التكنولوجيا وأثرها على حياة أبنائنا

الحمدُ لله الذي بحمده تتمُّ الصالحات، وبذكره تطيب الحياة، وأُصلِي وأُسلِم على خير البرية، محمد بن عبد الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وعلى آله وصحبه أجمعين.

إنَّنا نعيش اليوم عصر التطور التكنولوجي، وتقنية المعلومات، فقد ظهرت العديد من الإنجازات والمخترعات التي قدَّمَت للإنسانية العديد من الخدمات في شتى المجالات، واندفع أبناؤنا نحوها فأصبحوا يتقنون استخدام الهواتف الذكية، والحواسيب اللوحية، والمحمولة، والبرامج والتطبيقات المختلفة، ويشاركون في مواقع التواصل الاجتماعي؛ كالتويتر، والفيسبوك، وغيرهما.



معنى التكنولوجيا:

كلمة تكنولوجيا (Technology) تعني تقنيات، وهي علم المهارات أو الفنون؛ أي دراسة المهارات دراسةً منطقيةً لتأدية وظيفة معينة، وبالتكنولوجيا يكتسب أبناؤنا المهارات؛ سعياً إلى تحقيق أهدافهم، والنجاح والفلاح في دينهم ودنياهم.

مزايا التكنولوجيا:

مزاياها عديدة؛ فهي تشغل وقت الفراغ، وتزودنا بالمعلومات في شتى الميادين، وتمكننا من تبادل المعارف مع الأقران، وتفيدنا بخبرات من هم أكبر سناً منا، وتمكننا من الحوار، وإبداء الرأي، وتعيننا على حل المشكلات التي تعترضنا.

لقد أُجريت دراسةٌ لمعرفة كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لدى طلبة الحلقة الثانية من التعليم الأساسي في محافظة شمال الشرقية بسلطنة عمان، وعلاقة ذلك ببعض المتغيرات.

من نتائج هذه الدراسة المتعلقة بعدد الساعات التي يقضيها الطلبة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ما يأتي: من ساعة إلى ساعتين نسبة: 60.7% منهم، ومن ثلاث إلى أربع ساعات نسبة: 12.7% منهم، وأكثر من أربع ساعات نسبة: 11.3% منهم.

نلاحظ أنَّ أكثر الطلبة لا يتعدى استخدامهم لها الساعتين؛ وقد يكون ذلك بسبب انقطاعهم للعلم وهذا أمر محمودٌ، أما عن المسرفين في استخدامها فلعل مرده إلى تخلِّي الأسرة عن واجبها تجاههم، وقد يعود ذلك وبالاً عليهم لا قدَّر الله.

شاهد بالفديو: 6 آثار سلبية للتكنولوجيا على الأطفال

أضرار التكنولوجيا:

إنَّ التكنولوجيا تؤثر سلباً في أبنائنا إذا أفرطوا في استخدامها أو كان استخدامهم لها في جانب الشر، يقول سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي يحفظه الله: "الإنسان بطبيعة الحال إن لم يَستَغِل هذه الآلات في الخير، فإنَّها تنقلب وبالاً عليه والعياذ بالله".

للتكنولوجيا أضرار عديدة من نواحي شتى؛ فكرية، واجتماعية، وأخلاقية، وصحية، وغيرها؛ فهي تحمل قيماً وأخلاقيات مغايرة لثقافتنا الإسلامية تؤثر في شخصيتهم، ونموهم الاجتماعي والانفعالي، وتلحق الضرر بصحتهم، وتعرضهم لإشعاعات تستهدف جهازهم النفسي والعصبي، وتقلل الابتكار والذكاء عندهم؛ بتوفير إجابات جاهزة لهم، وتنمِّي أفعال العنف والعدوانية لديهم، وتسوق لقدوات سيئة، ومشاهير زائفة، يُراد الاقتداءُ بفعلهم.

إقرأ أيضاً: ما هي الضغوطات الخفية للتكنولوجيا التي يجب عليك معرفتها؟

الطرائق الصحيحة لاستخدام التكنولوجيا:

لا نستطيع منع أبنائنا من استخدام التكنولوجيا؛ فقد صارت واقعاً فرضتها عليهم طبيعة العصر ومتغيراته؛ لكن بإمكاننا الإفادة من مزاياها، والتقليل من أضرارها باتباع ما يأتي:

1. تقوية الوازع الديني في نفوسهم:

يقول الشيخ أحمد بن حمد الخليلي يحفظه الله: "على هذه الناشئة التي تنشأ وهي تتمرس للتعامل مع هذه الآلات أن تتقي الله - سبحانه وتعالى - في ذلك، فإنَّ الله - سبحانه وتعالى - يقول: "مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ".

2. مشاركة الوالدين والمدرِّسين معهم في التطبيقات المختلفة:

ودعم ميولهم ومواهبهم، واختيار ما يفيدهم في دينهم ودنياهم، واستبعاد ما يضر بهم؛ باتباع أسلوب الحوار الهادئ معهم.

3. إظهار الوالدين والمدرِّسين القدوة الحسنة من أنفسهم في التعامل مع هذه الوسائط:

يقول سماحة الشيخ الخليلي يحفظه الله: "على الآباء والأمهات، وعلى المدرسين أن يبذلوا جهودهم في أن يكونوا هم القدوة لهؤلاء الأولاد".

4. استغلال هذه الوسائط لإبراز القصص القرآني والتاريخ الإسلامي وأبطاله:

ليعيش الأبناء أجواء الصالحين، ويكبروا وهم يحملون طموحاتهم، وأحلامهم، وهممهم.

5. توعية الأبناء بعدم التواصل مع أي إنسان عبر مختلف الوسائط:

وعدم ذكر معلومات عن أنفسهم وأُسَرِهم دون علم والديهم؛ حتى لا يتعرضوا للابتزاز، وقد شهدت عُمان 324 جريمة ابتزاز إلكتروني في بداية عام 2017م.

6. المبادرة إلى عقد ندوات وورشات ونشاطات افتراضية عبر المنصات الإلكترونية:

لتوعيتهم، والأخذ بهم في طريق الصلاح؛ كبرنامج مبادرة حصانة الذي أطلقته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بسلطنة عمان؛ ممثلة في دائرة الإرشاد النسوي، عبر منصات البث الإلكتروني، وعنوانه: "التنشئة في ظل التقنية الحديثة: وعي مجتمعي، وتفاعل رشيد".

7. سنُّ قوانين وأنظمة رقابية على المنتجات التكنولوجية:

يُراعى فيها ما يُقدَّم للأبناء لا سيَّما برامج التلفزيون ومواقع الإنترنت.

في الختام:

ندعو أبناءنا ومن يتولى أمرهم، ويريد الصلاح لهم إلى الأخذ بمزايا التكنولوجيا وما جاء في المقال من توجيهات، والتقليل قدر المستطاع من السلبيات؛ فالقضاء عليها أمر متعذر؛ من أجل مستقبل واعد ومشرق لهم ولوطنهم.

بقلم: نور الدين بن أحمد خير الناس




مقالات مرتبطة