الاستجابات الأربع للأخبار الجيّدة حسب غابل Gabel

من الطبيعي أن نرغب في مشاركة أخبارنا السعيدة وأن نأمل أن يكون أصدقاؤنا أو عائلتنا أو زملائنا سعداء بسماع أخبارنا، حيث نحصل في معظم الحالات على الاستجابة الإيجابيّة الحماسيّة التي نأمل. لكن في بعض الحالات، قد نحصل على استجابةٍ تُفسد شعورنا الإيجابيّ. ربما يستجيب أحدهم على أخبارنا باستهجانٍ أو بسلبيّةٍ تامّة حيث يمكن أن يترك هذا لنا شعوراً بالاكتئاب وبالانزعاج، وربما حتى تتضرّر علاقتنا مع هذا الشخص. في هذه المقالة، نستكشف الأنواع الأربعة الرئيسية للاستجابات التي يميل إليها الناس عندما يسمعون أخباراً سارّة. ونستعرض أيضاً كيف تستجيب بشكلٍ إيجابيٍّ وبنّاء للأخبار الجيّدة لشخصٍ آخر، وكيف يمكن أن يساعدك ذلك في تعزيز العلاقات وبناء الدعم.



1. استجابات "غابل" الأربعة للأخبار الجيّدة:

حدّدت "شيلي غابل" (Shelly Gable)، أستاذة علم النفس "بجامعة كاليفورنيا، سانتا باربرا" أربعة ردود مُحتملة لمشاركة الأخبار الجيّدة وهي: "الرّد البنّاء الفعّال" أو الإيجابي، "الرّد البنّاء غير الفعّال" أو السلبي، "الرّد الهدّام الفعّال"، و"الرّد الهدّام غير الفعّال".

دعنا نتخيّل أنّك أبلغت زميلاً للتوّ أنّه قد تمّت ترقيتك، هنا أربعة ردود مُحتملة حسب غابل:

  1. الرّدّ البَنّاء الفعّال: يكون المستجيب مُتحمّساً، مهتمّاً وداعماً. هو أو هي قد يقول، "هذه أخبار رائعة! أنا مسرورٌ للغاية لك. هل يمكنني مساعدتك في التحضير؟".
  2. الرّدّ البَنّاء غير الفعّال: يبدو المُستجيب إيجابيّاً ولكنّه صامتٌ ولا يستفسر. يقول "هذا لطيف"، دون اهتمامٍ حقيقيٍّ أو حماس.
  3. الرّدّ الهدّام الفعّال: في هذا السيناريو، يستخفُّ الشخص بقوّة، أو يعيد تفسير أخبارك السارّة بالتركيز على أيّ آثارٍ سلبيّة. قد يقول: "هل أنت جاد؟ يبدو وكأنّه مزيدٌ من العمل مقابل القليل من المال، والناس هناك مُملّون. لا يبدو هذا رائعاً بالنسبة لي".
  4. الرّدّ الهدّام غير الفعّال: إنّه بالكاد يعترف بخبرك أو يغيّر الموضوع. قد يكون الرّدّ النموذجي: "فهمت. على أيّ حال، احزر من رأيت في طريقي؟".

من بين هذه الاستجابات الأربعة، يكون "الرّدّ البنّاء الفعّال" هو الرّدّ الإيجابيّ التأثير والذي يمكن أن يُعزّز نوعيّة علاقاتك ويجعلك تشعر أنّك مسموعٌ ويؤكّد أهميّة الحدث بالنسبة لك.

يمكن أن تبني الردود الإيجابيّة المتفاعلة، الثقةَ والصلةَ في نهاية المطاف، فهي حجر الزاوية في النجاحات الشخصيّة والمهنيّة وفي فريق العمل. بتراكم هذه التفاعلات الإيجابيّة، يتجاوز تأثيرها بكثير المحادثة الأولية. فالشعور الإيجابيّ يمكن أن يُعزّز السعادة والثقة ويحدَّ من التوتّر.

إقرأ أيضاً: تحليل شخصية الإنسان من خلال لغة الجسد

2. كيفية الاستجابة بشكلٍ إيجابيٍّ للأخبار السارّة:

إذا كنت تريد أن يتفاعل الناس بشكلٍ إيجابيٍّ مع أخبارك الجيّدة، فذلك ممكنٌ فقط عندما توفّر لهم نفس الكياسة والمهنيّة عند مشاركتهم خبرهم السار معك. إليك بعض النصائح لمساعدتك في أن تكون مُستجيباً بشكلٍ بنّاءٍ فعّال:

  • استمع للشخص بفعالية وبتعاطف: دعه يعلم أنّك تعطيه كامل الانتباه. لا تقاطعه واستخدم لغة الجسد الإيجابيّة مثل الحفاظ على الاتّصال البصري والابتسام والجلوس بشكلٍ مستقيم.
  • أظهر اهتمامك: بعد أن قدّم أخباره السّارّة، اطرح الأسئلة وقدّم ردود مُفائلة. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: "كم هذا مُرضٍ، لا بدّ أنك سعيدٌ جدّاً"، أو"هذا رائع! سيكون رئيسك مسروراً!".
  • كن إيجابياً: ولكن لا تبالغ في الثّناء وإلا ستبدو متصنّعاً. إذا كنت لا تستطيع أن تكون إيجابيّاً، كن بنّاءاً على الأقل. إذا كان لديك بعض الشكوك أو المخاوف بشأن خبر شخصٍ ما، لا تكن مُستهجناً أو سلبيّاً. حاول أن تكون بنّاءً ولبِقاً في ردّك.
إقرأ أيضاً: 50 طريقة بسيطة تجعل بها الآخرون يشعرون بالتَّميز

3. كيفيّة التعامل مع الردود السلبيّة:

ولكن ما الذي يمكنك فعله إذا وقعت أخبارك الجيّدة على مسامع أشخاص غير مادحين لك؟

قد يكون من المحبط تلقّي ردّ فعلٍ أقلّ من الحماس لخبرك الجيّد، ويمكن أن تشعر كما لو أنّ شخصاً ما يُفقدك ثقتك وطاقتك. ولكنّ هناك بعض الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها للتعامل مع الاستجابة السلبيّة.

  1. كن إيجابياً: لا تدع أيّ سلبيّةٍ تُفسد مزاجك ولا تأخذها على محملٍ شخصيّ. ركّز على الأخبار الجيّدة نفسها. فقد يكون الشخص التالي الذي تخبره أكثر تشجيعاً.
  2. حاول أن تتعاطف مع المستجيب: فقد يكون هناك مشكلةٌ في توقيت إعلانك لخبرك أو الطريقة التي أعلنت بها عنه، انظر إلى الوضع من وجهة نظر الشخص الآخر، قد يلقي ذلك الضوء على سبب عدم مشاركته في سعادتك. في الوقت نفسه، حدّد ما إذا كان يستجيب بشكلٍ سلبيّ أو مُحبطٍ دون سببٍ وجيه، عندها توقف عن الاندماج بالمحادثة.
  3. فكّر فيما إذا كنت قد أسأت الحكم أو فهم استجابة شخصٍ ما: ربّما كان المتلقّي مسروراً لسماع أخبارك، لكن إذا لم يكن شخصاً مُعبرّاً بطبعه، قد يكون قد قدّم مديحه وثناءه بشكلٍ هادئ أكثر ممّا تتوقّع.

 

المصدر موقع "مايند تولز".




مقالات مرتبطة