الصداع العنقودي: أسبابه، وأعراضه، وطرق علاجه

يعاني نحو واحدٍ من كلِّ 1000 شخصٍ من الصداع العنقودي، ويعدُّ مرضاً شائعاً بين الناس، مثله مثل الأمراض الأخرى المعروفة.



ما هو الصداع العنقودي؟

الصداع العنقودي هو نوع من أنواع الصداع يصيب شقاً واحداً من الرأس، ويتمركز عادة حول العين والأنف في هذا الجانب.

لماذا سمي بالصداع العنقودي؟

لقد سُمِّي بـ "العنقودي" لأنَّه يحدث على هيئة نوبات تتكرر من 1 إلى 3 مرات يومياً في الوقت نفسه، ولعدة أسابيع أو أشهر؛ ثمَّ يعقبها فترة تعافي قد تمتد شهوراً أو سنوات، إلَّا أنَّه يعود مجدداً ولا يُشفَى.

عادة ما يختبر الأشخاص الذين يعانون من الصداع العنقودي الصداع بفترات ثابتة في السنة، والتي قد تصادف أوقاتاً معينة، كالفترة بين انقلاب الفصول، أو في فترة الربيع أو الخريف مثلاً.

تتميز نوبات الصداع العنقودي بالشدة، وغالباً ما تأتي على هيئة نبض متكرر على أحد جانبي الرأس، ويرافقه عادة احمرار في العين، وسيلان أنف، وارتفاع بالحرارة على الجانب المتأثر.

أعراض الصداع العنقودي:

تأتي نوبة الصداع العنقودي بسرعة دون سابق إنذار، وتتمثل أعراضها في:

  1. ألم شديد يتموضع في إحدى العينين أو خلفها أو حولها، ويمكن أن ينتشر إلى مناطق أخرى من الوجه والرأس والرقبة.
  2. ألم على جانب واحد من الرأس.
  3. فرط في إفراز الدمع من العين في الجانب المتأثر.
  4. احمرار العين في الجانب المتأثر.
  5. انسداد أو سيلان فتحة الأنف في الجانب المتأثر.
  6. شحوب الجلد أو زيادة احمرار الوجه.
  7. التهاب المنطقة المحيطة بالعين في الجانب المتأثر.
  8. ارتخاء الجفن في الجانب المتأثر.
  9. تعرق الجبهة أو الوجه في الجانب المتأثر.
إقرأ أيضاً: 8 علاجات سريعة لآلام الصداع

توصيف الصداع العنقودي:

1. نمط الألم:

يكون الألم في كل الحالات تقريباً أحادي الجانب، ويوصَف بأنَّه حارق أو ثاقب، وقد يكون نابضاً أو مستمراً؛ كما قد يكون الألم شديداً لدرجة تجعل المريض غير قادر على البقاء هادئاً، وغالباً ما يمشي في أثناء النوبة.

2. مكان الألم:

يتموضع الألم خلف إحدى العينين أو في منطقة العين دون تبديل للاتجاه، وقد ينتشر إلى الجبهة أو الصدغ أو الأنف في الجانب المتأثر، وقد يشعر المريض بنبض الشرايين المتوضعة في مكان الألم.

3. مدة الألم:

يدوم الألم في نوبة الصداع العنقودي عادة من 15 إلى 180 دقيقة ثم يزول، ولكن يعود مجدداً في وقت لاحق من اليوم نفسه.

4. تردد الألم:

يختبر أغلب الذين يعانون من الصداع العنقودي 1-3 نوبات من الصداع في اليوم، وذلك خلال هجمة الصداع العنقودي التي تُدعَى "الفترة العنقودية"؛ ويحدث هذا الصداع بصورة منتظمة جداً، وفي الوقت نفسه يومياً.

ما سمات الفترة العنقودية؟

  • تستمر الفترة العنقودية عموماً من عدة أسابيع إلى شهور، وقد يكون تاريخ البدء ومدة كل فترة عنقودية متسقين من فترة إلى أخرى؛ فعلى سبيل المثال: يمكن أن تحدث الفترات العنقودية في أوقات موسمية، مثل كلِّ ربيع أو خريف.
  • تعَدُّ دورة الصداع العنقودي من أهم علامات التشخيص، حيث إنَّ دورات الصداع ومدة استمرار النوبة ثابتة تقريباً.
  • قد تستمر الفترات العنقودية المزمنة لأكثر من عام، وقد تستمر الفترات الخالية من الألم لفترات غير محددة.
  • يحدث الصداع عادة كل يوم في أثناء الفترة العنقودية، وأحياناً عدة مرات في اليوم.
  • يمكن أن تستمر النوبة الواحدة من 15 دقيقة إلى 3 ساعات، وتحدث غالباً في الوقت نفسه كل يوم، ويحدث معظمها ليلاً بعد الخلود إلى النوم بساعة أو اثنتين.
  • ينتهي الألم فجأة مثلما بدأ، مع تناقص الشدة بسرعة؛ كما قد لا يشعر معظم الأشخاص بأي ألم بعد حدوث النوبات، لكنَّهم يكونون مجهدين.
إقرأ أيضاً: ماهي الشقيقة ؟ و ما أسبابها ؟

ما أسباب الصداع العنقودي؟

إنَّ السبب الحيوي الدقيق للصداع العنقودي غير معروف حتى الآن، ولكن يرى بعض الباحثين أنَّ له علاقة بالوطاء الذي يمثل الساعة البيولوجية الداخلية التي تنظِّم دورة النوم والاستيقاظ؛ إضافة إلى علاقته مع تفعيل العصب ثلاثي التوائم -العصب الرئيس في الوجه- حيث يؤدي تفعيل هذا العصب إلى ألم عيني مرافق للصداع العنقودي.

على النقيض من الصداع النصفي (الشقيقة) وصداع التوتر، فإنَّ الصداع العنقودي لا يرتبط بأيٍّ من المثيرات، كالأطعمة أو التغيرات الهرمونية أو الضغوطات الخارجية؛ كما أنَّ ألم الصداع وإن كان حاداً، إلَّا أنَّه لا يكون ناجماً عادة عن أحد الأمراض الكامنة؛ ولكن في بعض الأحيان، قد تشير نوبات الصداع إلى حالة طبية أساسية خطيرة، كورم الدماغ أو تمزق أحد الأوعية الدموية في الدماغ.

ما عوامل الخطر من الصداع العنقودي؟

تشمل عوامل الخطر للإصابة بالصداع العنقودي:

1. الجنس:

يكون الرجال عادة أكثر عرضة إلى الإصابة بالصداع العنقودي من النساء.

2. العمر:

تتراوح أعمار معظم الأشخاص الذين يصابون بالصداع العنقودي ما بين 20 و50 عاماً، على الرغم من أنَّه قد يحدث في أي عمر.

3. التدخين:

عادة ما يكون أكثر المصابين بنوبات الصداع العنقودي من المدخنين؛ ولكن مع ذلك، قد لا ينطوي الإقلاع عن التدخين على أي تأثير على هذا الصداع.

4. الكحول:

إذا كنت مصاباً بالصداع العنقودي، فقد يزيد شرب الكحول خلال النوبات العنقودية من احتمالية تعرِّضك إلى نوبة عنيفة.

5. التاريخ العائلي:

قد يزيد وجود فرد في العائلة مصاب بالصداع العنقودي من احتمالية الإصابة به.

شاهد بالفيديو: كيف نتخلص من التوتر في ظل الأجواء الصعبة التي نعيشها؟

ما هي مثيرات الصداع العنقودي؟

يحدث الصداع العنقودي غالباً في الربيع أو الخريف؛ كما يشيع الصداع العنقودي لدى المدخنين ومدمني الكحول، وقد يصبح المريض خلال فترة الصداع العنقودي أكثر حساسية لتأثير الكحول والنيكوتين، ويمكن لكمية قليلة منهما أن تثير نوبة صداع حادة.

علاج الصداع العنقودي:

لا يوجد علاج جذري للصداع العنقودي، حيث تساعد العلاجات الموجودة على خفض حدة الألم وتقليل مدة الصداع ومنع حدوث النوبات؛ ونظراً إلى أنَّ ألم الصداع يأتي فجأة، وقد يهدأ في غضون فترة قصيرة؛ فإنَّ تقييمه وعلاجه أمر صعب.

إقرأ أيضاً: أنواع الصداع وزيوت طبيعية للتخلّص منه

1. العلاجات الدوائية للصداع العنقودي:

تُستخدَم أدوية من مجموعة التريبتينات لمعالجة الصداع النصفي، سواء عن طريق الحقن أم الاستنشاق؛ أمَّا مسكنات الألم التقليدية، فغالباً لا تجدي نفعاً في تسكين آلام هذا النوع من الصداع؛ ذلك لأنَّها تحتاج إلى الكثير من الوقت حتى يبدأ مفعولها في الظهور.

كما قد يضطر الأطباء في حالات نادرة جداً إلى التدخل الجراحي عندما لا تنجح جميع طرائق العلاج الأخرى.

2. اتباع نمط حياة صحي وسليم:

يمكن أن تبدأ نوبات الصداع العنقودي عندما تطرأ تغيرات على مواعيد نومك؛ لذلك، حافظ على روتين نومك المعتاد في أثناء نوبة الصداع العنقودي، وتجنَّب شرب الكحول، وابتعد عن الإجهاد.

3. بعض العلاجات غير الدوائية للصداع العنقودي:

  • تناول الأطعمة الغنية بالمغنيزيوم: يعاني أغلب مرضى الصداع العنقودي من مستويات مغنيزيوم منخفضة؛ لذا ينصح الخبراء بدمج الأطعمة الغنية بهذا العنصر في النظام الغذائي، كاللوز والتين والأفوكادو، أو تعويضه عن طريق تناول مكمِّلات المغنيزيوم.
  • الميلاتونين: ينظِّم هرمون الميلاتونين أنماط نومك؛ فإذا كانت مستوياته منخفضة في جسمك، فسيزداد احتمال إصابتك بالصداع العنقودي.
  • الزنجبيل: يعدُّ الزنجبيل مادة طبيعية مضادة للأكسدة والالتهاب، ويمكن أن تساعد في التخفيف من أعراض الصداع العنقودي.
  • تمرينات التنفس العميق: يزوِّد التنفس العميق الدماغ بمزيد من الأوكسجين، ممَّا يساعد على تخفيف الألم في أثناء هجمات الصداع العنقودي.
  • الزيوت الأساسية: تحتوي الزيوت العطرية على مركبات عطرية يمكنها أن تخفِّف من حدة الصداع العنقودي، مثل: زيت النعناع واللافندر
  • فيتامين B2: وجدت دراسة نُشِرت في المجلة الأوروبية لعلم الأعصاب أنَّ المشاركين الذين أُعطُوا 400 كبسولة من فيتامين B2 قلَّت لديهم هجمات الصداع العنقودي؛ ذلك لأنَّ نقصه يمكن أن يسبب تلف الأعصاب والالتهاب.
  • استنشاق الأوكسجين: يمكن لاستنشاق الأوكسجين لمدة 10 دقائق أن يزيل ألم الصداع فوراً، ويُنصَح المرضى بشراء أسطوانة أوكسجين؛ حيث وجِد أنَّ أنجع علاج للصداع العنقودي في أثناء النوبة هو استنشاق الأوكسجين عبر قناع.

الخلاصة:

قد يكون التعايش مع الصداع العنقودي أمراً صعباً، وقد تبدو النوبات غير محتملة وتُشعِرك بالقلق والاكتئاب، ممَّا يؤثر في علاقاتك وعملك ونوعية حياتك؛ لكن قد يساعدك التحدث إلى مستشار أو معالج في التعامل مع آثار الصداع العنقودي؛ كما قد يجعلك الانضمام إلى مجموعات دعم الصداع العنقودي على التواصل مع الآخرين الذين يواجهون مشكلات مشابهة، والذين قد يوفِّرون لك بعض المعلومات، أو يرشحون لك طبيباً قادراً على مساعدتك.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5




مقالات مرتبطة