الإسهال عند الرضع: أسبابه، وأعراضه، وطرق علاجه

تُعدُّ إصابة الأطفال الرُّضع بالإسهال، من الأمور التي تثير القلق والإزعاج لدى كثيرٍ من الأمهات، وفي هذا المقال، سنقدم لكنَّ عزيزاتي الأمهات شرحاً عن أهم أسباب الإسهال عند الرُّضع، فضلاً عن أعراضه الخطرة، وكيفية علاجه؛ لذا تابعن معنا في السطور القليلة القادمة.



أسباب الإسهال عند الرضيع:

يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الإسهال عند الرُّضع، وتنقسم هذه الأسباب تبعاً لنوع الرضاعة، بالإضافة إلى أسباب أخرى عامة، وفيما يلي نذكر لكم أهمها:

1. أسباب الإسهال المتعلقة بالرضاعة الصناعية:

من أهم أسباب الإسهال المتعلقة بالرضاعة الصناعية، نذكر الآتي:

  • التلوث: يوجد الكثير من الأمور الخاطئة التي تؤدي إلى تلوث الحليب الصناعي؛ الأمر الذي يعرِّض الرضيع للإسهال، ومن هذه الأمور:
    • عدم تخزين الحليب تخزيناً صحيحاً.
    • تلوُّث مسحوق الحليب، أو أنَّ الماء المضاف إلى مسحوق الحليب ملوث.
  • الحساسية: يمكن أن يكون الإسهال الذي يُصاب به الأطفال الرُّضع، نتيجة رد فعل تحسسي تجاه تناول بعض أنواع الحليب الصناعي، وخاصةً تجاه الحليب الصناعي المشتق من الصويا، علاوة على أنَّ البروتين الموجود في حليب الأبقار، يمكن أن يتسبب في الحساسية عند الرُّضع.

2. أسباب الإسهال المتعلقة بالرضاعة الطبيعية:

من أهم أسباب الإسهال المتعلقة بالرضاعة الطبيعية، نذكر الآتي:

2. 1. المُليِّنات التي تستعملها الأم:

قبل تناول الأم المُرضع أي نوع من المُليِّنات، يجب استشارة الطبيب؛ إذ إنَّ استخدام المُليِّنات المُنشِّطة، يمكن أن يؤدي إلى انتقال المادة الفعَّالة إلى الطفل الرضيع عن طريق حليب الأم؛ الأمر الذي يؤدي إلى إصابته بالإسهال، ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّه توجد أنواع مُليِّنات آمنة الاستخدام مثل: المثلينات المُشكِّلة للكتلة، وبعض أنواع مكملات الألياف الخفيفة، ومُليِّنات البراز.

2. 2. النظام الغذائي للأم:

يجب الانتباه للنظام الغذائي الذي تتَّبعه الأم المُرضع؛ وذلك لمعرفة وتحديد الأطعمة المسببة للإسهال عند الطفل الرضيع، فهناك عدد من الأطعمة التي يمكن أن يؤدي تناولها من قِبل الأم إلى حساسية لدى طفلها الرضيع، ومن ثمَّ إصابته بالإسهال، ومن هذه الأطعمة نذكر لكم الآتي:

  • المشروبات والأطعمة المحتوية على الكافيين.
  • الأطعمة الحارة.
  • الشوكولاتة.
  • الأطعمة والمشروبات التي تُسبب كثرة الغازات.
  • حليب الأبقار.

2. 3. فِطام الطفل الرضيع:

في مرحلة فطام الطفل الرضيع، يمكن أن يتسبب إدخال الأطعمة والأغذية الجديدة على نظامه الغذائي، في إصابته بحساسية الطعام، ويؤدي ذلك إلى الإسهال، ومن أكثر الأطعمة التي يمكن أن تُسبِّب الحساسية والتهيج عند الأطفال الرضع: "حليب الأبقار"؛ لذا يجب على الأم الاطلاع على معظم تركيبات حليب الرُّضع الصناعي المُعدُّ من حليب البقر.

3. أسباب أخرى للإسهال عند الرضع:

توجد أسباب أخرى عدة غير متعلِّقة بنوع الرضاعة، تؤدي إلى حدوث الإسهال عند الأطفال الرُّضع، ومن أهم هذه الأسباب نذكر لكم:

3. 1. عدوى في الجهاز الهضمي:

يمكن أن يحدث الإسهال عند الرُّضع، بسبب وجود مشكلات في الجهاز الهضمي، ناتجة عن الإصابة بعدوى مَعدية معوية، أو ما تُسمَّى أيضاً بـ "التهاب المعدة والأمعاء" أو "إنفلونزا المعدة" أو "الإسهال المعدي"، وعادةً ما تنتج حالات العدوى التي تصيب الجهاز الهضمي، من مهاجمة البكتيريا، أو الفيروسات، أو الطفيليات، أو الفطريات؛ حيث تكون الأعراض المترافقة معها كالآتي:

  • الإسهال الذي تتراوح مدته حوالي 10 أيام.
  • آلام البطن.
  • الجفاف.
  • الحمى.
  • التقيؤ الذي يستمر من 2 إلى 3 أيام.
إقرأ أيضاً: 10 أمور يجب عليكِ أن تعلميها عن المواليد الجدد

3. 2. التطعيم:

يمكن أن يُصاب الأطفال الرُّضع بالإسهال الخفيف الذي لا تتجاوز مدته أيام عدة، بعد تلقِّي بعض أنواع اللقاحات.

3. 3. عدم تحمُّل اللاكتوز:

والذي يُعرف أيضاً باسم "نقص اللاكتاز الوظيفي" أو "فرط اللاكتوز"، ويحصل عدم تحمُّل اللاكتوز عادةً، عند معظم الأطفال الرُّضع خلال الأسابيع الأولى من حياتهم، ولكن في بعض الحالات، يمكن أن يستمر ذلك أشهر عدة، وفي هذه الحالة، لا يتمكن جسم الرضيع من هضم جميع كمية سكر اللاكتوز الموجود في الحليب؛ الأمر الذي يسبب الإسهال لديه.

3. 4. التسنين:

إنَّ التسنين لا يتسبب في إصابة الأطفال الرُّضع بالإسهال، لكنَّ سلوكات الطفل في هذه المرحلة يمكن أن تسبب الإسهال؛ حيث يميل الطفل إلى وضع كل شيء يُصادفه في فمه، مثل: الألعاب، أو يديه، أو أي شيءٍ آخر، وقد تكون هذه الأشياء غير معقَّمة، وملوثة بالجراثيم أو البكتيريا؛ الأمر الذي يؤدي إلى إصابته بالعدوى المَعدية المعوية، والذي يُعدُّ الإسهال أحد أعراضها.

3. 5. استخدام المضادات الحيوية:

إنَّ استخدام المضادات الحيوية التي يصفها الطبيب لمعالجة العدوى الناتجة عن البكتيريا عند الطفل الرضيع، يمكن أن تتسبب في قتل البكتيريا المعوية الجيدة؛ الأمر الذي يسبب صعوبة هضم الطعام لديه، ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّه بعد الانتهاء من أخذ العلاج الكامل، يزول الإسهال وتتحسن حالة الطفل.

3. 6. الحالات الطبية والاضطرابات الوظيفية والأيضية:

ومن أكثر الحالات الطبية والاضطرابات الوظيفية والأيضية الشائعة عند الأطفال الرُّضع، والتي تتسبب في حدوث الإسهال لديهم، نذكر لكم الآتي:

  • داء الأمعاء الالتهابي: وهو التهاب مزمن في الجهاز الهضمي، ويتضمن الآتي: التهاب القولون التقرحي، وداء كرون.
  • التليُّف الكُييسي: هو أحد الاضطرابات الوراثية، التي لا يتمكن الجسم فيها من امتصاص العناصر الغذائية من الطعام امتصاصاً جيداً؛ وذلك بسبب تراكم المُخاط السميك.
  • الأورام العصبية الصماوية.
  • الداء البطني: والذي يحدث بسبب الحساسية تجاه بروتين الجلوتين الموجود في الشعير والقمح.
  • متلازمة الأمعاء الهيوجية: وتُسمَّى أيضاً بـ "القولون العصبي".
  • نقص الزنك.
  • اضطرابات الجهاز الهضمي الناتجة عن الحبيبوم الحمضي.
  • داء هيرشسبرونغ: هو مرض خلقي ناجم عن فقدان الخلايا العصبية في عضلات قولون الرضيع فقداناً جزئياً أو كلياً.

3. 7. السفر:

يمكن أن يُعاني الأطفال الرُّضع، على الرغم من صغر سنهم، ممَّا يُعرف باسم "إسهال المسافرين"، وذلك نتيجة إصابة أمعائهم بالعدوى البكتيرية، والتي غالباً ما تحدث بسبب بكتيريا الإشريكية القولونية الموجودة في مصادر المياه، وخاصةً في بلدان العالم الثالث.

ما هي الأعراض الخطرة للإسهال؟

  1. جفاف الفم.
  2. عدم نزول الدمع من عيني الطفل عند البكاء.
  3. فقدان البشرة مرونتها.
  4. شعور الطفل الرضيع بآلام في البطن.
  5. حمى.
  6. التقيؤ.
  7. قلة عدد مرات التبول.
  8. نعاس الطفل نعاساً غير طبيعي.

علاج الإسهال عند الطفل الرضيع:

يعتمد علاج الإسهال عند الأطفال الرُّضع بالدرجة الأولى على الوقاية من الجفاف، والحفاظ على نسبة السوائل الطبيعية في الجسم، ومن الجدير بالذكر هنا، أنَّه يمكن إيقاف حالات الإسهال البسيطة عند الأطفال الرُّضع من خلال بعض الخطوات المنزلية؛ من أهم هذه الخطوات نذكر لكم:

1. زيادة عدد الرضعات للطفل وتقليل كميتها:

عندما يكون التقيؤ مترافقاً مع الإسهال، عندها يُنصح بأن تقوم الأم بزيادة عدد مرات الإرضاع، وتوزيعها على مدار اليوم، وتقليل كمية الحليب في أثناء الإرضاع، سواء كانت رضاعة طبيعية، أم صناعية.

شاهد بالفديو: 8 فوائد لحليب الأم تميزه عن الحليب الصناعي

2. تعديل النظام الغذائي المُتَّبع من قِبل الأم:

في حال كان الإسهال الذي أصاب الطفل الرضيع ناتج عن تناول الأم أطعمةً تنشِّط الإسهال، عندها يجب إعادة ترتيب النظام الغذائي للأم، فضلاً عن التزامها تناول الأطعمة غير المسببة للإسهال.

3. إعطاء محلول الكهارل الفموي للرضيع:

لوقاية الطفل الرضيع من الجفاف، يجب إعطاؤه محلول الكهارل الفموي بين الرضعات مرات عدة في اليوم، غير أنَّه في بعض حالات الإسهال الشديدة، يمكن أن يتم الاستغناء عن الحليب، وإعطاء الرضيع محلول الكهارل كاملاً، لما له من دورٍ مهمٍ جداً في معالجة الإسهال ومنع حدوثه.

4. تغيير نوع الحليب الصناعي:

إن كان الطفل الرضيع يتناول الحليب الاصطناعي، وفي حال استمرَّ لديه الإسهال مدة أسبوعين متتالين، عندها يجب استشارة الطبيب وتغيير نوع الحليب المستخدَم.

5. تعديل النظام الغذائي المُتَّبع للطفل الرضيع:

وهنا يمكن أن نميِّز حالتين، تبعاً لعمر الطفل الرضيع:

5. 1. في حال كان عمر الطفل الرضيع أكثر من 6 أشهر:

إذا أُصيب الطفل الرضيع الذي يتجاوز عمره 6 أشهر بالإسهال، عندها يمكن للأم أن تعطي طفلها عدداً من الأطعمة التي تساعده على التخلص من الإسهال، ومن هذه الأطعمة نذكر لكم: اللبن الزبادي، أو الكربوهيدات مثل: الخبز، والبطاطا المهروسة، وحبوب القمح، والرز، أو الفواكه والخضروات مثل: الجزر المطبوخ والمهروس جيداً، والموز المهروس.

كما يجب تجنُّب إطعامه عدداً من الأطعمة وهي: منتجات الألبان المختلفة مثل: الزبدة والجبنة، الحليب البقري، الأطعمة الغنية بالسكريات، الأطعمة المقلية والغنية بالدهون، أنواع الخضروات والفواكه التي تزيد شدة الإسهال، وتُحفز إنتاج كميات كبيرة من الغازات في الجهاز الهضمي، مثل: الخضار الورقية الخضراء، أو الحمُّص، أو البازلاء، أو البروكلي.

إقرأ أيضاً: 5 عوارض صحيّة طبيعيّة يُصاب بها الطفل بعد الولادة

5. 2. في حال كان عمر الطفل الرضيع أقل من 6 أشهر:

إذا بدأ الإسهال عند الرضيع بعد تقديم الطعام له، عندها يجب استشارة طبيب الأطفال الخاص بالعائلة، والذي قد ينصح بتأخير إعطاء الطعام إلى الطفل حتى يُكمل عمر الـ 6 أشهر.

وبذلك نكون قد قدَّمنا لكنَّ عزيزاتي الأمهات، سرداً تَحدَّثنا فيه عن أهم أسباب الإسهال عند الأطفال الرُّضع، وأعراضه الخطيرة، وكيفية علاجه.

المصادر: 1، 2، 3




مقالات مرتبطة