القيادة من خلال الشجاعة العاطفية

إنَّه لمن الأسهل دائماً تجاهل أيِّ موقف سيئ بدلاً من مواجهة المشاعر الناتجة عنه مباشرةً؛ لكنَّ رفض الاعتراف بعواطفك وعواطف الآخرين يمكن أن يؤدي إلى مشكلات كبيرة في المستقبل. إنَّ الالتزام بالقيادة مع شجاعة عاطفية هو فقط خطوة أولى في عملية أوسع نطاقاً، وكما قال الكاتب "رالف والدو إيمرسون" (Ralph Waldo Emerson) ذات مرة: "إنَّ جزءاً كبيراً من الشجاعة يرتبط بالقيام بأمر ما من قبل". لا يوجد روتين محدد لذلك، ولكن توجد خطوات يمكنك اتخاذها لتحسينها، وتذكُّر أنَّ هذا الأمر عملية وليس وجهةً.



إنَّ الالتزام بالقيادة مع شجاعة عاطفية هو فقط خطوة أولى في عملية أوسع نطاقاً، وكما قال الكاتب "رالف والدو إيمرسون" (Ralph Waldo Emerson) ذات مرة: "إنَّ جزءاً كبيراً من الشجاعة يرتبط بالقيام بأمر ما من قبل". لا يوجد روتين محدد لذلك، ولكن توجد خطوات يمكنك اتخاذها لتحسينها، وتذكُّر أنَّ هذا الأمر عملية وليس وجهةً.

1. تقبُّل الضعف والشفافية والتعاطف:

قد يميل القادة إلى إخفاء مشاعرهم عن أعضاء الفريق أو الأشخاص الذين يعملون معهم، في حين تتطلب القيادة الحقيقية الانفتاح وإمكانية الوصول من خلال مشاركة مشكلاتك مع الآخرين، وطلب المساعدة عند الحاجة إليها، وفي هذه الحالة، سينظر إليك الموظفون وأعضاء الفريق بصفتك إنساناً، وليس شخصاً ذا سلطة.

حاول التأثير فيمن حولك ولا تفرض سلطتك على الآخرين، وتوقَّف عن التركيز على نفسك، وبدلاً من ذلك حاول أن تكون قائداً إيجابياً وداعماً، فعندما تكون السبب وراء وجود علاقة بين موظفيك، ستمتلك فريقاً أكثر فاعليةً، وعندما تكون متعاطفاً، ستؤثر في التعاون والروح المعنوية بين الموظفين تأثيراً إيجابياً.

2. تقبُّل التغذية الراجعة الإيجابية والسلبية:

يُعَدُّ تقبُّل النقد أمراً ضرورياً لأيِّ مجال وظيفي، ولكنَّه مفيد جداً لتطوير البرامج، فلا يرغب أحد منَّا في أن ينتقد الآخرون عمله أو أسلوبه، ومع ذلك، دون الانتقادات، لن تنتج منتجاً عالي الجودة، ومن غير شكوى لن تعرف الأمور التي عليك تحسينها أو ما الذي تعمل عليه أساساً، وما الذي يجب الاحتفاظ به وما الذي يجب التخلص منه.

عندما تكون قائداً، يجب أن تكون على استعداد لتقبُّل انتقادات الموظفين وزملائك في الفريق، فذلك جزء معتاد من العمل، ولا يجب أن تجعل الآخرين يشعرون بأنَّك أكبر من النقد. إنَّها الطريقة الوحيدة لتحديد الثغرات والعمل معاً لمعالجتها.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح لتقديم تغذية راجعة بنَّاءة ومؤثرة

3. عدم فقدان الشعور بالدهشة والفضول أبداً:

يتعلق العمل في مجال التكنولوجيا أساساً بالتفكير في المستقبل، فمن "ستيف جوبز" (Steve Jobs) إلى "بيل غيتس" (Bill Gates)، حافظ جميع رواد الأعمال العظماء دائماً على الشعور بالدهشة والفضول، فقد كانوا يواظبون على العمل بينما كان الآخرون يعلنون استسلامهم، وساهم ذلك في نجاحهم بصفتهم مطورين للبرامج والتكنولوجيا.

سيكون من الجيد امتلاكك رغبة لا تنضب تجاه المعرفة والإبداع، وقد يكون السعي إلى الحصول على أفكار جديدة وصعبة أمراً مخيفاً، ولكن هذا ما تعنيه القيادة مع شجاعة عاطفية. يتعلق الأمر بالثقة والإيمان؛ إذ تشير الأبحاث إلى أنَّ الأشخاص الفضوليين يميلون إلى تكوين علاقات جيدة وقوية.

4. التواضع:

كثراً ما نتجاهل فكرة التواضع، لكنَّه قد يكون الجانب الأكثر أهميةً في الشجاعة العاطفية والقيادة، فيجب أن تتقبَّل أنَّك إنسان وتخطئ، وبأنَّه يوجد حدود لكل أمر تفعله، ولن تتمكن من إنجاز كل شيء على نحو صحيح دائماً أو الحصول على حلول للمشكلات الحالية، فالتواضع لا يعني أن تمتلك رأياً متدنياً عن نفسك أو قدراتك؛ وإنَّما يتعلق الأمر بتقبُّل عيوبك والعمل على تحسينها.

عندما تكون متواضعاً، فإنَّك تصغي لتفهم، وتكون على استعداد لتقبُّل الآراء المختلفة والنقد، فأنت بالتأكيد تنسب الفضل لمَن يستحقه، وبصفتك قائداً ستلهم موظفيك الثقة والإعجاب، وبدلاً من التفكير في نفسك والغرور، كن شخصاً متواضعاً وأعد توجيه طاقتك نحو تطوير عملك.

5. الاستعانة بشركات خارجية للتطوير:

ستستفيد الشركات من العمل مع شركات تطوير برامج التكنولوجيا في بلدان أخرى؛ إذ يساعد هذا الأمر على توفير نفقات الموظفين والنفقات الأخرى مع جعل شركتك أكثر كفاءةً.

كما يسمح لك ذلك بالتحكم بتخصيص الموارد حسب الحاجة، بالإضافة إلى خفض تكاليف التشغيل، وجعلك أقرب جغرافياً إلى فريقك، وتوسيع نطاق عملك في أسواق جديدة، والحصول على عائدات أفضل على الاستثمار لعملك، والتواصل الجيد.

إنَّ المشكلات الشائعة لتطوير البرامج في بلدان أخرى هي الاختلافات الثقافية والزمنية التي تجعل التواصل في الوقت الفعلي أمراً معقداً، ويمكن أن تواجه مشكلات قانونيةً أو تأخيراً في العمل.

إقرأ أيضاً: ما هي الحالات التي تكون فيها الاستعانة بمصادر خارجية أمراً معقولاً؟

إظهار أفضل ما لدى موظفيك:

عندما تتفاعل بحماسة مع عواطفك، فأنت لا تستجيب استجابة مناسبة للنقد أو للآراء المخالفة لك. تتطلب مهنة تطوير البرمجيات مهارات تحليل قوية وقدرة على حل المشكلات، ولا ينطبق ذلك على العمل وحده؛ وإنَّما بالتعاطف مع الآخرين أيضاً، فالمهارات الشخصية والتواصل الجيِّد هما أساس علاقة العمل الصحية.

بصفتك قائداً، يجب أن تعمل على هذا الجانب في نفسك، فعندما تكون شخصاً متعاطفاً ويمكن للآخرين الوصول إليك، ومتواضعاً، ومنفتحاً على الأفكار الجديدة، فلن يشعر موظفوك أنَّك إنسان آلي دون حياة أو شخصية ذات سلطة غير مهتمة تطالب الآخرين بالخضوع إليك؛ فهذا الأمر يحدد أسلوب عملك، وبذلك يعرف الموظفون أنَّهم قادرون على التواصل معك وطرح الأسئلة، أو التعبير عن مخاوفهم، أو حتى التحدث عن مشكلات وقضايا شخصية.

المصدر




مقالات مرتبطة