الارتجاع عند الأطفال الرضع: أسبابه، وأعراضه، وتشخيصه، وطرق علاجه

الارتجاع مشكلة صحية لا يُستثنى منها الصغار ولا الكبار؛ وفي هذا المقال سنقدِّم لكم أعراض الارتجاع عند الأطفال الرُضَّع، وأهم أسبابه، وطرائق علاجه، وعدد من النصائح المفيدة للوقاية منه والتخفيف من شدته؛ لذا تابِعوا معنا في السطور القليلة القادمة.



ما هي أعراض الارتجاع عند الأطفال؟

في حال ظهور الأعراض التالية لا بُدَّ من استشارة الطبيب:

  1. عدم زيادة وزن الطفل.
  2. يندفع من معدة الطفل الرضيع سائل أصفر أو أخضر اللون.
  3. رفض الطفل للرضاعة والطعام.
  4. يعاني الطفل من سعالٍ مزمن، أو لا يستطيع التنفس بسهولة.
  5. يعاني الطفل من القشط - الارتجاع القوي بشكلٍ دائم - الأمر الذي يتسبب بحدوث "القيء القذفي" ويُقصَد به اندفاع محتويات معدة الطفل إلى خارج فمه.
  6. خروج دم مع براز الطفل.
  7. بدء معاناة الطفل من الارتجاع في سن الـ 6 أشهر أو أكثر.
  8. يعاني الطفل من اندفاع دم أو حبوب تشبه القهوة من معدته إلى فمه.
  9. بعد القيام بإطعام الطفل أو إرضاعه تلاحظ الأم أنَّ طفلها أصبح عصبياً بشكلٍ غير طبيعي، بالإضافة إلى كثرة بكائه.
  10. وجود رائحة حمضية في فم الطفل.
  11. يعاني الطفل من اضطراب النوم، خاصةً عندما ينام على ظهره.
  12. اصفرار الوجه والكفين.

ومن الجدير بالذكر هنا أنَّ هذه الأعراض يمكن أن تشير إلى احتمال إصابة الطفل بحالات خطيرة لكنَّها قابلة للعلاج، مثل: انسداد السبيل الهضمي، أو داء الجزر المعدي المريئي.

إقرأ أيضاً: نصائح يجب عليك أن تسمعيها قبل أن تقضي أسبوعك الأول مع طفلك

ما هي أسباب إصابة الأطفال بالارتجاع؟

تكون المصرة المريئية السفلية - حلقة العضلة بين المريء والمعدة - عند الأطفال الرضع غير مكتملة النمو بشكلٍ تام؛ مما يؤدي إلى السماح لمحتويات المعدة بالارتجاع، ومن الجدير بالذكر أنَّه في الأحوال الطبيعية وخلال عملية البلع ستُفتَح المصرة المريئية السفلية للسماح للطعام بالمرور من المريء إلى المعدة، ثمَّ تُغلَق بعد ذلك لكي يبقى الطعام في مكانه الطبيعي في المعدة.

ومن أهم الأسباب التي تؤدي إلى إصابة الأطفال الرضع بالارتجاع نذكر لكم ما يلي:

1. أسباب شائعة لارتاجاع الأطفال:

ومن أهم الأسباب الشائعة المسببة للارتجاع عند الأطفال:

  • يحتوي النظام الغذائي الخاضع له الطفل في معظمه على كميات كبيرة من السوائل.
  • وضع الطفل مستلقياً على ظهره في أغلب الأوقات.
  • ولادة الطفل قبل موعد الولادة الطبيعي.

2. أسباب خطيرة لارتجاع الأطفال:

توجد أسباب أكثر خطورةً من المذكورة آنفاً تتسبب بحدوث الارتجاع عند الأطفال الرضع، ومن أهم هذه الأسباب نذكر لكم ما يلي:

  • التهاب المريء اليوزيني: تتراكم الخلايا اليوزينية - نوع معيَّن من خلايا الدم البيضاء - وتصيب بطانة المريء.
  • داء الارتجاع المعدي المريئي: إنَّ كمية الأحماض الموجودة في الطعام المرتجع كافية لإلحاق الضرر ببطانة المريء وتهييجها.
  • عدم تحمَّل الطعام: ومن أكثر الأسباب المؤدية لهذه الحالة هو البروتين الموجود في حليب الأبقار.
  • تضيُّق البوَّاب: في هذه المشكلة المَرَضية لا يُسمَح للمعدة بإفراغ محتوياتها في الأمعاء الدقيقة؛ وذلك بسبب وجود ضيق في الصمام الفاصل بين المعدة والأمعاء الدقيقة.
  • متلازمة "ساندفير": هي حالة مَرَضية نادرة الحدوث تنتج عن الإصابة بداء الارتجاع المعدي المريئي؛ حيث تتسبب في ميل الرأس ودورانه، وحدوث حركات تشبه النوبات المَرَضية.

تشخيص الارتجاع عند الأطفال:

بدايةً، سيقوم الطبيب بإجراء الفحص البدني للطفل، وسيقوم بطرح أسئلة متنوعة عن الأعراض الظاهرة عليه، مثل:

  • متى بدأَت الأعراض بالظهور على الطفل؟
  • هل يكون الطفل هادئاً بين فترات الرضاعة أو تناول الطعام؟
  • متى يتقيأ الطفل هل بعد كل رضاعة؟ أم في بعض الأوقات فقط؟
  • هل هناك أشياء تحسِّن حالة الطفل أو تزيدها سوءاً يمكن ملاحظتها من قِبل الأم؟
  • كم مرة يرضع الطفل، وما هي كمية الحليب الذي يتناوله في كل وجبة؟
  • هل تمَّ تغيير نوع الحليب الاصطناعي الذي يتناوله الطفل عادةً؟
  • هل تم تحويل رضاعة الطفل من الطبيعية إلى الاصطناعية؟
إقرأ أيضاً: 5 أخطاء ترتكبها الأمهات أثناء إرضاع أطفالهن

ولكن في حال كان الطفل سليماً ويبدو بصحةٍ جيدة، وينمو نمواً طبيعياً، فلا حاجة إلى إجراء أي فحوصات، باستثناء بعض الحالات، فقد يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات، ومن هذه الفحوصات نذكر لكم ما يلي:

  1. الفحوصات المخبرية: وفيها يُفحَص البول أو الدم بهدف تحديد الأسباب المحتملة للقيء المتكرر، وعدم اكتساب الوزن، أو نفيها.
  2. الأشعة السينية: ويُجرَى التصوير بالأشعة السينية للكشف عن اضطرابات السبيل الهضمي، مثل: الانسداد، ومن الجدير بالذكر هنا أنَّه قبل أن يتم هذا الاختبار يمكن أن يُعطَى الطفل الرضيع سائل التبلين.
  3. التصوير بالموجات فوق الصوتية: ويُجرَى هذا النوع من الاختبار للكشف عن تضيُّق البوَّاب.
  4. التنظير الداخلي العلوي: ويُمرَّر خلال هذا الاختبار أنبوب خاص مزوَّد بمنظار داخلي (عدسة كاميرا وضوء)، عبر فم الطفل إلى المريء ثمَّ المعدة، ثمَّ الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، ويمكن أن يتطلب الأمر أخذ عينة من النسيج للقيام بتحليلها، ويجب التنويه هنا إلى أنَّ التنظير الداخلي العلوي يُجرَى عادةً عند الأطفال والرضع تحت تأثير التخدير العام.
  5. قياس درجة الحموضة المريئية: وفي هذا الإجراء يُقاس مستوى حموضة مريء الطفل، من خلال إدخال أنبوب رفيع من أنف الطفل أو فمه إلى المريء؛ حيث يكون هذا الأنبوب متصلاً بجهاز يقيس مستوى الحموضة، ويجب التنويه هنا إلى أنَّه وبعد إجراء الاختبار يجب أن يبقى الطفل في المستشفى تحت المراقبة.

كيف يُعالَج الارتجاع عند الأطفال؟

في حالات الارتجاع البسيط، يمكن أن تنتهي الحالة تلقائياً بمجرد القيام ببعض التعديلات على طريقة عملية الإرضاع، وقد يقوم الطبيب بوصف عدد من الأدوية في بعض حالات الارتجاع عند الأطفال، وهذه الحالات هي:

  • إذا كان الطفل يرفض الرضاعة أو تناول أي طعام.
  • في حال كان الطفل يعاني من ارتجاعٍ مزمن، أو مصاباً بمرض الربو.
  • في حال ظهرَت على الطفل دلائل على ارتجاع المريء.
  • في حال عدم زيادة وزن الطفل زيادة طبيعية.

والأدوية التي يمكن أن يوصي بها الطبيب هي الأدوية الحاصرة للحمض، نذكر منها ما يلي:

  • بالنسبة إلى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين شهرٍ واحدٍ وسنة فإنَّ الأدوية المستخدمة هي: فاموتيدين أو سيميتيدين.
  • وبالنسبة إلى الأطفال الذين تبلغ أعمارهم سنة وما فوق، فإنَّ عقار أومبيرازول المغنزيوم يمكن أن يفيدهم.

وهناك بعض الحالات التي قد تتطلب الجراحة وهي الحالات التي يكون فيها الارتجاع شديداً لدرجة أنَّه يؤثر سلباً في تنفس الطفل، أو يؤدي إلى تأخر نموه؛ حيث يتضمن العمل الجراحي ربط المصرة المريئية السفلية لمنع ارتجاع الحمض مرةً أخرى للمريء.

إقرأ أيضاً: 7 طرق تساعد على العناية بالطفل الحديث الولادة

بعض الأمور الهامة لتخفيف شدة الارتجاع عند الأطفال الرضع:

  1. يجب على الأم أن تتجنب هز الطفل في أثناء الرضاعة، وبعد إتمام عملية الرضاعة يجب حمل الطفل بشكلٍ مستقيم لمدة نصف ساعة قبل وضعه على ظهره.
  2. يجب تقليل حجم الرضعة، وعدم إعطاء الطفل كمية كبيرة من الحليب دفعةً واحدة؛ بل يجب تقسيمها على رضعات صغيرة خلال اليوم.
  3. يجب على الأم أن تتأكد من تجشؤ الطفل، وذلك من خلال التربيت على ظهره، ومن الجدير بالذكر هنا أنَّ أهمية التجشؤ تكمن في مساعدة الطفل على إخراج الهواء الذي يدخل بطنه في أثناء الرضاعة.
  4. زيادة سماكة الحليب الصناعي من خلال إضافة الرز المهروس، أو البسكويت المطحون، وذلك في حال كان الارتجاع كثيراً.
  5. يجب على الأم الانتباه إلى عدم إرضاع الطفل بعد التقيؤ؛ بل تركه ليرتاح؛ ذلك لأنَّ المعدة والمريء بعد التقيؤ تكون متهيجةً، وتحتاج إلى فترة من الوقت لاستعادة القدرة على الهضم من جديد.
  6. الحرص على عدم إلباس الطفل ألبسة ضيقة خاصةً في منطقة البطن.
  7. الحرص على إبعاد الطفل عن التعرض للتدخين السلبي؛ وذلك لأنَّ دخان السجائر يسبب ارتخاء صمام المعدة، ومن ثمَّ الإصابة بالارتجاع.

وبذلك نكون قد قدَّمنا لكم أعراض الارتجاع عند الأطفال الرُضَّع، وأهم أسبابه، وطرائق علاجه.

المصادر: 1، 2، 3، 4




مقالات مرتبطة