الاختلافات بين الدافع الداخلي والخارجي وطرق استخدام كلٍّ منهما

الدافعان الداخلي والخارجي هما النوعان الرئيسان من الدوافع؛ إذ يركز الدافع الداخلي على المكافآت الداخلية والمحفزات مثل الشعور بالبهجة في أثناء التعلم، بينما يتكون الدافع الخارجي من محفزات خارجية مثل التحفيز أو المكافأة، ومع ذلك، يمكن استخدام الدافعين الداخلي والخارجي معاً لتحقيق التوازن الأمثل للعوامل المحفزة.



ما هو الدافع الداخلي؟

يمثل الدافع الداخلي الدوافع التحفيزية جميعها التي تركز على المكافآت الداخلية، والأشخاص الذين يمتلكون دافعاً داخلياً يندمجون في عمل ما أو يخططون لتحقيق هدف ما؛ لأنَّه يجعلهم يشعرون بالرضى أو لأنَّه مجزٍ نفسيَّاً، وعادةً ما يكون العمل أو تحقيق الهدف نفسه هو العامل المحفز بدلاً من المكافأة في النهاية.

مثال عن الدافع الداخلي:

الدافع الداخلي هو مكافأة ذاتية، فعلى سبيل المثال، إذا كنت ترغب في الحصول على ترقية ليس من أجل الراتب؛ وإنَّما لأنَّك متحمس لتعلم أمور جديدة وتحمُّل مزيد من المسؤولية؛ فهذا شكل من أشكال التحفيز الداخلي، مثال آخر، إذا تطوعت لمساعدة الفقراء لأنَّ ذلك يجعلك تشعر بالرضى، فهذا دافع داخلي أيضاً.

ما هو الدافع الخارجي؟

يمثل الدافع الخارجي دوافع تحفيزية تركز على المكافآت الخارجية، مثل الحصول على علاوة أو تجنب العقوبة؛ إذ يعتمد الدافع الخارجي على عوامل خارجية لتحفيزك على تحقيق هدف أو الاندماج في مهمة أو عادة، ممَّا يجعله أقل استدامةً من الدافع الداخلي؛ لأنَّه خارج عن سيطرتك المباشرة.

مثال عن الدافع الخارجي:

يركز الدافع الخارجي على المكافآت الخارجية، فعلى سبيل المثال، إذا كنت متحمساً للحصول على ترقية بسبب الزيادة المتوقعة في الراتب، فهذا شكل من أشكال الدافع الخارجي، ومثال آخر، يعدُّ التطوع لمساعدة الفقراء؛ لأنَّك ترغب في إثارة إعجاب شخص ما دافعاً خارجياً، وإن كنت تساعد شخصاً ما في هذه العملية.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح للحصول على الدافع والبقاء متحفزاً

الفرق بين الدافع الداخلي والخارجي:

يتمثل الفرق الرئيسي بينهما في أنَّ الدافع الخارجي يأتي من قوى أو دوافع خارجية، بينما يأتي الدافع الداخلي من داخلك؛ أي دافع ذاتي، ولهذا السبب قد يكون الدافع الداخلي أكثر استدامةً من الدافع الخارجي؛ لأنَّ الدافع التحفيزي الخاص بك يقع تحت سيطرتك، بينما يعتمد الدافع الخارجي عادةً على عوامل خارجة عن سيطرتك المباشرة.

يجعل هذا الأمر هذين النوعين من الدوافع يبدوان كأنَّهما متعارضان تماماً، على الرَّغم من أنَّ هذا الأمر ليس صحيحاً، وفي الواقع إذا تعلمت طريقة تحقيق التوازن بين النوعين معاً، فيمكنك أن تمتلك الدافع الداخلي والخارجي، ممَّا يؤدي إلى زيادة حافزك نحو تحقيق أهدافك ورغباتك.

تجدر الإشارة إلى أنَّ المبالغة في أحدهما قد تكون أمراً سيئاً؛ إذ تشير الدراسات إلى أنَّك إذا حاولت تحفيز نفسك خارجياً لأمر تمتلك فيه بالفعل دافعاً داخلياً، فقد تقلل من دافعك الداخلي بالاعتماد على العوامل الخارجية؛ ويُعرف هذا باسم "تأثير التبرير الزائد"، ويحدث تأثير التبرير الزائد عندما يقلل الحافز الخارجي المتوقع مثل المال أو المكافآت من الدوافع الذاتية للشخص لأداء مهمة ما.

تقول دراسات أخرى إنَّ الأمر كلَّه يعتمد على نوع معين من الدافع الخارجي والداخلي، وعلى سبيل المثال، تبين أنَّ المكافأة الخارجية للمديح اللفظي تزيد من الدافع الداخلي، في حين أنَّ الدافع لكسب مزيد من المال قد يقلل من الدافع الداخلي.

يُظهِر هذا الأمر أنَّك إذا حققت التوازن بين النوعين بطريقة صحيحة، فقد يؤدي ذلك إلى مستويات عالية من التحفيز، فعلى سبيل المثال، يمكنك زيادة دافعك الداخلي لأمر لا تهتم به إذا منحت نفسك أولاً مكافأة خارجية لتحقيق ذلك، ومع ذلك، من الهام معرفة متى يكون أحدهما أفضل، ومتى يمكنك استخدام كليهما.

عندما يكون الدافع الداخلي أفضل:

يكون الدافع الداخلي أفضل من الدافع الخارجي في حال كانت العوامل الأخرى ثابتة جميعها؛ وذلك لأنَّ العوامل التحفيزية الداخلية مثل الرغبة في التعلم تقع مباشرةً تحت سيطرتك، وبخلاف ذلك، فإنَّ عوامل التحفيز الخارجية تعتمد إلى حدٍّ ما على تصرفات الآخرين، وهي خارجة عن سيطرتك، وإذا كان بإمكانك تجميع دوافعك الداخلية لتحقيق أمر ما، فمن الأفضل استخدام ذلك، ثم اعتمد على بعض العوامل الخارجية لتحفيزك.

على سبيل المثال، إذا كنت تمارس الرياضة فإنَّ تحفيز نفسك بمحبتك لممارسة الرياضة أفضل من محاولة تحفيز نفسك بالخوف من الخسارة، ومع ذلك هذا الأمر ليس صحيحاً دائماً.

عندما يكون الدافع الخارجي أفضل:

لا يعني كون الدافع الداخلي أفضل من الدافع الخارجي أنَّ الدافع الخارجي ليس هاماً مع أنَّ الدافع الداخلي يقع ضمن نطاق سيطرتك؛ إذ توجد أوقات لا يمكنك فيها تجميع دوافعك الداخلية لاتخاذ إجراء أو تحقيق أمر ما، ففي هذه الحالة من الهام البحث عن محفزات خارجية لتحفيزك.

على سبيل المثال، سجِّل في سباق ماراثون لركض مسافة 5 كيلومترات أو نصفها إذا كنت ترغب في إنقاص وزنك ولكنَّك تعلم أنَّك تفتقر إلى الدافع الداخلي للذهاب باستمرار إلى صالة الألعاب الرياضية؛ إذ يمنحك هذا الأمر موعداً نهائياً، وسبباً خارجياً للحصول على الوزن الذي تريده، والنتيجة إيجابية لكنَّ العامل المحفز خارجي.

متى تستخدم كلَّاً من الدافع الداخلي والخارجي:

يكون الحلُّ في معظم الحالات هو استخدام كلٍّ من الدافع الداخلي والخارجي، وتحقيق التوازن بينهما، والجزء الأصعب هو العثور على التوازن الصحيح حتى لا تنحرف كثيراً بطريقة أو بأخرى، ومع ذلك، فإنَّ هذا التوازن لا يعتمد على الفرد فقط؛ وإنَّما على الهدف الذي تحاول تحقيقه.

دعونا نواجه الأمر، أفضل عامل محفز هو الدافع الداخلي؛ فإذا كان لديك دوافع ذاتية تماماً، فلن يتمكن أحد من تجريدك من رغبتك في النجاح في المجال الذي تختاره، وعادةً ما يكون الأشخاص الذين لديهم دوافع داخلية أكثر سعادةً في تحقيق أهدافهم ورغباتهم من الأشخاص الذين تحفزهم عوامل خارجية تماماً.

على سبيل المثال، إذا كنت تستمتع حقاً بوظيفتك الحالية، فقد تكون أكثر سعادةً من الشخص الذي يسعى إلى أن يصبح مديراً تنفيذياً لمجرد خيارات الترقية من الناحية المالية التي تترافق مع هذا الدور.

لكن وعلى الرَّغم من ذلك لا أحد يتحفز بمكافآت داخلية أو خارجية فقط، وبدلاً من ذلك نحن نمتلك عادةً مزيجاً من الاثنتين، وهو أمر ليس جيداً فحسب؛ وإنَّما هو في الواقع أفضل استراتيجية متاحة؛ وذلك لأنَّ تحقيق التوازن المناسب بين الدافع الداخلي والخارجي يزيد من قوتك التحفيزية إجمالاً.

على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في الحصول على ترقية وظيفية؛ لأنَّ الوظيفة ستجلب تحديات جديدة وخبرات تعليمية، ولأنَّه يوجد زيادة في الراتب؛ فأنت بذلك تزيد من حافزك.

بهذه الطريقة من الهام متابعة الأمور التي تكون مجزية داخلياً وخارجياً، ومع ذلك يمكنك أيضاً استخدام الدافع الخارجي لزيادة الدافع الداخلي، وباستخدام مثال آخر ربما تكره ممارسة الرياضة، ولكنَّك تفعل ذلك على أيِّ حال لأنَّك ترغب في الحصول على جسم مثالي.

على الرَّغم من أنَّ هذا محفز خارجي في مدة التمرين، فقد تجد أنَّه ممتع وأنَّك تشعر بالسعادة بسبب اندفاع الإندورفين؛ فيصبح دافعاً داخلياً لممارسة الرياضة.

تذكر أنَّ كثيراً من الدوافع الخارجية، يمكن أن تؤثِّر في الدافع الداخلي، والدافع الداخلي أفضل من المكافآت الخارجية؛ لذلك بينما تعمل على تحقيق التوازن بين دافعك الداخلي والخارجي، وعندما تستخدم الدافع الخارجي بوصفه طريقة لزيادة الدافع الداخلي، لا تبالغ في الأمر؛ لأنَّ زيادة الراتب هي أمر رائع، لكنَّ الاستمتاع بعملك حقاً هو أقصى درجات النجاح.

العوامل التي تؤثِّر في الدافع الداخلي والخارجي:

بينما لا يوجد سوى عاملين رئيسين يؤثران في الدافع الداخلي والخارجي، وهما المكافآت الداخلية، والمكافآت الخارجية، إلا أنَّه توجد عدة عوامل يمكن أن تحفزك سواءً داخلياً أم خارجياً.

دعنا الآن نلقي نظرة على العوامل الرئيسة التي يمكن أن تزيد إمَّا دافعك الداخلي، أو الخارجي:

العوامل التي تؤثِّر في الدافع الداخلي:

فيما يأتي العوامل الرئيسة التي يمكن أن تزيد أو تقلل من دوافعك الداخلية:

1. المعرفة أو المهارات الجديدة:

غالباً ما يُحفَّز الأشخاص الذين لديهم دوافع داخلية باكتساب مهارات جديدة أو خبرات تعليمية؛ فإنَّ السعي إلى اكتساب المعرفة هو محفز داخلي تقليدي.

2. الاندماج والإنجاز:

على الرَّغم من أنَّ هذا قد يبدو دافعاً خارجياً، إلا أنَّه عادةً ما يُحفَّز الناس بإنجازاتهم الخاصة والمشاركة الفعالة في مسار حياتهم والمسار الوظيفي.

3. المديح أو التغذية الراجعة الإيجابية:

تشير الدراسات إلى أنَّه من المحتمل أن يُحفِّز الناس أنفسهم ذاتياً إذا كان لديهم حديث داخلي إيجابي أو تلقوا مديحاً من قبل الأشخاص الذين يحترمونهم، وإذا كنت ترغب في زيادة دوافعك الداخلية فاحرص على أن يكون لديك نظرة إيجابية عن نفسك، وإحاطة نفسك بأشخاص إيجابيين أيضاً.

4. الصدق:

لا تكذب على نفسك؛ فأنت تمتلك فرصة أفضل في أن تكون متحفزاً داخلياً إذا كنت صادقاً فيما يتعلق بما تشعر به عند السعي وراء هدف أو رغبة ما، وإذا كنت تشعر بعدم الصدق فقد تشعر بالإحباط بسرعة، وفي الوقت نفسه يمكن للآخرين زيادة دافعك الداخلي بصدق تغذيتهم الراجعة، وابحث عن الأشخاص الذين يقدمون لك تغذية راجعة صادقة تساعدك على السعي نحو تحقيق هدفك إذا كنت ترغب في زيادة دافعك الداخلي.

5. الحدس:

اتبع حدسك، وافعل ما تراه جيداً إذا كنت ترغب في تحفيز نفسك داخلياً، ولا تجادل نفسك، واستمر في فعله إذا كان ما تفعله يبدو مناسباً.

العوامل التي تؤثر في الدافع الخارجي:

فيما يأتي العوامل الرئيسة التي يمكن أن تزيد أو تقلل من دوافعك الخارجية:

1. الزيادات والعمولات والمكافآت:

إنَّ الدافع الخارجي التقليدي هو المال أو الثروة، فكم شخص منَّا يرغب بالفعل في أن يصبح موسيقياً أو ممثلاً أو مديراً تنفيذياً إذا لم تكن توجد فرصة لتحقيق الثراء؟ الجواب لا يوجد الكثير، فإذا كنت ترغب في تحفيز نفسك أو تحفيز من حولك خارجياً، فحاول تحقيق أرباح أعلى.

2. الإنجازات أو المكافآت الطارئة:

تمثل المكافآت التي مُنِحت لك بسبب إنجازك لمهمة ما أو بناءً على أداء سابق لك؛ إذ تندرج الزيادات والعمولات والمكافآت فنياً ضمن هذه المجموعة، لكنَّ المكافآت الطارئة أو الإنجازات يمكن أن تكون أيَّ شيء من المال إلى الحصول على أيام إجازة إضافية.

3. مكافآت غير متوقعة:

لا تحتاج إلى تفسير، ولكنَّها تمثل مكافآت لم تكن تتوقع أن تحصل عليها، على سبيل المثال، عندما يمنحك مديرك زيادة في الراتب بصورة مفاجئة، وقد يحفزك ذلك على العمل الجاد على أمل الحصول على مكافأة أخرى غير متوقعة في المستقبل.

4. الشهرة أو الظهور:

إذا كنت تتوقع أن يؤدي الهدف أو مسار العمل الذي تتبعه إلى الشهرة أو زيادة الظهور أمام الأشخاص الذين تحترمهم، فسيكون دافعك الخارجي أعلى.

شاهد بالفيديو: أهم 6 نصائح تحفيزية من أشخاص ناجحين للغاية

أنواع أخرى من الدوافع:

بينما يعد كلٌّ من الدافع الداخلي والخارجي نوعين من أنواع الدوافع الرئيسة إلا أنَّه توجد عدة دوافع أخرى تحفز الناس.

أسئلة وأجوبة:

ما هو الفرق بين المكافآت الداخلية والخارجية؟

تمثل المكافآت الداخلية العوامل المحفزة داخلياً جميعها، على سبيل المثال، إنَّ الرغبة في الحصول على ترقية لأنَّك تريد التعلم وتطوير مجموعة المهارات الخاصة بك ستكون بمنزلة مكافأة داخلية، بينما تمثل المكافآت الخارجية العوامل المحفزة خارجياً جميعها والتي لا تقع تحت سيطرتك، على سبيل المثال، الرغبة في الحصول على ترقية لأنَّها تترافق مع علاوة هي مكافأة خارجية.

إقرأ أيضاً: 7 أسباب تجعلك تفقد الدافع بعد البداية

هل من الأفضل أن يكون لديك دافع داخلي أم خارجي؟

من الأفضل عادةً أن يكون لديك دافع داخلي بدلاً من الدافع الخارجي؛ وذلك لأنَّ العوامل الداخلية المُحفِّزة تقع تحت سيطرتك، بينما تعتمد العوامل الخارجية عادةً على شخص أو شيء آخر، ومع ذلك توجد أوقات يكون فيها الدافع الخارجي أفضل - عندما تفتقر إلى الدافع الداخلي - وأحياناً يكون الجمع بين النوعين هو الأفضل.

ما العلاقة التي تربط بين الدافع الداخلي والخارجي؟

العلاقة بين هذين النوعين من الدوافع هي أنَّهما مختلفان عن بعضهما بعضاً؛ إذ يركز أحدهما على المكافآت الداخلية بينما يركز الآخر على المكافآت الخارجية، ومع ذلك من الممكن استخدام الدافع الخارجي لزيادة الدافع الداخلي وخلاف ذلك صحيح.

إقرأ أيضاً: نظرية الدافع وأمثلة عنها

في الختام:

إنَّ الجمع بين الدافع الداخلي والخارجي عامة هو أفضل طريقة لتحفيز نفسك داخلياً وبواسطة عوامل خارجية أيضاً، وفي الواقع يمكنك أن تصبح متحفزاً داخلياً عن طريق مكافأة نفسك خارجياً أولاً، وخلاف ذلك صحيح، والنتيجة النهائية هي أنَّك ستحقق السعادة والأهداف التي تريدها، ممَّا يزيد من احتمالية نجاحك عامة.

المصدر




مقالات مرتبطة