الاستراتيجية هي معرفة ما لا يجب فعله

عندما يتعلق الأمر بالأعمال التجارية، فإنَّ المنافسة هي الأساس؛ إذ يتعامل أرباب الشركات الصغيرة والمديرون التنفيذيون للشركات مع المنافسة كل يوم، فيتنافس أرباب الأعمال مع الموردين والمشترين والمنافسين الحاليين في الصناعة والوافدين الجدد المحتملين إلى السوق؛ تُعرَف هذه الأشكال المختلفة من المنافسة بالقوى التنافسية الخمس للبروفيسور "مايكل بورتر" (Michael Porter).



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن "إيفان تارفر" (Evan Tarver)، يُحدِّثُنا فيه عن كيفية تحديد الاستراتيجية.

كان مايكل بورتر خريج كلية إدارة الأعمال بجامعة "هارفارد" (Harvard) وأستاذ الاقتصاد الحالي في الجامعة؛ إذ إنَّه رائد في فكرة المنافسة الاستراتيجية، ووفقاً لبورتر تتجاوز المنافسة التجارية المنافسة مع منافسيك المباشرين، فأنت أيضاً تتنافس مع العملاء والمنتجين والموردين والوافدين الجدد على الأسعار التي يمكنك تحصيلها والأسعار التي تُحصَّل منك.

إقرأ أيضاً: كيفية إنجاح تنفيذ التخطيط الاستراتيجي

المنافسة الاستراتيجيّة:

تذكر أنَّ الهدف من الاستراتيجية ومن ثم المنافسة الاستراتيجية هو كسب الأرباح.

فإذا كانت الأرباح تساوي السعر مطروحاً منها التكلفة، فإنَّ عملك يتوقف على أكثر بكثير من منافسة المنافسين المباشرين؛ إذ يتوقف على أيَّة نقطة تواصل في عملك؛ إذ تفرض إما سعراً أو تحصيل سعر، إذاً فإنَّ النقطة الحقيقية للمنافسة الاستراتيجية ليست التغلُّب على منافسيك؛ وإنَّما جني الأرباح.

ويمكنك أن ترى كيف تؤثر هذه العوامل التنافسية في الأرباح، ومن ثم تؤثر في قيمة عملك؛ إذ إنَّ المنتجات البديلة والتهديد الذي يشكله الوافدون الجدد والتنافس الحالي بين المنافسين وقوة المشترين "العملاء"، جميعها تؤثر سلباً في قدرتك على فرض سعر أعلى لمنتجك أو خدمتك؛ إذ يزيد التنافس بين المنافسين وقوة الموردين من تكاليف إنتاج وبيع منتجك أو خدمتك.

يمكنك معرفة مدى أهمية التخطيط الاستراتيجي لأي شكل من أشكال المنافسة التي يمكن أن تقلل سعر بيع منتجك أو خدمتك، أو تزيد من التكاليف المرتبطة بإنتاج هذا المنتج أو الخدمة.

إنَّ تعريف الميزة التنافسية هو انعكاس مباشر للفلسفة الشاملة المذكورة أعلاه، كما يمتلك العمل التجاري ميزة تنافسية عندما يكون قادراً على فرض سعر نسبي أعلى أو يحتاج إلى تكلفة أقل نسبياً بسبب الاختلافات الفريدة في النشاطات التجارية التي تُجرى، فاسأل أي محترف في مجال الأعمال وسيخبرك أنَّ الميزة التنافسية هي ما يميز الأعمال العادية عن الأعمال الممتازة، كما أنَّ تحديد مكانة عملك حيث يكتسب نوعاً من الميزة التنافسية هو مفتاح النجاح.

شاهد بالفيديو: عناصر التفكير الاستراتيجي

القوى التنافسية الخمس:

تطبيق استراتيجية تسمح لك بالاستفادة من القوى التنافسية الخمس.

لإنشاء ميزة تنافسية لعملك تحتاج إلى تطبيق استراتيجية تنافسية؛ فوفقاً لبورتر فإنَّ الاستراتيجية هي اختيار مجموعة مختلفة من النشاطات التجارية عن عمد لتقديم مزيج فريد من القيمة، وتتمثل الاستراتيجية التنافسية في جوهرها في كيفية اكتساب ميزة تنافسية من خلال زيادة القيمة أي "السعر" أو خفض التكلفة، ومن ثم زيادة الأرباح.

الاستراتيجية - من خلال تعريفها - فريدة لكل عمل، ولسوء الحظ لا أستطيع أن أخبرك بالضبط ما يجب أن تكون عليه استراتيجيتك، لكن إذا كنتَ تدرك أنَّ الاستراتيجية تؤدي بشكل مباشر إلى قدرتك على تحصيل سعر أعلى أو تكبُّد تكلفة أقل من خلال معالجة قوى بورتر الخمس التنافسية، فإنَّ استراتيجيتك تسير بالفعل في الاتجاه الصحيح.

إقرأ أيضاً: كيف تنشئ خطة استراتيجية شخصية تتوافق مع أهدافك؟

في الختام: اسعَ إلى أن تكون فريداً وليس الأفضل

بشكل عام المنافسة الاستراتيجية هي ما يميز عملك بشكل إيجابي، ومفتاح المنافسة هو الاستراتيجية، ومن ثم النجاح التنافسي هو قدرة الأعمال على خلق قيمة فريدة؛ إذ تهدف إلى أن تكون فريدة والتركيز في تلبية احتياجات العملاء، ولا تهدف إلى أن تكون الأفضل أو تركز في هزيمة خصومك، ففي الأساس لا تنظر إلى منافسيك وتقرر ما يجب فعله؛ بل انظر إلى منافسيك وقرر ما لا يجب فعله.

المصدر




مقالات مرتبطة