الرؤية الجديدة لمستقبل العمل

في هذا المقال، سنلقي نظرة على بعض المجالات التي قد تغير طريقة عملنا تغييراً كبيراً في المستقبل، وإليك بعض هذه المجالات:



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون "مارك شيد" (Mark Shead)، ويُحدِّثنا فيه عن رؤيته المستقبلية للعمل. 

1. تعليم الموظفين الجدد:

في الوقت الحالي، لا يشعر أرباب العمل أنَّهم يحصلون على موظفين مدربين تدريباً عالياً من خريجي الجامعات. وهناك عدد من البرامج التي تحاول مواءمة ما يُدرَّس في الدورات الجامعية مع ما يحتاج إليه عالم الأعمال. وقد تساعد هذه الجهود؛ لكنَّني أظن أنَّنا سنستمر في رؤية فرق كبير بين ما تتعلمه في الجامعة وما يريد رب عملك الأول أن تعرفه.

بدأ بعض أرباب العمل بالتساؤل عما إذا كان من المنطقي توظيف خريجي الجامعات. والفكرة هي أنَّه إذا كان عليهم قضاء الكثير من الوقت والمال في تدريب موظف جديد، فقد يكون من الأفضل العمل مع شخص لا يأتي مع 4 سنوات من ديون الجامعة.

لقد رأيت حتى بعض الشركات تطلق برامج تجريبية لبدء تدريب الطلاب في المدرسة الثانوية. لن تختفي الحاجة إلى الحصول على شهادة جامعية، ولكن توقَّع رؤية مزيد من الشركات التي تركز على برامجها التدريبية الخاصة وتطور تدريباً متخصصاً ستمر به قبل البدء بالعمل.

2. الاستمرار في التعلُّم:

كان من المعتاد أن تبدأ وظيفة خارج الجامعة وتواصل العمل في تلك الشركة حتى تتقاعد، ولكن في أيامنا هذه، يتوقع القليل من الناس التقاعد من الشركة نفسها التي بدؤوا فيها حياتهم المهنية.

ونظراً لأنَّه من المحتمل أن تقوم بتغيير الوظائف مرات عدة، فأنت تحتاج إلى التفكير في كيفية التأكد من أنَّ لديك مهارات تتجاوز ما هو مطلوب في وظيفتك الحالية؛ إذ إنَّ سهولة الوصول إلى التعليم من خلال الدورات الجامعية عبر الإنترنت، التي تسمح لك بالحصول على شهادات وكذلك التدريب المجاني؛ يعني أنَّ هناك العديد من الفرص للتعليم المستمر.

والخبر السار هو أنَّه إذا كان لديك دافع كبير فمن السهل مواصلة التعلم أكثر من أي وقت آخر؛ ولكنَّ السيئ هو أنَّه سهل على أي شخص آخر أيضاً. فإذا لم تواصل التعلُّم، فقد تجد أنَّك تنافس أشخاصاً لديهم سير ذاتية أقوى من التي لديك.

شاهد بالفديو: كيف تسوق لنفسك في سوق العمل؟

3. الاكتفاء الذاتي:

قبل 30 عاماً، كان لدى رئيس ونواب الرئيس في شركة كبيرة مساعد وسكرتيرة أو أكثر، ولكن قبل بضع سنوات كنت أعمل مع شركة طيران ووجدت أنَّ كبار المديرين التنفيذيين الستة أو السبعة يشتركون جميعاً في مساعد واحد.

ساعدت التكنولوجيا على تمكين هذا التحول، وكان هناك أيضاً تغيير كبير نحو توقع قيام حتى الأشخاص رفيعي المستوى بأشياء بأنفسهم. فعندما كان جداي يشتريا آلة كاتبة منذ سنوات، كان البائع يجهِّزها ويسمح لجدتي بتجربتها. ولقد تفاجأ عندما أراد جدي أن يكتب عليها أيضاً لأنَّه كان أقل شيوعاً أن يكتب الرجال في ذلك الوقت.

فمن الواضح أن الكثير قد تغير وأنَّ عدم القدرة على الكتابة اليوم سيكون تقريباً مثل عدم القدرة على القراءة؛ لذا يجدر التفكير في مجموعة المهارات الخاصة بك والتأكد من عدم وجود فجوات كبيرة تتطلب منك الاعتماد على الآخرين.

وهذا لا يعني أنَّك تحتاج إلى القيام بكل شيء، ولكن يجب ألا تكون متخصصاً جداً بعملك بحيث لا يمكنك العمل إلا في البيئة المحددة التي تعمل فيها حالياً. وإحدى السمات القيمة في الموظف هي القدرة على إنجاز المهام. وجزء كبير من ذلك هو القدرة على التغلب على العقبات دون الحاجة إلى الاعتماد على شخص آخر.

4. العمل القائم على النتائج:

أصبحت الشركات غير قلقة بشأن الوقت الذي تقضيه في العمل؛ بل تقلق بشأن ما تنجزه بالفعل. وبالنسبة إلى الأشخاص المندفعين في العمل، يُعَدُّ هذا تغييراً رائعاً لأنَّه يعني أنَّه يمكنهم البدء بالعمل الجاد والإنتاجية والتمتع بمستوى من المرونة حيث تتغير ساعات عملهم لاستيعاب التزاماتهم الحياتية والأسرية.

ومن ناحية أخرى، ما يزال لدى بعض الأشخاص عقلية محددة بشأن ساعات العمل وسيجدون صعوبة في التعامل مع هذه الأنواع من بيئات العمل. والأسوأ من ذلك، أنَّ العديد من الأشخاص لم يدربوا أنفسهم على التفكير في كيفية مساهمة عملهم في الواقع في شركتهم وسيجدون بيئات العمل القائمة على النتائج مربكة ومحبطة.

حتى إذا كانت وظيفتك الحالية تبدو كأنَّها تتعلق بالوقت أكثر من النتائج، يمكنك تدريب نفسك على التركيز على ناتجك الإنتاجي للتأكد من أنَّ لديك العقلية التي ستزدهر في التحول إلى التوظيف القائم على النتائج.

تختلف طريقة عملك اليوم كثيراً عن طريقة عمل أجدادك. ومعدل التغيير آخذ في الازدياد؛ إذ تُعَدُّ قدرتك على التفكير في المستقبل وإعداد نفسك لتكون مرغوباً خلال السنوات الخمس المقبلة جزءاً هاماً في إدارة حياتك المهنية.

المصدر




مقالات مرتبطة