الاندماج الاجتماعي ضمان ولاء الموظفين والعملاء على حد سواء

أطلق "ريتشارد برانسون" (Richard Branson) رئيس ومؤسس شركة الخطوط الجوية "فيرجين أتلانتيك" (Virgin Atlantic) إعلاناً عن برنامجهم التطوعي الخيري الذي يُدعى "التغيير من أجل الأطفال" (Change for Children)؛ إذ نشر "برانسون" رسالته التي يؤمن بها، وأظهر اندماج شركته وموظفيه؛ وذلك بغرض إثارة تفاعل العملاء أيضاً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدير العام "رون توماس" (Ron Thomas)، يُحدِّثنا فيه عن أفضل طرائق اندماج الزبائن وكسب ولائهم.

ما هو المقصود بتجربة العملاء؟

تطلب شركة "فيرجين أتلانتيك" من جميع مسافريها التبرع بالعملات الإضافية التي حصلوا عليها من البلد الذي زاروه في الفترة الأخيرة؛ فإن كنتَ تسافر بين الدول مثلي، فسينتهي بك المطاف دائماً مع نقود لا تستطيع استخدامها إلا عند زيارة ذلك البلد مرة أخرى، ويسمح هذا البرنامج بالتبرع بها جميعاً في نهاية الرحلة.

وما وجدته رائعاً دوماً بخصوص الإعلان السابق هو عدم إسهاب المدير التنفيذي مُطوَّلاً عن اهتمامه الكبير بالزبائن كالمعتاد؛ إذ كنتُ أجد ذلك مضحكاً في السابق حين كان الناس يُجمَّعون في مؤخرة الطائرة كسمك السردين في سبيل مضاعفة الأرباح.

أفهم الحاجة إلى الأرباح، لكنَّك عندما تتحدث عن مقدار اهتمامك بالزبائن وتجربتهم، سيبدو كلامك فارغاً إن جلسوا مُقيَّدين إلى مقعد طائرة غير مريح وأنت توهمهم بأنَّه مُصنَّع من قِبل أشهر شركات الأثاث.

نتحدث دائماً عن ثقافة المؤسسة حين نناقش إنشاء التواصل مع مُوظَّفينا، وينطبق ذلك التواصل نفسه على الزبائن.

ينبغي للمؤسسات في يومنا هذا التحدث عن بعض نقاط التواصل التي تنشئها، ليس مع المجتمع فحسب؛ بل مع طاقمها أيضاً، ويتطلع الموظفون والزبائن على حد سواء لهذا النوع من التواصل؛ إذ يبدو تصريح الشركة عن اهتمامها بزبائنها كاذباً إن لم يجدوا أيَّة وسيلة للتواصل معها.

شاهد بالفيديو: 6 طرق مبتكرة لرفع معنويات الموظفين

التواصل المستمر:

لكي يستمر التواصل وثيقاً، يجب على الناس أن يختبروا المشاعر الإيجابية مراراً كي يبقى الاندماج عالياً، وأفضل طريقة لذلك هي التحدث عن الخير الذي تفعله خارج جدران الشركة؛ وهذا قد يكسِبها ميزة تنافسية عظيمة بين الشركات الأخرى.

لا يتعلق الأمر دوماً بالحصول على المُنتج الأرخص؛ بل يبحث الزبائن اليوم عن أكثر من ذلك، وهذا لا يُعَدُّ عادياً؛ بل إنَّه يُحدِث فرقاً جوهرياً؛ إذ إنَّ مستهلكي اليوم مدركون للقضايا الاجتماعية أكثر من أيِّ وقت مضى، ومستعدون أحياناً لتبديل العلامة التجارية لمصلحة شركة ترد الجميل للمجتمع.

وتُثبِت الشركات التي تمارس المسؤولية الاجتماعية بوصفها جزءاً من نموذج عملها اليومي، أنَّ التفاني في المبادرات الخيرية يحقق نجاحاً باهراً لكل من قضيتها وسمعتها.

إقرأ أيضاً: ما دور التواصل الفعال في تعزيز إنتاجية الموظفين؟

ما هي استراتيجية المسؤولية الاجتماعية لشركتك؟

تشير المسؤولية الاجتماعية للشركة إلى ممارسة عملية تتضمن المشاركة في مبادرات تفيد المجتمع، وقد أصبحت سائدةً أكثر فيما تدمج الشركات المتطلِّعة إلى المستقبل الاستدامة ضمن صميم عملياتها التجارية كي تعطي قيمةً، لأعمالها، ولمجتمعها أيضاً.

وفي عصرنا هذا؛ إذ تنتصر الشركات ذات المواهب الأفضل، فإنَّ المسؤولية الاجتماعية تمنح أرباب العمل علامةً تجاريةً أقوى، كما تمثل عاملاً هاماً تختاره أفضل المواهب الحالية للعمل؛ إذ ثمَّة تحول تدريجي يُظهِر سعي الأجيال الجديدة إلى العمل لدى أرباب عملٍ يركزون على ثلاثة عناصر: المجتمع والبيئة والمال، وكي نفهم معنى ذلك كلِّه، علينا أن ننظر إليها بوصفها وسيلة جديدة لاندماج الزبائن المستقبليين وليس الحاليين فحسب.

ادمج جهود المسؤولية الاجتماعية لشركتك ضمن تجربة زبونك المباشرة مع علامتك التجارية لضمان أن يهتموا بمبادراتك ورسالتك، لكن لا تتقاعس عن المبادرات التي تحمل معنىً حقيقياً للمستهلكين والمجتمع حتى وإن كانت مكلفة جداً؛ لأنَّ ما ينتج عن ذلك من ولاء الزبائن أثمن من التكاليف التي ستتكبدها.

المصدر




مقالات مرتبطة