السيرة الذاتية لسيدة الأعمال الإماراتية فاطمة عبيد الجابر
"نحن نعيش الحلم، وقد أصبح بإمكان النساء أن يُحقِّقن ما يتمنين". هذه التي تحلم وتُحقِّق أحلامها هي "فاطمة عبيد الجابر"، وهي الاسم المتألِّق في عالم الاقتصاد في الإمارات العربية المُتحدة، وهي أول سيدةٍ إماراتيةٍ تُنتَخَبُ في مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبو ظبي، وذلك عام 2009 ميلادية.
تُعدُّ فاطمة عبيد الجابر قياديةً بارزةً في مجال الصناعة في منطقة الخليج العربي، وهي أيضاً عضو مجلس إدارة مجلس سيدات أعمال الإمارات؛ كما شغلت منصب رئيس الهيئة التنفيذية لمجلس سيدات أعمال أبو ظبي في الإمارات العربية المُتحدة، والذي يضم نحو 5400 سيدة، وذلك عام 2012 ميلادية؛ وهي المسؤول التنفيذي للعمليات في مجموعة الجابر في الإمارات العربية المُتحدة.
ولادة فاطمة عبيد الجابر ونشأتها:
وُلِدت فاطمة عبيد الجابر في إمارة العين في الإمارات العربية المُتحدة عام 1965 ميلادية، ودرست المرحلة الجامعية في جامعة الإمارات العربية المُتحدة، وحصلت منها على بكالوريوس في الهندسة المعمارية عام 1987، إذ تولَّدت لديها الرغبة بدراسة الهندسة المعمارية عقب زيارةٍ لها برفقة والدها لأحد مواقع الإنشاءات في الشركة، وتقول في هذا الصدد: "لا زلتُ أذكر حين اصطحبني والدي معه إلى بعض مواقع الإنشاءات الخاصة به، حيث رأيت الأمر مُمتعاً، ولمعت الأفكار في ذهني".
نشأت فاطمة عبيد الجابر في ظلِّ عائلةٍ مُلتزمةٍ ومُحافظةٍ ولكنَّها تُقدِّر المرأة وتُعطيها حقوقها، ولا تُفرِّق بين رجلٍ وامرأةٍ في العلم والعمل، وهي مُتزوجةٌ وأمٌّ لخمسة أطفال: ولدٌ وحيد، وأربعة بنات؛ وبالرغم من كلِّ أعمالها ومشاغلها والتزاماتها، كانت قادرةً على رعاية أبنائها بشكلٍ جيدٍ ليكونوا قادرين على بناء مُستقبلٍ واعد.
الحياة المهنية لسيدة الأعمال فاطمة عبيد الجابر:
عملت في عام 1988 ميلادية في وظيفةٍ حكومية، واستمرَّت في عملها حتَّى عام 2005 ميلادية، وخلال هذه الفترة التي عملت فيها شغلت مناصب مُختلفةً نذكر منها: وكيل مُساعد دائرة مشاريع البناء في بلدية أبو ظبي، ووكيلِ مُساعد الخدمات التقنية في دائرة الأشغال العامَّة في أبو ظبي، وغيرها من المهام والمناصب القيادية التي استطاعت أن تقودها بطموحها وتميُّزها، وذلك بفضل تفوقها وحُبِّهَا العمل. تقول: "لدينا كلُّ النجاح في داخلنا، ويتعلَّق الأمر بكيفية إخراجه؛ لذا اتبع الشغف والحبَّ بما تفعله. نمرُّ جميعنا بتجارب فاشلة، ولكنَّ ذلك لا يعني أنَّ علينا الاستسلام".
في عام 2005، قرَّرت فاطمة الجابر أن تترك القطَّاع الحكومي، وتتوجَّه إلى العمل في القطَّاع الخاص، خاصةً أن سياسة الدولة أصبحت تعتمد في تنفيذ المشروعات على الشركات والمؤسسات الخاصة، وكانت ترغب بأن تؤسِّس شركتها الخاصة، ولكنَّ والدها عبيد الجابر أخبرها برغبته بالاستفادة من خبرتها الإدارية والعملية والقيادية، وعرض عليها العمل معه في مجموعة الجابر. بدأت فاطمة الجابر العمل مع والدها، وفي عام 2007 ميلادية، استطاعت بخبرتها الكبيرة وعملها المتواصل أن تتولَّى منصب مدير العمليات في مجموعة الجابر، وبقيت في هذا المنصب حتَّى عام 2013 ميلادية؛ وبعد ذلك، أصبحت فاطمة الجابر عضو مجلس الإدارة ورئيساً تنفيذيَّاً للجنة المشاريع في مجموعة الجابر، والتي تُعدُّ من أضخم المجموعات الاقتصادية في الخليج العربي باستثماراتٍ تقدَّر بأكثر من ملياري دولار، ويصل عدد الشركات المُتخصصة في هذه المجموعة إلى 42 شركةً في مجال البترول، والغاز، والخدمات اللوجستية، والبُنية التحتية، والإنشاءات، والتجارة، والصناعات؛ كما يقدَّر عدد العمال في مجموعة الجابر بأكثر من 55 ألف عامل.
الجوائز والمراكز التي حصلت عليها فاطمة عبيد الجابر:
- نالت جائزة "امرأة العام" الصادرة من مجلة أرابيان بيزنس، وذلك عام 2008 ميلادية.
- حصلت على جائزة "امرأة الأعمال الإنشائية" من سيتي بيلد أبو ظبي للتميز عام 2010 ميلادية.
- حازت على جائزة "الزميل المُتميِّز" التي مُنحَت لها من قبل معهد المديرين في الهند، وذلك عام 2012 ميلادية.
- صُنِّفت كواحدةٍ من "أكثر نساء الأعمال تأثيراً"، وذلك من قبل مجلة ميدل ايسترن إيكونيميك دايجست.
- اختارتها مجلة فوربس ضمن قائمة أقوى 100 امرأةٍ عربية، وذلك عام 2014 ميلادية.
- حصلت على الترتيب السابع ضمن قائمة "أكثر نساء الأعمال تأثيراً في العالم العربي"، وذلك بحسب مجلة فوربس العربية.
من الأقوال الشهيرة لفاطمة عبيد الجابر:
- جميعنا نخطئ، لكنَّ ذلك لا يعني أن علينا أن نستسلم.
- في واقع الأمر، لا يختلف العمل في الإنشاءات عن العمل في مجالاتٍ أخرى، سواءً كان ذلك في القطاع الحكومي أم الخاص؛ وكامرأةٍ لا يعدو الأمر كونه تعوداً.
- هناك القليل جداً من النساء اللواتي يعملن في قطاع البناء الآن، ولكنَّنا سنشهد قدوم مزيدٍ منهن مع مرور الوقت.
- الأخلاق هي إدراكٌ دقيقٌ لمشاعر الآخرين، فإن كنت تملك هذا الإدراك، كانت أخلاقك حسنة، بغض النظر عن الأداة التي تستخدمها لتُظهِر ذلك.