التعلم التكيفي: وسيلة ناجعة في التدريب المؤسسي

لقد غيَّر التقدم التكنولوجي شكل التعلُّم مع ظهور التعلُّم الإلكتروني. والآن، مع ظهور الواقع الافتراضي والواقع المعزز، يشهد المجال تطوراتٍ جديدة، فضلاً عن ميزات التلعيب التي ظهرت فجأةً أيضاً.



وعلى الرغم من كل هذه الجهود، لا يزال مصممو ومختصو التعلُّم والتطوير يواجهون تحديات مثل دوافع المتعلمين والاحتفاظ والمشاركة وغيرها الكثير.

يستطيع التعلُّم التكيُّفي أن يصنع المعجزات على مستوى المنظمات حينما يتعلق الأمر بتدريب الموظفين؛ حيث تعتمد المزيد من المنظمات الآن التعلُّم التكيُّفي لأنَّه يساعد على تقديم جلسات تدريب مُعَدَّة إعداداً خاصَّاً للموظفين؛ لذا فإنَّ كل ما تحتاج إليه للنهوض بمعدل المشاركة والعائد على الاستثمار، هو التعلُّم التكيُّفي إلى جانب منصات التعلُّم عبر الإنترنت مثل سكيل جار إل إم إس (Skilljar LMS).

ما هو التعلُّم التكيُّفي؟

عندما نتكلم عن التدريب والتعلُّم، فإنَّ أحد المفاهيم التي يجب أن تراعيها كل مؤسسة، هو أنَّ معياراً واحداً لن يناسب الجميع. التعلُّم التكيُّفي هو الطريقة التي يتم اعتمادها للتأكد من أنَّ تدريب الشركات يتوافق مع احتياجات المتعلم وفهمه.

فعلى سبيل المثال، عندما تُجري تدريباً عادياً، يقوم موظفوك بتسجيل الدخول إلى نظام إدارة التعلُّم، وإكمال الدورة التدريبية الخاصة بهم، ومحاولة طرح الأسئلة في نهاية الدورة التدريبية، أو الانتقال إلى الموضوع التالي أو إعادة الاختبار إذا فشلوا. إذاً في هذا النوع من التدريب، يخوض جميع المتعلمين تجارب متماثلة ويحاولون طرح أسئلة متشابهة.

أمَّا من خلال التعلُّم التكيُّفي، فقد يبدأ موظفوك بالمحتوى نفسه، غير أنَّه بناءً على إجاباتهم ومستويات ثقتهم في أثناء الاختبارات القصيرة، ستقدم لهم المنصة المحتوى المناسب لهم؛ حيث يُقدَّم هذا المحتوى إلى المتعلم تبعاً لأدائه في كل مرحلة.

والآن بعد أن عرفنا ما هو التعلُّم التكيُّفي، إليك بعضاً من فوائده في عمليات التدريب التي تجريها المؤسسات، وكيف يمكنه رفع مستوى تعلُّم الموظفين:

1. تحسين كفاءة الوقت:

يمكن للمتعلمين بمساعدة التعلُّم التكيفي، استيعاب المفاهيم بشكل فعلي في حوالي نصف الوقت الذي قد يستغرقونه عند بدء التدريب العادي؛ هذا لأنَّ المتعلمين ليسوا مضطرين إلى التطرُّق إلى كل الأفكار التي يعرفونها مسبقاً، بل ينصَبُّ تركيزهم كله على المحتوى الذي يساعدهم على أن يصبحوا أكثر كفاءة.

شاهد بالفديو: أهداف التدريب

2. تقديم مسارات تعلُّم مخصصة:

يقدم التعلُّم التكيُّفي المحتوى للمتعلمين على أساس البيانات التي يجمعها مع تقدم المتعلم من خلال وحدة نمطية. وهذا يمكِّن المنظمات من تلبية الأهداف الشخصية للمتعلمين واحتياجاتهم، ويعطي هذا أيضاً مديري الموارد البشرية إشارةً إلى ما إذا كان الموظف مستعداً لاتخاذ الخطوة التالية؛ أي الانتقال إلى المرحلة التالية أم لا.

3. الاهتمام بالأفراد:

من خلال التعلُّم التكيُّفي، يمكن للمديرين والقيادة تركيز الاهتمام على الفرد؛ إذ إنَّه مع أساليب التعليم الإلكتروني المُعتادة، يصبح تقديم الملاحظات الشخصية شبه مستحيل. في حين أنَّ التعلُّم التكيُّفي، يعالج هذه المشكلة عن طريق الخوارزميات لتعديل الوحدة التدريبية بما يلائم احتياجات المتعلمين؛ حيث يتم ذلك بناءً على البيانات أو ردود المتعلمين.

إقرأ أيضاً: تطبيق التعلم المدمج في العمل: كيف تحسن نهجك في تدريب الموظفين؟

4. النهج القائم على الثقة:

في نهج التعلُّم التكيُّفي، يُطلب من المتعلمين الإجابة فحسب عن الأسئلة التي يعتقدون أنَّهم واثقون منها. وهذا النهج القائم على الثقة يساعد على فهم المستوى الحقيقي للمتعلم، ويساعد على الكشف عن المجالات التي يدركها المتعلمون بوعي ومن دون وعي؛ الأمر الذي يساعد على توفير التعليم المُخصَّص وكذلك التغذية الراجعة.

الخلاصة:

نجد أنَّ التعلُّم التكيُّفي من خلال نهجه المخصص للتعلُّم وتقديم الملاحظات، ربما يكون هو الحل لجعل جلسات التدريب أكثر جذباً وتحفيزاً للموظفين.

المصدر




مقالات مرتبطة