التخاطر الذهني: تعريفه، وأنواعه، وكيفية تدريب العقل عليه

كثيراً ما نسمع بمصطلح التخاطر الذهني، أو التخاطر الروحي أو التخاطر الفكري؛ ولكن ما المقصود به، وما هي أنواعه؟ وكيف يمكن أن نتوصل إلى هذه المرحلة من القدرة الخارقة على قراءة أفكار الأشخاص الآخرين وإيصال الرسائل التي نرغب بها لمن نريد؟ كل ذلك أعزاءنا القراء سنخبركم به في السطور القليلة القادمة، فتابعوا معنا.



ما هو التخاطر الذهني؟

التخاطر الذهني هو مصطلح يدل على مقدرة نقل المعلومات والتواصل بين عقل إنسانٍ وآخر. ويمكن تعريف التخاطر الذهني أو التخاطر الفكري بطريقةٍ أخرى: مخاطبة العقول وانتقال الأفكار والعواطف وتواردها من عقلٍ إلى آخر دون وجود أي وسيط حسي ودون الاعتماد على أي من الحواس الخمسة؛ لذا فهو يُعدُّ من أرقى أنواع التفكير الذهني.

إنَّ مكتشف علم التخاطر هو "فريديرك وليام هنري مايرز" (Frederic W. H. Myers)، وهو من قام بصياغة هذا المصطلح وذلك عام 1882 ميلادي.

ما هو التخاطر الروحي:

يقصد بالتخاطر الروحي، بأنه النقل المباشر للفكر من شخص (مرسل) إلى آخر (متلقي) من دون استخدام قنوات الاتصال الحسية المعتادة، ومن ثمّ شكل من أشكال الإدراك خارج الحواس. وعلى الرغم من أن التخاطر لم يتم إثباته بعد، إلا أنه توجد بعض الدراسات البحثية التي تدرس موضوع التخاطر الروحي بين الأشخاص.

معنى التخاطر بين شخصين:

يقصد بالتخاطر بين شخصين، هي محاولة انتقال الأفكار والمشاعر من دون أن يكون هناك التقاء فعلي وحقيقي، أي هي عملية توافق في الأخيلة بين شخصين، وتشير بعض الدراسات إلى أن عملية التخاطر بين شخصين هي عبارة عن انتقال طاقة كهرومغناطيسية بين الشخصين المتخاطرين.

ما هي أنواع التخاطر الذهني؟

هناك أنواع كثيرة من التخاطر الذهني، نذكر لكم منها:

1. التخاطر الروحي:

لا يحدث التخاطر الروحاني إلا عندما يستطيع الإنسان الربط بين الدماغ، والعقل، والروح؛ وعندها يمتلك القدرة على الانتقال بين العالمين الروحي والمادي؛ لذلك فهو يُعدُّ من أعلى أنواع التخاطر الذهني، ومن الجدير بالذكر أنَّ الأشخاص الذين يتميزون بهذا النوع من التخاطر الذهني هم الأشخاص الذين يمتلكون القدرة على الدخول إلى الجوانب الروحية الخفية، مثل: المُبدعين والمُفكرين.

2. التخاطر العقلي:

يُعدُّ التخاطر الذهني العقلي من أنواع التخاطر النادرة حتى الآن، وفي هذا النوع يُعتمد على الحلق والمستويات السفلية من العقل، وتنتقل الأفكار من عقل شخصٍ إلى عقل شخصٍ آخر.

3. التخاطر الغريزي:

يظهر التخاطر الغريزي بشكلٍ واضح في عالم الحيوان، وبين الحيوان والإنسان، كما أنَّ هذا النوع من التخاطر يمكن أن ينتشر بين الأشخاص الذين تربط بينهم علاقات عاطفية قوية جداً مثل: الأم وأبنائها، والرجل وزوجته.

ومن الأمثلة على هذا النوع من التخاطر: قدرة بعض الحيوانات الأليفة على الإحساس بوصول صاحبها وعودته إلى المنزل لو حتى تغير الوقت المعتاد لعودته، كما أنَّ التخاطر الغريزي يمكن أن يكون له دور في مهم في رحلات الهجرة والتي تهاجر بها آلاف الحيوانات قاطعةً آلاف الكيلومترات.

4. التخاطر العاطفي:

هي عملية انتقال المشاعر والأحاسيس والأفكار بين شخصين.

5. التخاطر المتأخر:

في هذا النوع من التخاطر يتطلب انتقال الأفكار وقتاً طويلاً بين الشخصين المستقبل والمرسل.

6. تخاطر الوعي غير الطبيعي:

إنَّ هذا النوع من التخاطر يلزمه معرفة علم اللاوعي بهدف الوصول إلى الحكمة الموجودة عند بعض الأشخاص.

7. التخاطر التنبؤي والماضي:

في هذا النوع من التخاطر تنقل الأفكار بين الماضي والحاضر والمستقبل.

إقرأ أيضاً: كيف تجعل من غفوتك أداة للإبداع والإنتاجية؟

كيفية عمل التخاطر الذهني:

1. الحاجة إلى شخصٍ آخر:

يحتاج التخاطر الفكري إلى شخصين انتقالَ المعلومات والأفكار من المرسل إلى المستقبل، وإذا أراد أي شخص البدء بالتدرب على كيفية التخاطر فبإمكانه اختيار أي من الدورين ويمكنه أن يبدل بينهما، وفي بداية التعلم ينصح بأن يكون الشخص الآخر من أحد المقربين لكي تُترجم إشاراته وأفكاره بشكلٍ جيد.

2. التدريب بشكلٍ دائمٍ ومستمر:

لا بد لأي متدرب في البداية إدراك أنَّ النتائج الكبيرة لا يمكن أن تتحقق في البداية، ولكن التدريب بشكلٍ دائمٍ ومستمر كفيل بالوصول إلى أفضل النتائج؛ لذا في البداية يجب ممارسة إدارة التوقعات، وقراءة الأفكار باستمرار.

3. تجنُّب الأشخاص المُشككين والابتعاد عنهم:

إنَّ الأشخاص المُشككين يمكن أن يقيدوك بأفكارهم المُحبطة والسلبية، الأمر الذي سيحُد من قدراتك ومهاراتك؛ لذا يجب عليك كمتدرب عدم التحدث عن قدراتك إلا للأشخاص الإيجابيين الذين يمنحونك العزم، والثقة، والقوة للاستمرار في التدريب والوصول إلى الهدف.

4. الإيمان التام بوجود التخاطر:

إن لم تكن تؤمن بوجود التخاطر وإن لم تبدأ بتخطي حدود معتقداتك وأفكارك، وإن لم تكن مُصدقاً حقاً به؛ عندها لن تستطيع أبداً أن تصل إلى الهدف المنشود، ولن تتمكن حتى من التدرب على ذلك.

5. محاولة الاسترخاء التام للجسم:

إنَّ التوتر، والقلق، والإرهاق هم العائق الأكبر للتخاطر الذهني، وذلك بسبب توقف التدفق الحر للطاقة داخل الجسم، وقد بينت الدراسات أنَّ التوتر والقلق يؤثران بشكلٍ سلبي في بقية وظائف الجسم، ويتسببان في حدوث العديد من الأمراض.

شاهد بالفيديو: 6 طرق لتصفية ذهنك

6. محاولة استرخاء العقل:

إذا أردت قراءة أفكار الآخرين، أو التخاطر الذهني مع أي شخصٍ كان، يجب عليك أن تصل إلى مرحلة الاسترخاء، والجسم لا يمكنه أن يسترخي ويتخلص من التوتر والقلق ما لم يكن العقل صافياً مسترخياً، وهادئاً، وغير مشتت الأفكار؛ وللوصول إلى هذه الحالة يُنصح بممارسة التأمل.

7. رسم الأفكار وتجسيدها في العقل:

إنَّ التفكير في الكلمات المراد إرسالها إلى الشخص المستقبل لا تكفي لحدوث التخاطر؛ لأنَّ العقول لا تترجم الأرقام والكلمات؛ لذا يجب تجسيد الكلمات ورسمها، وتصورها، وجعل العقل مستعداً بشكلٍ دائم لاستقبال الرسائل بشكلٍ مصور.

8. اختيار الأماكن الهادئة:

إنَّ الأماكن المزدحمة المليئة بالناس والضوضاء تُصعِّب كثيراً عملية التخاطب الذهني بسبب الضجة والأصوات التي تُشتت التركيز والانتباه؛ لذا من الضروري اختيار الأماكن الهادئة والساكنة لممارسة التخاطر الذهني وقراءة الأفكار.

9. الشعور بالأشخاص المحيطين بك:

إنَّ التركيز على لغة الجسد يُساعد العقل على أن يفهم الأشخاص المحيطين به بشكلٍ أكبر، كما أنَّ الشعور بالآخرين وتفهم إحتياجاتهم، ورغباتهم، والأمور التي تزعجهم، وتسبب لهم المشاكل يُقرِّب العقل من فهم ما يدور بخاطرهم من أفكار.

10. التركيز باستخدام الطاقة:

عند محاولتك قراءة أفكار شخص ما، يجب عليك إنشاء قنوات لمرور الطاقة بينك وبينه؛ لأنَّ التخاطر هو ليس فقط عملية نقل للأفكار من خلال العقل، وإنَّما يجب التدريب على نقل هذه الأفكار أيضاً من خلال الطاقة.

11. كتابة الرسائل والاحتفاظ بها:

كل رسالة ترغب في إرسالها وكل رسالة تريد أن تستقبلها حاول أن تكتبها وتحتفظ بها، ويجب أن تسجل جميع محاولاتك، ثم تُقارن وضعك الحالي ووضعك بالفترة الأولى من التعلم، لتعلم مدى تقدمك في الأهداف التي استطعت الوصول إليها في عملية التخاطر الذهني.

12. الابتعاد عن العوامل المؤثرة الخارجية:

خلال ممارستك عملية التخاطر حاول ألا تنظر إلى أي شخصٍ آخر غير المستقبل، ومن الجدير بالذكر أنَّ لغة الجسد يمكن أن تساعدك في بداية الأمر؛ لكن يجب ألا تنسى أنَّ التخاطر لا يعتمد على استخدام أي حاسة من الحواس الخمسة.

13. اختيار الوقت المناسب وتعلم متى يجب التوقف:

خلال قيامك بعملية التخاطر إذا شعرت بالتعب، واليأس، وعدم القدرة على فعل شيء، والإرهاق، عليك أن تتوقف مباشرةً، وأن تختار الوقت المناسب للعودة لذلك؛ لأنَّ التوقيت المناسب من أهم عوامل نجاح عملية التخاطر؛ لذا احرص على اختيار الوقت الذي تكون فيه مرتاحاً، ومسترخياً، وهادئاً.

14. التفكير في النتائج:

إنَّ جميع المهارات الجديدة يجب تقييمها، وليس فقط ممارستها بشكلٍ دائم؛ لذا يجب عليك تقييم تقدمك ونجاحك في هذا المجال، ومحاولة مناقشة هذا التقدم مع أشخاصٍ آخرين يمارسون التخاطر ومناقشة النتائج التي وُصِل إليها لكل فردٍ منكم ومُقارنتها.

15. الاستعداد للمفاجآت والإخفاق والنجاح:

إنَّ خوض التجارب ثم تقييم النتائج هو السبيل الوحيد لتحديد نجاحك، أو إخفاقك في تحقيق الأهداف المطلوبة؛ لذا لا تحكم على نفسك مسبقاً وكن مستعداً لكل النتائج.

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة