الركيزة الأولى للمخاطرة: تقبُّل عدم اليقين

هذه هي الركيزة الأولى من سلسلة مكونة من 5 ركائز أكتبها للمغامرين الذين يتطلعون إلى تغيير حياتهم من خلال اتخاذ مزيد من الفرص؛ إذ يمكن لأيِّ شخص أن يفعل شيئاً مجنوناً، ولكن الأمر يتطلب مزيداً من البراعة للقيام بذلك والخطوات ليست معروفة جيداً كما تعتقد.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب ومؤسس موقع ريسكولوجي (riskology.co) تايلر ترفورن (Tyler Tervooren)، ويخبرنا فيه عن مغامرته لتغيير حياته.

تقبُّل عدم اليقين:

إذا بحثنا عما يسبب العجز للناس مراراً وتكراراً فنجد أنَّه الخوف من المجهول، ومع ذلك عندما يتعلق الأمر بعيش الحياة التي نريدها حقاً، فإنَّ الطريق الوحيد الذي يجب اتباعه لم يُحدد تحديداً جيداً.

إنَّ الاستجابة الطبيعية للوزة الدماغية - المعروفة باسم "دماغ السحلية" - هي الإدراك الحسي والمشاعر؛ وهي مسؤولة عن القيام بالمهام البسيطة مثل الحب والأكل، وهكذا وتوجد لدى الإنسان والحيوان.

هذا الدماغ يخبرك دائماً بأن تكون حريصاً حينما تواجه موقفاً يشوبه انعدام اليقين تتمثل بالخوف والرفض الفوري؛ فهو لا يريدك أن تتغير، والجزء الصعب هو أنَّ هذا الخوف والرفض لا يظهران عادةً على شكل مشاعر مؤثِّرة ولافتة للنظر والتي لن تراها إلا في الأفلام؛ بل يظهران ظهوراً أكثر خداعاً وتخريباً.

إليك فيما يأتي الشكل الذي من المرجح أن يبدو عليه هذا الرفض:

  • 10 دقائق فقط على موقع فيس بوك ( Facebook).
  • سأشاهد برنامجاً آخر ثم أذهب إلى العمل.
  • أنا متعب جداً من الخروج والتعرف إلى الناس الليلة.
  • يوم آخر من الوجبات السريعة وبعد ذلك سأبدأ نظامي الغذائي.

لقد كان دماغ السحلية مكوناً قوياً جداً لحالاتنا النفسية لفترة طويلة وهو يعرف أفضل الحيل لمنعك من تجربة أيِّ شيء غير مضمون؛ وهو يعلم أنَّه ليس من الضروري إقناعك بالتخلي عن فكرتك تماماً؛ بل هو يثنيك فقط عن القيام بشيء مجنون في الوقت الحالي بتأجيله لفترة أطول قليلاً.

  • سأعمل على موسيقاي غداً فأنا الآن أستمتع حقاً بهذا العرض التلفزيوني.
  • سأعمل على تنظيم أموالي في وقتٍ لاحق حتى أتمكن من ترك وظيفتي؛ ففي الوقت الحالي أحتاج إلى التوصل إلى تغريدة ذكية على تويتر (Twitter).
  • سأبحث عن مينتور في وقت لاحق، أنا الآن منشغل حقاً في هذا الكتاب.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح لامتلاك شخصية إيجابية تساعدك على تحقيق النجاح

إنَّها خدعة رائعة حقاً:

يمكن أن تتكرر هذه الخدعة كلَّ يوم ونسعد بالالتزام بها، فهي مريحة نوعاً ما؛ فأنا أقع ضحية لدماغ السحلية طوال الوقت، وأواجه الأمر في كلِّ مرة أجلس فيها لكتابة مقال؛ حتى هذا المقال الذي أكتبه الآن.

الطريقة الوحيدة للتغلب عليها هي قلب تلك الراحة الكاملة رأساً على عقب والبدء بالعمل وفقاً لاستراتيجية حلِّ المشكلات بالعودة إلى بدايتها؛ وعلينا أن نسعى ونتقبل عدم اليقين بأيِّ ثمن وأن نبحث عن فرص للمجازفة في كلِّ ما نقوم به.

بدلاً من البحث عن مزيد من الطرائق نفسها لنبقى مرتاحين علينا البحث باستمرار عن طرائق جديدة لنصبح غير مرتاحين؛ فكما ترى إنَّ أفضل طريقة لمعرفة أنَّ دماغ السحلية يؤذيك هي ألَّا تشعر بذلك.

إنَّ تصفح موقع فيس بوك (Facebook) ومشاهدة التلفاز وقراءة المجلات يجعل دماغ السحلية سعيداً جداً؛ لذا كن مطمئناً، ومع ذلك فهو يستيقظ فور مواجهته بفكرة مجنونة مثل بيع أعمالك الفنية أو بدء عمل تجاري أو تسلق جبل ولن يستيقظ فقط؛ بل سيكون غاضباً.

إقرأ أيضاً: 7 نصائح للتعامل مع عدم اليقين

مواجهة دماغ السحلية:

إنَّ أفضل نصيحة تلقيتها على الإطلاق بشأن مواجهة دماغ السحلية جاءت من المينتور العظيمة بام سليم (Pam Slim)؛ إذ قالت: "إنَّ أفضل طريقة لمواجهة دماغ السحلية هي إعطاؤه اسماً والتفكير فيه بوصفه زميلاً في الفريق أكثر من كونه خصماً".

أنا أسميته سال ماندر (Sal Mander) وجعلته حيواناً أليفاً، وقد أحدث هذا فرقاً هائلاً فأنا متأكد من أنَّ هذا يبدو سخيفاً، ولكن هذا هو بيت القصيد، ومن خلال جعله حيواناً أليفاً خيالياً يمكنني التحدث إليه وشكره على اهتمامه بسلامتي تماماً كما لو كنت تربت على جبهة كلبك لحراسة الباب ليلاً.

أستطيع أن أتخيل ذلك الحيوان الأليف جالساً على الطاولة أمامي محبطاً للغاية؛ لأنَّني أكتب عنه وهذا بالضبط ما أعرفه أنَّه هو ما يجب عليَّ فعله، وكلَّما زاد انزعاجه زاد توتري وشكي؛ ومن ثَمَّ زادت احتمالية أن تكون ثمة بعض المزايا لما أفعله ويمكنني استخدام هذا الحيوان الأليف بوصفه أداة لقياس قيمة مشاريعي.

كلَّما جربتَ ذلك ستدرك أكثر كم يمكن أن يكون من الممتع مواجهة المجهول وتجربة أشياء ليست في منطقة راحتك.

إقرأ أيضاً: 9 نصائح للتعامل مع عدم اليقين في حياتك

في الختام:

ليس الاعتراف أو القبول فقط بأنَّه يتعين عليك تحمله للحصول على ما تريده حقاً، ولكنَّ العثور على المرح والمتعة التي يمكن أن يأتي من السعي نفسه؛ لأنَّ ثمة شيئاً لم يعلموك إيَّاه أبداً في المدرسة وهو أنَّ السعي يجب أن يكون وراء المتعة؛ لأنَّ الوجهة لا تهم.

بصرف النظر عمَّا قيل لنا لا شيء مضمون في الحياة حتى لو بدا الأمر آمناً ومريحاً، وطالما كان هذا صحيحاً فقد نعمل أيضاً على شيء يحدث فرقاً لنا وللآخرين.




مقالات مرتبطة