الدليل الكامل للتدريب التنشيطي

مع تزايد مشاغلنا في الحياة ومتطلبات المنزل والعمل، من الطبيعي أن ننسى؛ إذ نعلم من الأبحاث والتجارب أنَّ الدماغ لا يحتفظ بالمعلومات التي لا نحتاج إليها كثيراً، وأنَّ أفضل طريقة للاحتفاظ بالمعلومات التي نحتاج إليها هي التكرار.



هنا تبرز أهمية التدريب التنشيطي بوصفه أداة قوية للشركات، فتمكين موظفيك من مراجعة الموضوعات وتعزيز معلوماتهم انطلاقاً من معرفتهم الحالية يساعدهم على الشعور بمزيد من الثقة، وتقليل الأخطاء، وتحسين الكفاءة العامة لشركتك.

ما هو التدريب التنشيطي؟

التدريب التنشيطي هو إعادة تقديم الكوتشينغ حول موضوع معين أو إعادة تدرسيه للمتعلمين، بهدف تنشيط ذاكرتهم وتعزيز فهمهم له، ولا تقتصر فائدة هذا النوع من التدريب على تقوية الذاكرة وحسب؛ بل تضمن أيضاً حصول موظفيك على أحدث المعلومات، وخاصةً إذا كان الأمر يتعلق بموضوع يتغير باستمرار.

ما هي أهمية التدريب التنشيطي للموظفين؟

عندما يتعلق الأمر بالتدريب، لا يكفي تدريس موضوع معين مرة واحدة فقط، وخاصةً النظريات أو العمليات المعقدة التي يستغرق إتقانها وقتاً طويلاً، فمن الشائع أن ينسى المتعلمون نسبة كبيرة مما تعلموه على الفور تقريباً، وأن ينسوا البقية مع مرور الوقت، كما تشير التقديرات إلى أنَّ المتعلمين قد ينسون ما يصل إلى 90% مما تعلموه خلال شهر، وهذا ما يبرز أهمية التدريب التنشيطي.

يعد التدريب التنشيطي أيضاً طريقة رائعة لضمان اتباع الموظفين لأفضل ممارسات الشركة والالتزام بالإجراءات الهامة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالامتثال، فقد يؤدي عدم الامتثال إلى ارتكاب الموظفين للأخطاء، وفي الحالات الأكثر جدية فرض عقوبات من المنظِّمين الخارجيين.

شاهد بالفيديو: 9 عناصر تجعل برامج تدريب الموظفين ناجحة للغاية

ما هي فوائد التدريب التنشيطي؟

هناك العديد من الفوائد لكل من الموظفين والشركات، التي تشمل:

1. مساعدة الموظفين على تقليل ارتكاب الأخطاء:

قد يؤدي نسيان كيفية القيام بشيء ما أو الخطوات الصحيحة التي يجب اتباعها إلى الاعتماد على التكهنات في أثناء العمل وارتكاب الأخطاء، فاحرص على تسليح موظفيك بالمعرفة والتدريب الذي يحتاجون إليه حتى يصلوا إلى درجة الإتقان.

2. تعزيز ثقة الموظفين:

تعني قلة الأخطاء أنَّ موظفيك يقدمون أداءً أفضل، ويواجهون صعوبات أقل، ويشعرون بسعادة أكبر في العمل، فلن يستفيد موظفوك من هذا فحسب؛ بل سيستفيد عملاؤك أيضاً.

3. زيادة إنتاجية الموظفين وكفاءتهم:

يزيد الموظفون الأكثر ثقة وطمأنينة الإنتاجية في مكان العمل؛ إذ يساعد التدريب التنشيطي الموظفين على الحفاظ على مهاراتهم وتحسينها باستمرار.

4. ضمان الامتثال:

يضمن التدريب التنشيطي الامتثال الصارم عن طريق تكرار التذكير بالأمور التي يجب اتباعها، والأمور التي يجب الامتناع عنها، والقوانين والسياسات الجديدة التي يجب الالتزام بها.

5. تسليط الضوء على الفجوات في المعرفة وتحسين برامج التدريب المستقبلية:

يعد تقديم اختبار أو وحدات تقييم ضمن التدريب التنشيطي طريقة مفيدة لقياس مدى فهم موظفيك للموضوعات المختلفة، فإذا تبيَّن أنَّ الموظفين يجدون صعوبة باستمرار في مجال أو وحدة معينة، فعليك التخطيط لجلسة التدريب التالية، بحيث تعطي الأولوية لهذا الأمر.

6. مساعدة الموظفين على التفوق:

يسمح برنامج التدريب التنشيطي الرائع للموظفين بتحسين مهاراتهم وتطويرها باستمرار، وهذا يساعد على تعزيز دافعهم ورغبتهم في التعلم، وقد يوفر التدريب التنشيطي أيضاً للموظفين الذين يتمتعون بالكفاءة أو المعرفة في مجال معين فرصة لتعليم الآخرين، وهذا يساعد على بناء مهارات تواصل وقيادة هامة.

7. توفير ثقافة تعلُّم إيجابية:

يوفر التدريب التنشيطي ثقافة تعلُّم إيجابية في أرجاء المؤسسة التي تدعم تقدُّم الموظفين وتشجعهم على تطوير مهاراتهم، فلا يساعد هذا على الحفاظ على عمل مؤسستك على أعلى مستوى ممكن وحسب؛ بل يُظهر أيضاً للموظفين أنَّك تهتم بتطورهم المهني.

هل تحتاج شركتك إلى التدريب التنشيطي؟

هل التدريب التنشيطي مناسب لشركتك؟ هناك بعض العلامات الواضحة التي تشير إلى أنَّ تقديم تدريب تنشيطي قد يكون مفيداً في جوانب عديدة منها:

1. رفع معنويات الموظفين المحبَطين:

إذا بدا موظفوك مستائين وغير راضين، فقد يشير ذلك إلى أنَّهم لا يتلقون الدعم أو التدريب الذي يحتاجون إليه، فتحدَّث معهم لتعرف نوع التدريب الذي يحتاجون إليه، وما إذا كان لديهم أهداف واضحة يسعون إلى تحقيقها.

2. التعامل مع زيادة شكاوى العملاء:

تعد زيادة شكاوى العملاء علامة تحذير مقلِقة على وجود خطب ما، فإذا تلقيتَ سيلاً من الشكاوى الجديدة، فعليك تحليلها لتحديد العامل المشترك بينها، فقد يساعد ذلك على تحديد المجالات التي يجب التركيز عليها في التدريب التنشيطي، كما يعد التدريب التنشيطي هاماً وتحديداً للموظفين في المناصب التي على تماس مع العملاء؛ لذا فإنَّ المبادرة إلى التدريب تمنع معدلات رضى العملاء من الانخفاض.

3. انخفاض الاعتماد على التكنولوجيا:

الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة مكلف جداً للشركات، لذلك من الضروري أن تكون معدلات استخدامها مرتفعة لتبرير التكاليف، فإذا كان الموظفون لا يستخدمون الأدوات أو البرامج التي أردت استثمارها في شركتك، أو لاحظت تراجعاً على مدار فترة زمنية، فعليك إعداد برنامج تدريب تنشيطي لمعرفة السبب وتفادي المشكلة.

4. تكرار الأخطاء:

إذا كان الموظفون يرتكبون نفس الأخطاء مراراً وتكراراً، فهذه علامة على أنَّهم لا يتعلمون من أخطائهم أو أنَّهم ببساطة لا يعرفون كيفية تصحيحها، فقد يساعدهم التدريب التنشيطي على فهم كيفية تجنب هذه الأخطاء، ويقدم لهم نصائح مفيدة حول أفضل الممارسات.

5. مخاوف الامتثال أو الأمن السيبراني:

هل تغيرت التشريعات أو الإرشادات التي تحتاج شركتك إلى الامتثال لها؟ أو هل تشعر بالقلق تجاه تهاون موظفيك بإجراءات الامتثال أو الأمن السيبراني؟ إذا كان الأمر كذلك، فصمِّم برنامج تدريب تنشيطي لضمان الامتثال، فعندما يتعلق الأمر بالتدريب الضروري في الشركات، مثل الامتثال والأمن السيبراني، فمن أفضل الممارسات المبادرة إلى تقديم تدريب مستمر؛ وذلك لأنَّ الوقاية دائماً أفضل من العلاج.

شاهد بالفيديو: 10 نصائح سريعة لتجهيز قاعة التدريب بنجاح

كيفية إجراء تدريب تنشيطي:

بمجرد أن تقرر أنَّ موظفيك بحاجة إلى تدريب تنشيطي، اتبع هذه الخطوات لإعداد البرنامج وتقديمه بنجاح:

1. تحديد أسلوب التقديم:

يعتمد الأسلوب الأنسب في شركتك على عدد من العوامل، مثل حجم الشركة وأنماط تعلُّم الموظفين، فدعنا نلقي نظرة فاحصة على بعض الخيارات:

1.1. التدريب وجهاً لوجه:

قد يكون هذا خياراً رائعاً إذا كان موظفوك يعملون أساساً في المكتب أو معاً على أرض الواقع، وإذا كانت هناك عناصر عملية مطلوبة بوصفها جزءاً من التدريب، وهذا النوع من التدريب مفيد لجلسات الأسئلة والأجوبة التفاعلية؛ وذلك لأنَّه يسمح بالمناقشة المفتوحة، وأحد الجوانب السلبية الرئيسة للتعلم وجهاً لوجه هو تكلفته وصعوبة تطويره، وخاصة إذا كنت تستضيف برامج تدريب تنشيطي كل أسبوعين أو شهرياً.

2.1. التعلم الإلكتروني:

يمكن أن يوفر التعلم الإلكتروني حلاً مثالياً للشركات التي تتطلع إلى إنشاء محتوى جذاب وقابل للتطوير بسرعة، فإنَّه ملائم للمتعلمين أيضاً؛ إذ يمكنهم الوصول إليه من موقع مركزي وإكماله في الوقت الذي يناسبهم.

في حين أنَّ عيوب التعلم الإلكتروني قليلة ونادرة، غير أنَّه من الصعب العثور على أفضل أداة تأليف تلائم أهدافك؛ إذ تتطلب بعض دورات التعلم الإلكتروني أن يكون لدى المؤلفين مستوى معين من مهارة موجودة سابقاً، بينما تعاني بعض الدورات الأخرى من محدودية خيارات التصميم والنماذج.

إقرأ أيضاً: مفهوم التعليم الإلكتروني وميزاته وسلبياته

3.1. التعلم المدمَج:

يشمل هذا النهج مزايا كلا النهجين: التعلم المنظم وجهاً لوجه ووحدات التعلم الإلكتروني المرنة؛ إذ يتيح لك التعلم المدمج الجمع بين أفضل العناصر من كلا النهجين وتعديلها لتناسب المتعلمين لمنحهم أفضل تجربة تعليمية ممكنة.

2. تحديد جمهورك:

تتمثل المرحلة الحاسمة في أي تخطيط للتعليم الإلكتروني في فهم جمهورك ومستواه التعليمي، فضع في حسبانك مستوى المعرفة السابق لدى المتعلمين حول موضوع معين، فمتى كانت آخر جلسة تدريب لهم حول هذا الموضوع؟ وهل يوجد أخطاء معنية يرتكبونها وتحتاج إلى معالجتها في برنامجك التدريبي؟

3. مراجعة المحتوى الحالي:

قيِّم محتوى التدريب الحالي لمعرفة ما إذا كان هناك عناصر يمكنك إعادة تخصيصها أو إعادة استخدامها في التدريب التنشيطي، فبينما يجب أن يغطي التدريب التنشيطي جميع الأساسيات، إلا أنَّه يجب أن يختبر المتعلمين أيضاً؛ لذا احرص على زيادة صعوبة كل جلسة تدريجياً.

4. صناعة محتوى جديد:

اعمل مع خبراء المادة لصناعة محتوى جديد للتدريب التنشيطي، بحيث ينقل رسائلك الرئيسة.

إقرأ أيضاً: تصميم محتوى التدريب

5. إطلاق البرنامج:

بمجرد أن يصبح المحتوى جاهزاً، حمِّله إلى نظام إدارة التعلم (LMS)، وحدِّد كيف تريد أن يصل المتعلمون إليه، على سبيل المثال عبر النقر على رابط دعوة أو تسجيل دخول كل مستخدم على حدة، واحرص على تحديد أهداف مرحلية للمتعلمين للتأكد من إكمال تدريبهم في الوقت المناسب، ومراقبة الأداء حتى تتمكن من إجراء تعديلات على المحتوى خلال البرنامج.




مقالات مرتبطة