استراتيجيات لتخفيف القلق المزمن الناجم عن الإصابة بالتهاب القولون التقرحي

لم أعاني كثيراً من القلق قبل تشخيص إصابتي بالتهاب القولون التقرحي، بالتأكيد، كنت أشعر ببعض الخوف إذا كان لدي عرض تقديمي أو عمل هام عليَّ إنجازه، لكنَّ قلقي كان مؤقتاً فقط ولم يكن له أي آثار طويلة الأمد، لكنَّ القلق المرافق للأمراض المزمنة هو على مستوى آخر تماماً، خاصةً أنَّ التهاب القولون التقرحي (Ulcerative colitis) هو مرضٌ غير متوقع أبداً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة بروك بوغدان (Brooke Bogdan)، وتروي لنا فيه عن إصابتها بالتهاب القولون التقرحي والقلق الذي نجم عن ذلك وكيفية تعاملها معه.

بعد أن شُخصت حالتي، بدأت أشعر بالقلق المتعلق بكيفية متابعة حياتي مع هذه الحالة المزمنة، فلا يمكن التنبؤ بأعراض التهاب القولون التقرحي، ولم أكن أعرف متى سأحتاج إلى دخول الحمام، وما هو الطعام المناسب لي، وكيف سيؤثر أي طعام في حالتي خلال اليوم.

إنَّ التوتر والقلق ليسا سبباً لالتهاب الكولون التقرحي، لكنَّهما قد يؤديان إلى تفاقمه؛ لذلك بالطبع، كلما بدأت في القلق، كنت أشعر بألم في البطن وغثيان وتعب، وهي الأعراض المميزة لهذا المرض.

لقد عشت هذه المخاوف بشكل متواصل في أول عامين بعد تشخيصي، قبل أن أقرر أنَّني اكتفيت من ذلك، وكنت بحاجةٍ إلى تحسين صحتي العقلية حتى لا تستمر صحتي الجسدية في التدهور؛ لذا حددت موعداً مع طبيبي الخاص للتحدث عن علاجات القلق المتاحة لي، وبدأت بتناول الأدوية المضادة للقلق وزيارة معالجٍ نفسي بانتظام.

بالإضافة إلى الدواء والعلاج النفسي، بدأت في البحث عن طرائق أخرى لتخفيف القلق من خلال القراءة عن كيفية تعامل الناشطين والمدونين الآخرين المصابين بهذا المرض مع مشكلاتهم النفسية، ولم أتلقَّ الكثير من النصائح الرائعة فحسب، بل أدركتُ أيضاً أنَّ مخاوفي هي أفكار تدور في أذهان الكثير من الأشخاص الذين يُعانون من هذا المرض.

فيما يأتي خمس استراتيجيات أستخدمها لتخفيف القلق الناجم عن التهاب القولون التقرحي لكي لا يُسيطر عليَّ تماماً:

1. التحدث إلى معالج نفسي:

من الهام جداً ألا تكتم الأفكار السلبية أو الضارة عن مرضك، فإذا كنت تمر بفترةٍ سيئة مليئة بالأعراض، فمن المفيد التحدث عنها مع شخص موضوعي. يعطيني معالجي الكثير من الأفكار عن كيفية معالجة الأعراض بشكل أفضل بدلاً من قضاء الكثير من الوقت في القلق بشأن قدومها، ويوصيني بممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوجا وتمرينات التنفس العميق.

شاهد: 7 مهيجات للقولون العصبي عليك أن تبتعد عنها

2. ممارسة الرياضة بانتظام:

إنَّني أوصي بشدة بممارسة الرياضة لكي تحصل على جرعتك اليومية من الإندورفين، وبالنسبة إلي، في الأيام التي لا أشعر فيها بقوة كافية، فإنَّ المشي  لمدة 10 إلى 15 دقيقة بالخارج حتى لو كان بطيئاً يساعد على تصفية ذهني ويقلل من الألم الناجم عن تشنجات البطن.

في الأيام التي أشعر فيها بأنَّني قادرةٌ على ذلك، أحب الذهاب للجري وأداء تمرينات المقاومة؛ وذلك لأنَّ رفع الأثقال يساعدني على تذكير نفسي أنَّني أقوى من مرضي، وأشعر دائماً بالراحة بعد ذلك، وإن لم تكن خبيراً في هذه التمرينات، يمكنك أن تشاهد مقاطع فيديو على تطبيق إنستغرام (Instagram) أو بينترست (Pinterest) لتتعلم المزيد عنها.

3. القراءة:

تساعد قراءة السير الذاتية والروايات الرومانسية المثيرة على تشتيت ذهني عن أي شيء يسبب لي القلق أو الخوف، إنَّها استراحةٌ لطيفةٌ لعقلك حتى تتمكن من تخفيف الضغط والتركيز على قصة مختلفة، وإنَّ تصفُّح المدونات أو منشورات المرضى على وسائل التواصل الاجتماعي هو أمرٌ رائعٌ أيضاً.

تساعدني القراءة عن زملائي المرضى على الشعور بأنَّني جزء من المجتمع وأنَّني لست وحيدةً خلال الأيام الصعبة، وقد قام رشيد كلارك (Rasheed Clarke) بتأريخ واحدة من قصص المريض المفضلة لدي في كتابه "ثلاث أقراص مرتين يومياً" Three Tablets Twice Daily، وأتابع أيضاً المدونات التي كتبها المرضى للحصول على بعض الإلهام والتحديثات المنتظمة عن حالتهم.

4. حل الألغاز وألعاب البحث عن الكلمات والتلوين:

في رأيي إنَّ التلوين نشاطٌ لا يحظى بما يكفي من الاهتمام، وبعد أن أصبحت كتب التلوين للكبار رائجةً الآن، أصبحت أجد متعةً كبيرةً في هذه الهواية البسيطة. كما أنَّ الكلمات المتقاطعة وألغاز البحث عن الكلمات هي من الهوايات الممتعة التي تُساعدني عندما أجد صعوبةً في التركيز، وتُسليني كثيراً خلال إقامتي في المستشفى وفي أثناء الحقن الوريدية.

5. الحفاظ على الدعم:

لم أستطع التعامل مع قلقي والتهاب القولون التقرحي دون هؤلاء الداعمين؛ إذ يساعدني وجود صديق أو أخ أو والدٍ يستمع لي على إدراك مدى قوتي وأنَّني قد تغلَّبتُ على الكثير من المصاعب بسبب مرضي؛ إنَّهم يثيرون حماستي ويلهمونني للاستمرار؛ لذا من الهام أن تحافظ على الأشخاص الإيجابيين الذين يحفزونك قريبين منك بحيث يكون لديك شخص ما لتتصل به عندما تسوء حالتك النفسية.

إقرأ أيضاً: القولون العصبي: أعراضه، أسبابه، وطرق علاجه

في الختام:

إنَّ القلق صعبٌ على أي شخص سليم، ناهيك عن أولئك الذين يُعانون من التهاب القولون التقرحي؛ وذلك لأنَّ أمعائنا تتأثر بالفعل بالعملية المناعية الذاتية التي تجري في أجسامنا.

إقرأ أيضاً: 5 أنواع من المشروبات لتنظيف القولون من السموم

إنَّها لفكرة جيدة أن تتعامل مع قلقك بطرائق صحية حتى لا يفاقم التوتر أي التهاب موجود أصلاً؛ لذا خذ أنفاساً عميقة واستمع لجسدك وابحث عن أفضل الطرائق للتعامل مع القلق.




مقالات مرتبطة