السلامة العاطفية والعمل: هل وظيفتك تناسبك؟

تعتمد وظائف عديدةٌ نظامَ عملٍ مدة أربعين ساعة أو أكثر أسبوعيَّاً؛ من الساعة التاسعة صباحاً حتَّى الخامسة مساءً يوميَّاً أو حتى أكثر من ذلك، ثُمَّ فترات استراحة قصيرة، ثمَّ العودة إلى العمل مُجدداً؛ لكنَّ عدداً متزايداً من الوظائف - خصوصاً بعد جائحة كورونا - تتَّخذ شكلاً مُختلفاً من العمل وتطلب من العمال إيجادَ حلولٍ للتحديات الجديدة.



فسواء أكنت تعملُ نادلاً في مطعم أم مشرفاً في مستودع أم مديراً تنفيذياً، ففكرةَ أنَّ الوظيفة جزءٌ طبيعيٌّ وضروريٌّ من الحياة متجذرةٌ في صميم ثقافتنا، فكر فقط في تصورات الناس عنك إن كنت عاطلاً عن العمل أو ليس لديك عمل، أو فكر في عدد المرات التي قالوا لك فيها إنَّك بحاجة إلى وظيفة، أو لا أحد يحب العمل لكن علينا القيام بذلك.

يُفترض أنَّ كل شخص يحتاج إلى عمل من أجل تحقيق الهدف الذي يريده؛ ممَّا يجعل الناس يواجهون صعوبة في التضحية بكثير من وقتهم في سبيل الوظيفة، في حين أنَّهم يرغبون في استثمار وقتهم وطاقتهم في أمور أخرى تناسب قيمهم.

يوجد أيضاً كثير من الأشخاص الذين يعملون في مجالات يحبونها؛ فقيمهم توافق كيفية استثمارهم لوقتهم؛ لكنَّ السؤال الهام هُنا:

شاهد بالفيديو: كيف تخلق أماناً وظيفياً مدى الحياة؟

كيف يمكنك معرفة ما هو العمل الذي يُناسبك؟

وفقاً لمجلة "هارفارد بزنس ريفيو" (Harvard Business Review) من عام 2020 إلى 2021 ازدادت استقالات الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و45 عاماً بنسبة 20% خلال السنة التي شهدت أيضاً أكبر عدد من فرص العمل في تاريخ مكتب إحصاءات العمل في الولايات المتحدة (US Bureau of Labor Statistics).

بالنسبة إلى هؤلاء الأشخاص كانت الاستقالة من وظائفهم أكثر أهمية بالمقارنة مع إيجابيات البقاء في وظائفهم وسلبياته؛ لكنَّ هذه القرارات ليست سهلة ويمكن أن يكون لها آثار كبيرة في الأفراد والأزواج والعائلات، ومع ذلك ما زالت تحدث.

إذا كنت تعمل في وظيفة تتسم براتب ممتاز ومزايا جيدة وجو عمل جماعي متعاون، فقد تُعِدُّ نفسك شخصاً مُستقراً وحققت إنجازاً، وقد يكون ذلك أمراً صحيحاً؛ فمن السهل أن تتقبل مقدار الوقت الذي تخصصه للقيام بعمل لا تشعر بالحماسة نحوه إذا كانت إيجابيات هذا العمل تفوق سلبياته بالنسبة إليك.

تخيل الآن أنَّه لديك فرصة لتستثمر وقتك وطاقتك بطريقة تنسجم مع قيمك واهتماماتك؛ فقد دفعت جائحة كورونا عدداً متزايداً من الناس إلى إعادة تقييم إيجابيات الوظائف التي يعملون بها وسلبياتها، وانتهى مزيدٌ منهم إلى أنَّ إيجابيات الاستقالة وسلبيات البقاء في وظائفهم هي أهم من مزايا البقاء في وظائفهم وسلبيات الاستقالة.

إقرأ أيضاً: عاملان أساسيان لتصبح الوظيفة مصدر سعادة

في الختام:

علينا التحقق من الطريقة التي نصرف بها وقتنا الثمين وطاقتنا بين الحين والآخر؛ فقد يعمل بعض الأشخاص طوال حياتهم بابتسامة صادقة وبعضهم الآخر يسعون إلى عيش حياة من الرفاهية، وليس أيَّاً منهما على خطأ، لكن هذا ببساطة يثير أسئلة عن الشيء الذي تريد أن تفعله بوقتك.

المصدر




مقالات مرتبطة