمام حوله، من حجمه وغذائه وطرائق عيشه وتكاثره وسرعته وطرائق صيده وغيرها.




مقالات مرتبطة