الدراسة والتأمّل والمشي... 3 عادات يومية ستُغيّر حياتك

إنَّ ما يُدمّر حياة معظم القادة والمهنيين المبدعين ليس كبائر الأمور بل صغائرها، فهم ينسون مع مرور الوقت القيام بتلك الأشياء البسيطة التي تهيئهم لبذل أفضل الجهود في كلّ يوم، فبينما يبدو لأولئك المحيطين بهم بأنَّ كلَّ شيءٍ على ما يرام، يكون الاضمحلال قد بدأ بالفعل ويكونون في طريقهم نحو الانهيار البطيء.

فقد كتب "جريتشن روبن" (Gretchen Rubin) قائلاً: "إنَّ ما تقوم به كلَّ يوم يُعَدُّ أهم ممّا تقوم به بشكلٍ نادر"، ومع عدم وجود مجموعة من الممارسات اليومية التي تبقيك يقظاً ومفعماً بالطاقة فإنَّ مواهبك ستُخذلك في النهاية.



فبينما ثمَّة العديد من الممارسات التي يمكنك القيام بها لتبقى متربعاً على القمة، ثمَّة بضع ممارسات أساسية يمكن أن تعمِّر عالم الإبداع لديك وتهيئك لتكون لامعاً، ومعافىً، وذا إنتاجٍ غزير.

1- الدراسة بشكلٍ يومي:

إنَّه من غير الممكن استخراج الماء من بئرٍ فارغة، فهل تُخصّص وقتاً كلّ يوم لملء بئرك؟

تُحدّد نوعية المعلومات التي تستقبلها وتُنظّمها غالباً نوعية نتاجك الإبداعي، وكما قال "ستيف جوبز" مازحاً في إحدى المرات: "إنَّ الإبداع هو مجرد ربط الأشياء بعضها ببعض"، ولكن من الواضح أنَّ القيام بذلك يحتاج إلى وجود أشياء لربط بعضها ببعض.

فأنا أُشجّعك على أن تُخصّص وقتاً في كلِّ صباحٍ أو مساء لملء بئرك بقراءة كتبٍ مثيرةٍ للإلهام والتحدي، أو مشاهدة فيديوهات، أو الاستماع إلى حوارات، أو أن تملأه بما يمكنك أن تستخرجه منه حينما تبدأ العمل.


اقرأ أيضاً:
9 نصائح ذهبيّة لتطوير الذات وتنميتها


2- التأمل والكتابة:

إنَّ مجرد تناول جرعات كبيرة من المُحفّزات لا يُعَدّ أمراً كافياً، فإذا لم تحاول إنشاء روابط والتفكير في كيفية استخدام هذه المحفزات في حياتك وعملك فإنَّك ستنساها بسرعة، لذا خصص 15 دقيقة في وقتٍ ما من اليوم – يُفضل أن تكون مباشرةً بعد وقت الدراسة – للتفكير في كيفية تطبيق ما تتعلمه وتراه على المشاريع التي تقوم بها. وتأمَّل في أي نماذج تراها، وفكر في كيفية تطبيق مختلف الأشياء التي تقرؤها – حتى لو كانت تنتمي إلى تخصّصاتٍ متعددة – بعضها على بعض.

من التمارين التي كانت مفيدةً جداً في حياتي (وفي حياة العديد من الأشخاص المبدعين الذين قابلتهم) ما يُعرَف باسم "صفحات الصباح"، وهو تمرينٌ وصَفَتْهُ "جوليا كاميرون" في كتابها الذي يحمل اسم "طريق الفنان" (The Artist's Way)، فهو مبنيٌّ بشكلٍ أساسي على بدء اليوم بكتابة ثلاثة صفحات من سيل الأفكار التي تخطر بالبال. والهدف من ذلك هو إخراج تلك الثرثرة التي تدور في الرأس من عقلك قبل بدء اليوم بحيث لا تعيق العمل ولا تمنعك من التفكير بوضوح.


اقرأ أيضاً:
8 خطوات تساعد المبتدئين على تعلُّم رياضة التأمل


3- ممارسة المشي بشكلٍ يومي:

أخيراً جرّب الخروج من مكتبك مرةً في اليوم والقيام بنزهةٍ قصيرة، فالقيام بجولةٍ قصيرة لا يُعَدّ مفيداً لصّحتك فحسب بل ومفيداً كذلك فيما يتعلق بالنتاج الإبداعي، فتنوِّع المُحفّزات التي ستراها سيولد لديك غالباً أفكاراً جديدة، وسيتيح ابتعاد العقل عن ضجيج الأنشطة اليومية تشكيل نماذج انطلاقاً من الأمور التي لا يجمعها ارتباطٌ وثيق والتي يتم تجاهلها غالباً في زحمة مكان العمل.


اقرأ أيضاً:
9 فوائد تجعل من المشي أفضل نشاط يومي


فتأكَّد من أن تكون لديك مجموعة من الممارسات لتساعدك على الحفاظ على الاستقرار في وسط حالة الشك، فالأساسات التي تبنيها خلال اليوم هي التي ستدعمك حينما تحمِّلك الحياة ويحمِّلك العمل أكثر مما تُطيق.

 

المصدر




مقالات مرتبطة