الاعتماد على الذات يؤدي إلى مزيد من اليقين في حياتك

عندما كنت في العشرينيات من عمري، غالباً ما كنت أجد نفسي بلا هدفٍ يُذكَر في الحياة، فقد كنت أنتقل من مهنةٍ إلى أخرى كلَّ أسبوعين تقريباً دون أدنى فكرة عمَّا يجب أن أفعله في حياتي وعملي، فلم يكن لديَّ يقين، وكان ذلك أشبه بشعور عدم الارتياح.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويخبرنا فيه عن أهمية الاعتماد على الذات.

كنت أتأثر بأيِّ فكرة أو حدث عشوائي من شأنه أن يثير القلق، وأشعر بالارتباك حتى قبل أن أسمع عنه شيئاً؛ فربما قرأت شيئاً أو سمعت خبراً عن ارتفاع أسعار المساكن، أو الركود المحتمل، أو زيادة معدلات الجريمة، كلُّها أفكار كانت تؤثِّر فيَّ تلقائياً، أو قد يكون زملاء العمل هم من يتسببون في ذلك الارتباك من خلال روايتهم لقصص عن شخص ما فقد وظيفته، ولم يتمكن من دفع إيجار منزله، وبأسلوبهم الاستفزازي بالنميمة على الآخرين ورواية قصص غريبة لا صلة لك بها.

كلُّ هذه الأشياء يمكن أن تربكك، فماذا تفعل عندما تكون في حيرة من أمرك؟

ربما ستحاول، تماماً مثل أيِّ إنسان في هذا العصر الحديث، البحث عن بعض الإجابات على محرك البحث غوغل (Google).

نحن نعلم جميعاً ماذا يحدث عندما نلجأ إلى غوغل، فإمَّا أن ينتهي بك الأمر بالقراءة عن مرضٍ عضال أو عن نهاية العالم أو عن المتنورين؛ وفي أفضل الأحوال إذا لم تقرأ فيه عن شيءٍ سلبي، فسوف تتصفح موقع إنستغرام (Instagram)، وتتابع أخبار الناس الأكثر جمالاً وسعادةً في العالم، وهذا هو ما يجعل الأمور أسوأ.

لماذا نفعل ذلك بأنفسنا؟ إذ يميل معظمُنا إلى اللجوء إلى الآخرين للحصول على إجابات، وننتظر ما يفعله أو يقوله أو يعتقده أصدقاؤنا أو عائلتنا أو زملاؤنا في العمل أو زملاؤنا الطلاب.

مع العلم أنَّنا، أنا وأنت، نعلم أنَّ الإجابات موجودة في داخلنا، ونعلم جيداً أنَّه ينبغي ألا نسأل الآخرين عمَّا يجب أن نفعله؛ بل يجب أن نسأل أنفسنا.

شاهد بالفديو: 8 طرق تمكنك من عيش حياة سعيدة وهانئة

للوصول إلى مزيدٍ من اليقين، تعلَّم الاعتماد على الذات:

هل سمعت بهذا المثل: "أعطِ رجلاً سمكة، وستطعمه ليوم واحد، لكن علِّمه صيد السمك، فأنت بذلك تطعمه مدى الحياة".

فنحن بصفتنا أشخاصاً في مجتمع، نتوق جميعنا إلى أكل السمك؛ لكنَّنا لا نريد أن نتعلم كيف نصطاد؛ إذ لا نريد إزعاج أنفسنا بذلك، ونفضِّل أن يقوم الآخرون بإطعامنا بدلاً من تأمين طعامنا، وليس هناك فخرٌ في الاستسلام والاعتماد على الآخرين، فمن الأعظم بكثير أن تعتني بنفسك، وأن تعتمد على نفسك، وأن تعمل وتكسب بنفسك.

الاعتماد على الذات يمنحك اليقين أيضاً، فأنا الآن وبعد أن قضيت سنواتٍ عدة في تحسين مهاراتي، وبناء شبكة تواصل جيدة، وإدارة شركتين، لم تعد تزعجني قصص وخدع الآخرين بعد الآن، فأنا أركِّز على ما أفكِّر فيه داخلياً، ولا يزعجني المحيطون بي، كما كانوا يفعلون في الماضي.

الاعتماد على الذات لا يعني العناد:

يفترض الناس بطريقة ما أنَّ الاعتماد على الذات يتعلق بفعل كلِّ شيء بمفردك وليس العمل مع الآخرين والاعتناء بنفسك فقط، وبصراحة يبدو لي هذا أشبه أكثر بالنرجسية، لكنَّ الاعتماد على الذات لا يعني أكثر من الاكتفاء الذاتي، وعدم التعلق بالآخرين، وعدم جعل الحياة أصعب على الآخرين ممَّا هي عليه بالفعل.

تذكَّر: لا يمكننا أن نفعل كلَّ شيء في الحياة بأنفسنا، وهنا يبرز دور الوعي الذاتي؛ فعندما تعتمد على نفسك وتكون واعياً لذاتك، فأنت تعرف ما يمكنك وما لا يمكنك فعله، وتعرف أيضاً ما يعجبك وما لا يعجبك؛ فمن دون الوعي الذاتي، ستظل أحمقاً عنيداً، وربما وحيداً أيضاً، وعدم معرفة مَن أنت وماذا تريد، يؤدي إلى حياة ومهنة بائسة.

إقرأ أيضاً: ما هو الاكتفاء الذاتي؟ وكيف نصل إليه؟

في الختام:

في عالم اليوم المليء بالفرص، كلَّما زاد اعتمادك على ذاتك وإدراكك لها، زادت ثقتك بنفسك، وعندما تمتلك المزيد من اليقين، سيكون لديك مزيد من الطاقة للعمل على ما يمنحك الرضى الداخلي، إذا كنت تعرف ما تريد وتعرف كيفية الحصول عليه، ستحصل عليه بالتأكيد؛ إنَّها مسألة وقت فقط.

Why Self-Reliance Leads To More Certainty In Your Life




مقالات مرتبطة