الخطوات التي تسبق اتخاذ الخطوة الأولى

إذا كنت تعمل على مشروع ضخم، وواجهت مشكلة في مرحلةٍ ما في أثناء تنفيذه، قد يعني ذلك أنَّك أغفلت بعض الخطوات.



تخيل أنَّك تحاول حلَّ أحجيةِ صور مُقطَّعة صعبة مكونة من 1000 قطعة. على الرَّغم من أنَّها تتضمن هذا العدد من القطع، فإنَّ إنهاءها يتطلب إكمال أكثر من ألف خطوة؛ إذ يلزمك قضاء بعض الوقت في فرزها وجمعها، وقد تضطر أيضاً إلى التراجع عن بعض الخطوات التي قمت بها في أثناء العمل، والذي سيضيف مزيداً من الخطوات لأنَّ عليك الآن التراجع عن المهام السابقة التي اعتقدت بأنَّك انتهيت منها.

هذا كلُّه منطقي للغاية؛ لكنَّه يستغرق وقتاً، وقد تُصاب بالإحباط إذا كانت تلك المرة الأولى التي تحلُّ فيها أحجية صور مُقطَّعة كبيرة، وقد تستسلم تاركاً إيَّاها نصف مكتملة على طاولة المطبخ لأسابيع، وفي النهاية تُعيد القطع إلى الصندوق مرةً أخرى، وتُقسم بالامتناع عن تركيب الأحجيات حتى اجتماع العائلة القادم في العطلة، أو ظهور جائحة عالمية أخرى.

إقرأ أيضاً: 4 خطوات لتحقيق أي شيء تريده في الحياة

تحديد الخطوات المطلوبة:

ربما يعود السبب الجذري لترك الأحجية إلى البداية: لقد أخطأت في تقدير عدد الخطوات، ومقدارِ الجهد المطلوب لمواصلة العمل بعد اجتياز الخطوات السهلة

حاول أن تطرح على نفسك السؤال الآتي: "لماذا لم أبدأ بعد بتحقيق ما أريده؟"؛ إنَّ معظمنا لديه رغبة في تحقيق أمر ما؛ لكنَّنا نعاني إحراز أيِّ تقدم ملموس، وبالتعمق في البحث عن إجابةٍ لهذا السؤال، ستجد أنَّ لها شقين:

أولاً: نحن نواجه صعوبة في البدء؛ لأنَّنا نجهل حقاً الخطوة الأولى التي علينا اتخاذها، وغالباً ما تكون ثمة متطلبات مسبقة وإجراءات عليك استكمالها قبل الشروع بتنفيذ الخطوة الأولى رسمياً، ممَّا يعني فعلياً أنَّ قائمة خطواتك غير مكتملة، وهناك حلٌّ بديهي للمشكلة الأولى، وهو إعداد قوائمَ أفضل بالخطوات.

لكنَّ الأمر لا يقتصر على ذلك فقط؛ فالسَّبب الآخر الذي يجعلنا نعاني يتعلق بانعدام الثقة بالنفس أو بمعوقات داخلية أخرى.

ورداً على السؤال المطروح سابقاً، قد تتنوع الإجابات كالآتي:

  • "أنا أُدرك جيداً ما عليَّ فعله؛ لكنَّني عاجز عن حثِّ نفسي على القيام به".
  • "فكَّرت في الأمر لسنوات؛ لكنَّني لم أفعل شيئاً حياله على الإطلاق".
  • "لقد فشلت مرةً؛ لذلك أخشى إعادة المحاولة".

إنَّ تحسين قائمة الخطوات في مثل هذه المواقف لا يؤدي إلى حل المشكلة بالكامل، وقد تكون الخطوة الأولى هي أن تتعلم أن تؤمن بنفسك؛ لذا اعرف الخطوات التي عليك القيام بها، وثق بنفسك.

شاهد بالفديو: 5 طرق تحول بها الخوف إلى حافز يدفعك للأمام

في الختام:

في أحجيات الصور المقطَّعة، مثلها مثل معظم المساعي الصعبة الأخرى في الحياة، فإنَّ بعض الخطوات تكون أكثر صعوبةً من غيرها، وقد يكون بعضها سهلاً في الواقع، فحتى عندما تكون الأحجية عصيةً على الحل، فإنَّ وضع القطع الأخيرة سيكون أسهل بكثير من الأجزاء الموجودة في المنتصف.

The Steps Before the First Step




مقالات مرتبطة