الذكاء العاطفي ودوره في الحفاظ على الوظائف

عَمِل برايان كارول (Brian Carroll) أربع سنوات كموظف مبيعات في وكالة سيارات، وفي أحد الأيام ومن دون سابق إنذار أُقيل من وظيفته. كان وقعُ الصدمة شديداً عليه؛ إذ إنَّه يتذكر كيف أتاه رب العمل وأبلغه خبر الفصل الصادم قائلاً: "لقد كنت أفكر، لماذا أكبد نفسي الخسارة ما دام بإمكاني أن أقوم بوظيفتك؟".



عندما فقد كارول (Carroll) وظيفته فجأة، كان في حالة صدمة. وفي طريق عودته إلى المنزل، انهمرت دموع الرجل البالغ من العمر 51 عاماً والأب لثلاثة أبناء، لكنَّه لم يسمح لعواطفه بأن تستحوذ عليه وقرر توظيفها لمصلحته.

لم يكن كارول (Carroll) واثقاً ممَّا يجب عليه فعله بعد ذلك، ولكن في يوم من الأيام اتصل به أحد معارفه طالباً منه المساعدة في شراء سيارة. أخبره كارول (Carroll) أنَّه لم يعد يعمل في الوكالة، لكنَّ الرجل أصرَّ عليه.

عرف كارول (Carroll) أنَّ تجربة شراء السيارة غير مجدية، فوفقاً لسوق أوتو تريدر (Autotrader) لشراء وبيع السيارات، توجد نسبة ضئيلة جداً من المتسوقين الراضين عن عملية شراء السيارات الحالية. فجأة، لمعت في ذهنه فكرة إزالة العوائق الموضوعة أمام العميل كما في الماضي.

كانت هذه هي الصحوة التي جعلت كارول (Carroll) يؤسس ما وصفه بـ "خدمة إرشاد الأشخاص الراغبين في شراء السيارات" التي تقوم على تقديم خدمات الشراء والبيع.  فبدلاً من اضطرار العملاء إلى تضييع ساعات أو أيام أحياناً من أوقاتهم للبحث عن مكتب بيع سيارات، ومقابلة موظف مبيعات، ثم التفاوض على السعر، يمكنهم ببساطة إبلاغه بما يريدون وسيتولى هو جميع هذه المهام بالنيابة عنهم.

بوسع العميل إتمام عملية الشراء من منزله إن أراد، كل ما عليه هو التواصل مع كارول (Carroll) سواءً عبر الهاتف أم الرسائل النصية أم البريد الإلكتروني. وهكذا كانت بداية مجموعة برايان كارول لبيع وتأجير السيارات (Brian Carroll Automotive Group).

إقرأ أيضاً: 15 نصيحة أساسية للتسويق والبيع عبر الهاتف

يقول كارول (Carroll): "كان الناس يضطرون إلى البقاء في الوكالة مدة أربع أو خمس ساعات. وكانت تصادفهم أحياناً مشكلات مثل عدم إجرائهم المعاملات اللازمة أو عدم جهوزية السيارات. الآن، آخذ السيارة والمعاملات إلى منزل العميل أو مكتبه، وأسلمه كل شيء وأجعله يوقع على الأوراق، ثم إمَّا أن أنجح وأبيع السيارة وإمَّا أن تفشل عملية الشراء فأعيد عقد الإيجار إلى الوكيل. وبهذه الطريقة يتخلص العميل من التعب والضغط الناجمين عن عملية شراء السيارات".

أفضل ما في الأمر أنَّ كارول (Carroll) لا يفرض رسوماً على العملاء مقابل خدمة إرشاد الأشخاص الراغبين في شراء السيارات؛ بل يعمل مع شبكة من التجار للعثور على أفضل الأسعار والعروض، ويتلقى عمولته من الوكلاء عندما يكمل عملية البيع.

لم يمضِ عام على خسارة كارول (Carroll) وظيفته قبل أن تزدهر مجموعته. باع في أول شهر من تأسيس المشروع 52 سيارة، وهو يتلقى الآن طلباتٍ من جميع أنحاء البلاد. مع العملاء المحتملين في أكثر من 25 ولاية، يخطط كارول (Carroll) إلى زيادة فروع شركته. يقول كارول (Carroll): "سيُحدث هذا ثورة حقيقية في عملية الشراء التقليدية للسيارات. أنا متحمس جداً للعميل، فهو أولوية لدي".

إقرأ أيضاً: كيف يمكن للذكاء العاطفي أن يحسن أداءك في العمل؟

ما علاقة حكايتنا بالذكاء العاطفي؟

تُعدُّ قصة كارول (Carroll) عبرة لنا تُعلِّمنا كيفية رؤية مشكلة ما وإيجاد حل لها وتحويلها إلى عمل مزدهر؛ بيد أنَّها أكثر من ذلك، فهي أيضاً دراسة حالة واقعية للذكاء العاطفي، والقدرة على تحديد العواطف وفهمها وإدارتها.

عندما أُقيل كارول (Carroll) من عمله شعر "بانعدام القيمة وقلة الاحترام". ولكن بدلاً من التحسر والأسى، سيطر كارول (Carroll) على عواطفه وركَّز في الإيجابيات.

يقول كارول (Carroll): "أحاول أن أرى الخير في كل شخص وفي كل موقف، وأن أنظر إلى الأمور بإيجابية حتى عندما يسيء الآخرون معاملتي. قد تواجه في حياتك العقبات، وقد لا يكون النجاح حليفك دوماً؛ لكنَّ قدرتك على استجماع قواك من جديد هي ما سيحدد شخصيتك الحقيقية".

المصدر




مقالات مرتبطة