الاهتمام بتجربة الموظفين والخدمة المجتمعية لتحقيق النجاح في الشركات

يقول "مارك بينيوف" (Marc Benioff)، المدير التنفيذي لشركة "سيلس فورس" (Salesforce) إنَّ الشركات جزء من المجتمع، ويتعيَّن عليها بناء الثقة والحفاظ عليها في أثناء مساعدة أصحاب المصلحة، وألَّا يقتصر ذلك على تعاملها مع المساهمين؛ فإذا فضَّلت النمو على اكتساب الثقة، فستنشِئ ثقافة سامَّة.



ما نمرُّ به في أيامنا هذه جديد علينا؛ إذ يتغير عملاؤنا، ويصبحون متطلِّبين أكثر، فلا يريدون ابتكاراً أكبر في المنتجات فحسب؛ بل أن يتعاملوا مع شركات أخلاقية تحاول القيام بالشيء الصحيح.

لقد تحدَّى بعضٌ من شركات التكنولوجيا مؤخَّراً سياسة الهجرة في الولايات المتحدة؛ لأنَّ عملاءها لم يرغبوا في الانضمام إلى شركة لا ترفض صراحةً سياسة لم تعجبهم.

إذا كنت تعتقد لدقيقة أنَّ هذا كان جزءاً من أمر استثنائي أو غريب فأنت مُخطئ للأسف؛ بل هذه هي طبيعة القوة العاملة الجديدة، ولا يمكن للمنظمات أن تكتفي بتحقيق النتائج المالية وحدها؛ بل ما يهمُّ الآن هو ما تُسهم به للمجتمع ككل.

رعاية العميل الداخلي:

يستخدم العملاء الداخليون "القوة العاملة" طريقة تقييم الشركات نفسها التي يستخدمها العملاء الخارجيون؛ لذا إذا كنتَ مهتماً بتجربة العميل، فيجب عليك أيضاً التركيز على تجربة الموظفين. لنتخيَّل للحظة أنَّ التغذية الراجعة التي تخصُّ عملاءك الخارجيين كانت سلبية بالمجمل، فعندها سيكون هناك ضغط بشأن كيفية التخلُّص من تأثيرات ذلك، أو اكتشاف النهج الذي عليك اتِّباعه لمعالجة هذا التحدي في الأعمال؟

ولكن حتى الآن، تُعَدُّ تجربة الموظف في منظمات كثيرة مجرد أمر سهل، ولكن يجب أن يتغيَّر هذا؛ فعلينا أن نتعامل مع الأمر.

يؤدي كلٌّ من الموظف والعميل دوراً حاسماً بالنسبة إلى نجاحنا، وعلينا أن نهتم بكليهما بالقوة نفسها؛ لأنَّ النهج الذي يراعي الطرفين يمكن أن يكون مَكسباً للجميع؛ إذ تؤدي تجربة الموظف الإيجابية إلى تجربة عميل إيجابية أيضاً.

شاهد بالفديو: فوائد فعل الخير على الفرد والمجتمع

تجربة الموظفين وتجربة العملاء الناجحة تؤدي إلى النجاح:

يجب على المنظمات أن تدرك أنَّ كلا النهجين متكاملٌ، فهما مرتبطان ارتباطاً قوياً. وإذا كنت تتساءل لماذا على وجه التحديد تجربة العملاء هي التي تسوء؟ فإنَّ السبب الجذري هو خبرة الموظفين. وإذا كانت خبرة موظفيك منخفضة، فهذا يعني أنَّ تجربة عملائك في طريقها إلى الانخفاض أيضاً.

لدى مجلة "فورتشن" (Fortune) قائمة سنوية بعنوان "تغيير العالم" (Change the World)؛ إذ تُقدَّر الشركات التي تُحدِث تأثيراً اجتماعياً إيجابياً من خلال النشاطات التي هي جزء من استراتيجية عملها الأساسية؛ وهذا أمر رائع؛ لأنَّه يبيِّن التحوُّل الذي طرأ على تفكير الشركات؛ ويعني ذلك أنَّ جيلاً جديداً من القادة يضعون أفضل قدراتهم من أجل المضي قدماً إلى الأمام.

إقرأ أيضاً: تحسين تجربة الموظفين يؤدي إلى تحسين تجربة العملاء

الخدمة المجتمعية:

الواقع هو أنَّ عديداً من الشركات تُخصِّص المزيد من الموارد للأعمال الخيرية، لسبب وجيه. فبجانب الاهتمام بالغير، يدرك قادة الأعمال الذين يساهمون في الأعمال الخيرية الاجتماعية الفوائد التي يوفِّرها العمل الخيري للشركة. والموظفون الذين يؤمِنون برسالة منظمتهم ومشاريعها سيستثمرون أكثر في عملهم، ويتَّبعون موقفاً أكثر إيجابية تجاه رب عملهم. إنَّ إقامة مشاريع خيرية للمجتمع يمكن للموظفين أن يشاركوا فيها، من شأنها أن تُلهِم العُمَّال وتبني الشغف فيما بينهم؛ فالموظف الذي يشعر بالإلهام، غالباً ما يكون أكثر إنتاجية من الموظف غير الراضي.

 

المصدر




مقالات مرتبطة