السعي لتحقيق السعادة: عدم التوقّف عن التعلم أبداً

لا يتوقَّف الإنسان عن التعلُّم طوال حياته، وإنَّ المواظبة على اكتساب المعارف تجعل حياة المرء صحيَّة ومُرضِية، فلا مفرَّ من التعرُّض المستمر للمعلومات غير الضرورية من وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت في هذه الأيام، ومن هنا تبرز ضرورة التركيز على الأمور التي تسهم إسهاماً إيجابياً وفاعلاً في حياتنا.



إنَّ البشر كائنات فضولية بالفطرة؛ إذ إنَّ السعي خلف تعلُّم مهارات جديدة وإحراز التقدُّم باستمرار من صميم وجودنا، يساعدنا على إضفاء مزيد من المعنى على حياتنا والتواصل مع الآخرين ومع أنفسنا، وتعزيز شعور الاعتماد على الذات وثقتنا بأنفسنا بصورة سليمة.

مفهوم النجاح:

يختلف تعريف النجاح من شخص إلى آخر؛ فقد يتصوَّر بعض الناس أنَّ تأسيس حياة مهنية أولوية رئيسة في حياتهم، في حين يميل آخرون إلى الحياة التشاركية والعائلة، ومن الهام الإشارة هنا إلى أنَّ هذين المفهومين لا ينفيان وجود بعضهما، فلكلِّ امرئٍ منَّا تعريف مختلف للرضى والسعادة؛ لكنَّنا نشترك برغبة إحراز التقدم الذي يقوم أساساً على التعلم مدى الحياة في شتَّى المجالات.

أهمية التعلم مدى الحياة:

لا يجب أن يتوقف التعلم بعد إنهاء الدراسات الجامعية، وإنَّ تحصيل الشهادات يوازي بأهميته اكتساب المعارف خلال الدراسة الأكاديمية، فيلتحق العديد من الطلاب بالجامعات لمجرَّد تحصيل الشهادات بحيث يكون التعلم آخر أولوياتهم، في حين يتَّسم آخرون بسعة الاطِّلاع والثقافة على الرَّغم من عدم التحاقهم بأي مؤسسة أكاديمية؛ ممَّا يعني أنَّ التعليم الرسمي يوازي بأهميته رغبة المرء بالتعلم والدراسة؛ أي حان الوقت لإعادة تعريف عملية التعلُّم مدى الحياة المجرَّدة من مفهوم الزمان والمكان وجميع القيود الأخرى، كما تُعَدُّ الحياة بكليتها عملية تعلم واكتساب خبرة شاملة تتطلب من المتلقِّي الانفتاح والتجاوب مع المعارف الجديدة.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح بسيطة لحياة أكثر سعادة

نقدم فيما يأتي بعض أساليب تعلم المهارات الجديدة ومشاركتها مع الآخرين:

1. عدم الخجل من طلب المعرفة:

تختلف مهارات الأفراد عموماً؛ إذ يمكنك الاستفادة من براعة زملائك أو أصدقائك في الموضوعات والحرف التي تحوز على اهتمامك وأن تطلب منهم مشاركة هذه المعارف معك؛ لذا يجب نشر وتبادل المعارف بين الناس؛ أي أن نطلب من الأشخاص في محيطنا المساعدة في تعلُّم مهاراتهم ونعرض عليهم مشاركة معارفنا وخبراتنا بدورنا.

2. اكتشاف الهوايات:

يساعد اكتشاف الهوايات على اكتساب مهارات جديدة بمعزل عن الالتحاق بالتعليم الرسمي؛ لذا يجب أن تتذكر وتستكشف بعمق أحلام طفولتك والمهن التي أردت العمل بها في المستقبل لتطلق العنان لاهتماماتك الصميمية وتتبع خطاها.

إقرأ أيضاً: 7 هوايات تُنمّي حس الإلهام والذكاء

3. بذل الوقت والجهد والمال في سبيل إحراز التقدم:

يمكنك اكتساب خبرات جديدة من خلال تعلُّم الحرف من محيطك الاجتماعي مثلاً أو ممارسة الهوايات والاستعانة بالإنترنت؛ لكنَّ هذه الطريقة غير مُجدية وغير كافية عند العمل على بعض الاهتمامات والموضوعات كتعلُّم اللغات مثلاً الذي يتطلَّب الالتحاق بالدورات التدريبية.

لا تتردَّد في بذل الوقت والجهد والمال في سبيل التعلم؛ لأنَّه سيؤتي ثماره ويزيد من رضاك عن نفسك.

إقرأ أيضاً: 10 أهداف ستضمن لك النمو الشخصي وبلوغ النجاح والسعادة

في الختام:

قد يكون السعي خلف المعرفة تجربة موحشة أو باعثة على الرضى، وفي جميع الأحوال ستكون مًهمَّة شاقَّة، وتستلزم تأدية رسالتنا في الحياة والارتقاء بذواتنا الاستسلام لحاجاتنا الإنسانية الأساسية وعلى رأسها إحراز التقدم في الحياة.




مقالات مرتبطة