الشكر والتقدير من أقوى العبارات في مجال القيادة

يقولون: "إنَّ الشخص الذي يشعر بالتقدير، سيُقدِّم دوماً أكثر ممَّا كان متوقعاً منه"؛ لذا فإنَّ أقوى عبارتين لأيِّ قائد هما: "شكراً لك" و"أُقدِّر ذلك منك".



لا حاجة إلى إنفاق آلاف الدولارات على عقد اجتماعات للقيادة في خارج مبنى المؤسسة، إذا كنت لا تستطيع أن تقول بشكل طبيعي أيَّاً من هاتين العبارتين وأن تعني ما تقوله.

درس الطفولة:

لمَ الأمر بهذه الصعوبة؟ لطالما كان آباؤنا أو أيُّ شخصٍ بالغٍ آخر، يذكِّروننا عندما كنَّا أطفالاً: "ماذا يجب أن تقول؟"، وتلقائياً كنَّا نواجه الشخص ونقول: "شكراً لك"؛ وبمجرد أن تمكَّنَّا من التحدث، تعلَّمنا رسالة التقدير هذه.

ماذا حدث؟ هل نسي بعض منَّا هذا الدرس؟ وهل اعتقدنا أنَّه كان علينا القيام بذلك في أثناء وجودنا على المنصة فحسب؟ أدركت منذ زمنٍ طويلٍ قيمة قول شكراً لك؛ إذ كانت والدتي تقول إنَّه يمكنك اصطياد الذباب بالعسل أكثر ممَّا تستطيع اصطياده بالخل.

أفكِّر كثيراً في تربيتي؛ كيف غرس والداي فيَّ قيماً معيَّنة، والأهم من ذلك، أنَّ الناس يقدِّرون قيماً معيَّنة. وهذا درس أعود إليه على الدوام.

تسير حياتنا بسرعة حتى تصل إلى نقطةٍ هامةٍ، لكنَّني لاحظت دائماً أنَّ النقاط المضيئة تبرز عندما أُظهر تقديري لأصغر الأعمال. تبرز نقاطي المضيئة عندما أقدِّر شخصاً بكلمةٍ أو عبارةٍ لطيفة؛ لأنَّه ربما تكون تلك اللفتة نقطة ارتكازٍ في حياتهم.

إقرأ أيضاً: 10 طرق ذكية لتقديم الشكر إلى موظفيك

الجميع يضيف قيمة:

قبل بضع سنوات، روى "والت بيتينغر" (Walt Bettinger)، الرئيس التنفيذي لمؤسسة "تشارلز شواب" (Charles Schwab)، قصة امتحانه النهائي في مادة استراتيجية الأعمال؛ ففي يوم الامتحان، وزَّع الأستاذ ورقةً واحدة، وكان كلا الجانبين فارغاً. أوضح الأستاذ للطلاب الحائرين أنَّه قدَّم إلى هذا الفصل كل ما لديه، وكما يتذكر "بيتينغر"، قال الأستاذ: "لقد علَّمتك كل ما يمكنني أن أعلمك إياه بشأن الأعمال في الأسابيع العشرة الماضية، لكنَّ الرسالة الأكثر أهميةً، وأهم سؤال هو هذا: ما هو اسم السيدة التي تنظف هذا البناء؟".

كان الهدف هو تعليمهم درساً قوياً. بغضِّ النظر عن الدور، فإنَّ كل فرد يضيف قيمة؛ لذا، كان سؤال الامتحان الأخير يطلب منهم تسمية الشخص الذي ينظف من بعدهم. كانت "دوتي" (Dottie) عاملة تنظيف؛ أي إنَّها ذاك النوع من الأشخاص الذي نواجهه كل يومٍ إلا أنَّه غير مرئيٍّ بالنسبة إلينا.

فشل "بيتينغر" في الاختبار، لكنَّه لم ينسَ الدرس أبداً: الأشخاص الذين لا نعرفهم في المؤسسة، يملكون قيمة الأشخاص نفسهم الموجودين في القسم العلوي منها.

إقرأ أيضاً: 8 أسرار عجيبة في كلمة واحدة

درسي المبكر في القيادة:

لقد تعلمت مبدأ الإدارة هذا من الرئيسة التنفيذية المؤسِّسة لمؤسَّسة "مارثا ستيوارت ليفينغ" (Martha Stewart Living) عندما كنت نائب الرئيس في قسم الموارد البشرية. كان اسمها "شارون باتريك" (Sharon Patrick).

أظهرت "شارون" سلوكاً لم أرَه أبداً حتى ذلك الحين؛ إذ كان لديها أسلوب قيادةٍ تؤديه بطبيعتها بابتسامة دائمة، والضحك كان حاضراً بحضورها.

كانت تعرف كل موظف، وكانت تتوقف كل يومٍ عند وصولها إلى أيِّ نقطة وتبدأ بإجراء محادثة، سواءً كان ذلك مع السائق أم مع عمال غرفة البريد أم عمال نظافة المكتب؛ إذ أظهرت اهتمامها بموظفيها، الذي تغلغل في المنظمة بأكملها. لقد أشار إليها الجميع باسم "شارون"؛ فكانت الطلاقة التي تريح بها الناس في الوقوف والتحدث معها، سهلةً للغاية. وكان هدفي أن أكون مثل "شارون".

كانت شركتنا في ذلك الوقت مثل العائلة، وكان هناك اهتمامٌ حقيقيٌّ ببعضنا بعضاً؛ فعندما كان يواجه الأعضاء التحديات، كنَّا نشعر جميعاً بواجب تجاه بعضنا بعضاً. يمكنني أن أقول بكل سرورٍ إنَّه في مرحلةٍ ما من حياتي، كنت أعمل في شركةٍ؛ حيث كان التفاعل شيئاً يجري من دون تخطيطٍ مُسبَق.

شاهد بالفيديو: 15 صفة من صفات القادة المتميزين

إعطاء كل ما لديهم:

أتذكَّر القدوم إلى مدينة "نيويورك" يوم السبت، حين اضطررت إلى التوقف عند المكتب؛ حيث نزلت من المصعد وسمعت أصواتاً. وبينما كنت أسير في الزاوية، رأيت مجموعةً تعمل في مكتبها. مشيت وقلت مرحباً. وفي حديثي مع مدير هذه المجموعة، سألت لماذا تعملون هنا يوم السبت. أذهلتني الإجابة: "نحن نفعل هذا طوال الوقت؛ إذ إنَّنا نجد أنَّه يمكننا إنجاز المزيد من العمل، فالمكان هادئ. ونحن نعمل لبضع ساعاتٍ أو نحو ذلك، ثم نذهب لتناول العشاء أو تناول القهوة في وقتٍ لاحقٍ بعد الظهيرة".

الشخص الذي يشعر بالتقدير سيقدم دائماً أكثر ممَّا كان متوقعاً منه

تَعرَّف إلى الأشخاص الصغار، وقدِّر أولئك الذين ليسوا في دائرة الضوء. سيؤدي هذا النهج إلى إنشاء رابطٍ متين يجمع الموظفين لديك بجميع مستوياتهم.

المصدر




مقالات مرتبطة