استخدام التأمل لمواجهة أزمة كورونا

في غضون بضعة أشهرٍ فقط غرق العالم في حالةٍ من الذعر والهلع بسبب تفشِّي جائحة كورونا؛ ومع تصاعد عدد الوفيات والشائعات والتباعد الاجتماعي والقيود الاجتماعية التي فرضها الحجر الصحي، لن يستطيع أحدٌّ التكهُّن بما سيحدث بعد ذلك.



إنَّ حياةً كهذه مليئةً بالشكوك وعدم اليقين تُولِّد فينا مشاعر مرهقةً ومخيفة، وتغذِّي توترنا وقلقنا. هذه المشاعر ردُّ فعلٍ طبيعيّ للخوف وفقدان السيطرة، وإنَّ إهمالك لها يزيد من تفاقمها، فتؤثِّر سلباً في نظامك المناعي في الوقت الذي تكون بأمسِّ الحاجة إليها.

لقد أظهرت مئاتٌ من الدراسات التي أُجرِيت في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أنَّ أولئك الذين يعانون من الإجهاد المزمن هم أكثر عرضةً إلى الإصابة بالأمراض. ولكن، كيف يمكننا السيطرة على قلقنا؟

قبل أن تبدأ البحثَ عن مصادر التشتيت الخارجية مثل: المتابعة المستمرة للأخبار، ومحاولة الانغماس في العادات السيئة من أجل الهروب أو التأقلم؛ يجب أن تعلم أنَّ راحة البال الحقيقية تأتي فقط من الداخل.

يتطلَّب التصدي لهذا الوضع الجديد عاداتٍ جديدة، وبعض التفكير الإبداعي حول صحَّتك النفسية، وممارسة الأنشطة البدنية والروحية؛ لذلك يُعدُّ التأمُّل الذهني خياراً رائعاً للاندماج في روتينك المعتاد، ولتقليل القلق والتوتر.

تعتقد "رينيه نازيلرود" (Rene Nazelrod)، المقيمة مع أمِّها المسنَّة في مونتانا (ولاية أمريكية)؛ أنَّ التأمُّل لا يمكن أن يشفي أجسادنا فحسب، بل هو قادرٌ على شفاء الكوكب بالكامل. وفي هذه الأوقات العصيبة، تعترف نازيلرود أنَّها مرَّت بلحظاتٍ من الذعر والقلق، خوفاً من تعرُّض عائلتها إلى الإصابة بالوباء؛ حيث أنَّ ابنتها تعيش في اليابان، وابنها ينتقل إلى العيش في كاليفورنيا، وأمُّها مريضةٌ بالسرطان. لقد كان كلّ ذلك عبئاً من الصعب تحمُّله، ولكنَّها وجدت في التأمُّل ملاذها، فتقول: "إنَّ التأمل قد روَّض الفوضى بداخلي"؛ ولذلك فهي تشجِّع الجميع على الانضمام إليها في جلسات التأمُّل ولو لمدة دقيقةٍ واحدةٍ في الأسبوع.

ومن خلال صفحتها على إنستغرام، والتي أطلقت عليها: "حركةٌ لدقيقةٍ واحدة"، تدعو نازيلرود إلى ممارسة التأمُّل لمدة دقيقةٍ واحدةٍ كلَّ يوم جمعةٍ في الساعة الخامسة مساءً بتوقيت مونتانا (توقيت غرينيتش ناقص 6 ساعات)، وتشير إلى أنَّ المشاركة في هذا النشاط لا تكلِّف الأشخاص أيَّ نوعٍ من الالتزامات، فهي مجانيَّةٌ ومتاحةٌ للجميع ولا تستغرق وقتاً.

لقد جاءت فكرة "دقيقة التأمُّل الجماعي" عندما سمعت نازيلرود أنَّ مباريات كرة السلَّة قد أُلغِيت بسبب تفشِّي وباء كورونا، ففكَّرت حينها في الطاقة الجماعية التي كانت تحشدها كرة السلة، وكيف يمكننا القيام بذلك معاً من خلال التقاء الجميع لمدة دقيقةٍ واحدةٍ وبدء التأمُّل.

في حين أنَّ الفكرة قد تبدو بسيطةً ومتفائلةً بشكلٍ كبير، إلَّا أنَّ العديد من الأبحاث أكَّدت أهمية التأمُّل في مساعدة الأشخاص في التخلُّص من الضغط المزمن الناجم عن الرهاب والقلق الجماعي، والذي يعاني منه الكثيرون حالياً.

قد لا يُعترَف بالتأمُّل كوسيلةٍ للتخلُّص من القلق من قبل الجهات الطبية المعنية، لكنَّ العلماء أظهروا أنَّه يمكن أن يحسِّن صحَّتنا العقلية والبدنية.

وعلى الرغم من أنَّ التأمُّل يُنظَر إليه عادةً على أنَّه نشاطٌ للعقل، إلَّا أنَّه قد يساعد أيضاً في تحسين أجسامنا؛ ممَّا يؤدِّي إلى تحسين وظيفة المناعة، وذلك من خلال تقليل التوتر. وتشير العديد من الدراسات على مدى العقود القليلة الماضية إلى أنَّ التأمُّل يمكن أن يخفِّف العديد من الأعراض الناجمة عن الإجهاد المزمن، مثل: الاكتئاب والقلق والأرق.

لقد وجدت مراجعةٌ أُجرِيت عام 2017، ونُشِرت في مجلة آفاق علم المناعة Frontiers in Immunology، أنَّ التأمل والتدخلات الأخرى للعقل والجسم معاً يمكن في الواقع أن "تعكس" مسار التفاعلات الجزيئية في حمضنا النووي، والتي قد تسبِّب المرض.

إنَّ الضغط هو المسؤول الأول عن كلِّ المشاكل الصحية، فعندما يتعرَّض الأشخاص إلى حدثٍ مُجهدٍ تُفعَّل الاستجابة الدفاعية لديهم والتس تسمّى استجابة "الكر أو الفر"، وهذا كفيلٌ بزيادة إنتاج جزيءٍ يسمَّى: العامل النووي كابا (NF-KB)، والذي ينظِّم كيفية التعبير الذي تُظهِره جيناتنا.

ويُنشِّط العامل النووي (NF-kB) الجينات لإنتاج بروتيناتٍ تسمَّى: السيتوكينات، والتي تسبِّب الالتهاب على المستوى الخلوي، ويفيد هذا التفاعل في ردِّ فعل "الكر أو الفر" قصير الأمد؛ ولكن عندما يصبح الإجهاد مزمناً، فقد يؤدِّي إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان، والشيخوخة المبكرة، والألم، والاكتئاب.

ولقد وجد الباحثون أنَّ المتأمِّلين يُظهِرون التأثير المعاكس، أي انخفاضَ إنتاج العامل النووي المعزِّز لسلسلة كابا (NF-kB) والسيتوكينات؛ وهذا يؤدِّي إلى عكس نمط التعبير الجيني المسبِّب للالتهابات، وتقليل المخاطر المحتملة.

وبحسب ما ذكرت إيفانا بوريك (Ivana Buric) -الباحثة الرئيسة في المراجعة التي يجريها مختبر "العقل الإيمان والعقيدة والسلوك" (the Brain, Belief, and Behaviour Lab)- في بيانٍ صدر عنها: "إنَّ التأمل يترك بصمةً جزيئيةً في خلايانا، ما يعكس تأثير الضغط أو القلق على الجسم عن طريق تغيير كيفية التعبير عن جيناتنا".

كما أظهرت بعض الدراسات أنَّ الصلاة -وهي نوعٌ من التأمُّل مع عقد النية للتواصل مع الخالق- لها فوائد نفسيةٌ واجتماعية.

إقرأ أيضاً: هل ترفع الصلاة البلاء وتوقف تفشي وباء مثل فيروس كورونا؟

تقول نازيلرود: "أتَفهَّم جيداً أنَّ هناك بعض المشكِّكين سيقولون: إذا لم تعالج ممارسة التأمُّل فيروس كورونا في الغد، فهو حلٌّ فاشل. حسناً، نحن لا نعرف بالضبط ما الذي سيفعله؛ ولكن لماذا لا يمكننا القيام بالأمور الجيدة فقط، دون أن ننتظر النتيجة؟".

من المعروف على مرِّ العصور أنَّ التأمُّل يفيد العقل والجسد، لكنَّ التفسير العلمي لكيفية عمله لا يزال غامضاً. يقترح بعض الباحثين أنَّ قوة التأمُّل هي مجرد نتيجة تأثير علاجٍ وهمي (استجابة الوهم) -الفكرة أنَّك تؤمن بنجاعته- لذا سوف يؤدِّي ذلك إلى التحسُّن والمعافاة.

ينظر صانعو الأدوية عادةً إلى تأثير الدواء الوهمي باعتباره الأكثر إرباكاً على مستوى الإحصائيات -بغض النظر عن فائدته الفعلية- ولكنَّ هذه الظاهرة التي جرت دراستها بمفردها أظهرت في الأبحاث المنشورة أنَّ لديها إمكاناتٍ كبيرةً للشفاء.

تقول نزلرود: "دعونا نعكس هذا الإيمان على ذواتنا وعلى العالم أجمع".

كيف نقوم بذلك؟

التأمُّل هو ببساطةٍ طريقةٌ لتهدئة العقل وتحفيز الوعي الداخلي؛ وإنَّ ممارسة التأمُّل تمنح العقل والفكر الصفاء والهدوء، وتحثُّك على القيام بخياراتٍ أفضل، وعلى تَجنُّب التعاطي مع الحياة بطريقةٍ مضطربةٍ وردود فعلٍ حادَّة.

وفي حين لن يخلِّصك التأمُّل من متاعب ومشاكل الحياة اليومية، لكنَّه على الأقل يُمكِّنك من التعامل معها بأسلوبٍ عمليٍّ وإيجابي؛ ولن يحتاج الموضوع إلى دراسةٍ وتمحيصٍ للتأكُّد من أنَّ الناس الأفضل هم الذين يحافظون على هدوئهم وتماسكهم في خَضَمّ الأزمة. ينعكس ذلك بشكلٍ إيجابيٍّ لخلق عالمٍ أفضل نعيش فيه، ومع ذلك قد يبدو التأمُّل لأول مرةٍ سخيفاً ومحرجاً ومخيفاً. كيف تجلس؟ ماذا يفترض أن تفكِّر؟ ماذا لو لم يتوقَّف تسابق الأفكار في عقلك؟

لقد قدَّمت نازيلرود تقنيةً بسيطةً للمبتدئين وهي: التركيز أولاً على تنفُّسك، ومن ثمَّ التركيز على أخذ هذه الأنفاس بعمقٍ وهدوء.

ونظراً لأنَّ الهدف من التأمُّل هو هدوء العقل، فقد تعتقد أنَّه من الأفضل ممارسته وأنت في حالةٍ من الهدوء والسكينة الداخلية، حيث لا يتعيَّن عليك بذل الكثير من الجهد لاستبعاد المخاوف المزعجة التي يمكن أن تؤثِّر في حوارك الداخلي؛ ولكنَّ الخبراء يقولون إنَّ العكس هو الصحيح، إذ وفقاً للمحلِّلة النفسية ومعلِّمة التأمُّل د. بيلار جينينغز، فإنَّ الأزمات والمشاكل التي تمرُّ بها تمنحك فرصةً فريدةً للتحوُّل إلى الداخل.

تقول د. جينينغز: "إنَّ أحد الأشياء المثيرة للاهتمام حول التجربة القاسية التي نمرُّ بها، هي أنَّها في كثيرٍ من الأحيان تُلهِم الأشخاص الذين لم يكن لديهم أيُّ اهتمامٍ بإيقاد الوعي الداخلي في السابق بالعودة إلى الروحانيات، والإقبال بشوقٍ جديدٍ للحصول على الإحساس بالمعنى الحقيقي للوجود".

وهنا نعود إلى هذا القول المأثور القديم: "لا يوجد ملحدون في الخنادق"؛ إذ أنَّ الإلحاد يختفي في أوقات الكرب والشدة. عندما تتفاقم المعاناة، فإنَّ تلك الطبقات العميقة جداً من النفس التي تندفع من أجل البحث عن المعنى الحقيقي للوجود، سوف تبدأ بالظهور، وتطفو على سطح الروح، وسيبدأ الناس التساؤل عن ماهية هذه الحياة، وكيف كانوا يعيشونها، ومن سيكون ملاذاً حقيقياً بالنسبة إليهم.

تقول جينينغز: "عندما تبدأ المخاوف والقلق بالظهور، لا تحاول خنقها، فقط راقبها؛ فعندما يستطيع الناس التسامح مع هذه المشاعر وإطلاقها بدلاً من محاولة القضاء عليها، تُعاد معايرة عقولهم ويدخلون في حالةٍ من الاسترخاء".

وتضيف: "إنَّ محاولة التخلُّص من هذه المشاعر هو ما يغذِّي أشياء مثل: الإدمان والشراهة في تناول الطعام، والإفراط في تناول الكحوليات".

تعتمد بعض ممارسات التأمُّل على تمرينات التنفس والهتاف، أو على بعض التقنيات الأخرى لمساعدتك في دخول الحالة؛ وإنَّ إحدى الطرائق الموثوقة للوصول إلى السكينة، والتي يمكن للجميع التواصل معها هي: "الطبيعة".

تقول جينينغز أنَّ الناس يمكنهم التواصل مع الطبيعة للحصول على إرشادات التأمل؛ لأنَّها تتيح لك أن تدرك أنَّك جزءٌ من واقعٍ أكبر وأعظم بكثيرٍ من أيِّ شكوكٍ أومخاوف فردية، وهذا أمرٌ مريح.

قد يكون هذا مثيراً للريبة بعض الشيء؛ ذلك لأنَّنا غالباً ما نعتقد أنَّه إذا توقَّفنا عن القلق بشأن أنفسنا، فسوف ينهار كلُّ شيء. ولكن عندما نتمكَّن من تسوية هذا القلق بالتماهي مع المياه والأشجار والسماء، سوف نشعر بأنَّنا جزءٌ من العالم الطبيعي، وأنَّ هذا العالم "مستمرٌ حتَّى دون وجودنا".

يكمن الجانب الآخر المفيد للطبيعة في قدرتها على توجيه رحلتك إلى الداخل، لتغوص في ذاتك وتشعر بالسكينة والهدوء؛ فالتأمل في حركة الأمواج، أو في ارتعاش أوراق الشجر التي تداعبها الرياح، أو حتَّى في تغريد العصافير؛ جميعها بمثابة ترياقٍ للأفكار المتزاحمة. عندما نُخضِع أرواحنا لإيقاع الطبيعة، نبدأ ملاحظة وإدراك مزيدٍ ممَّا حولنا؛ لأنَّ الضغوط تصبح أقل، ويمكننا التفكير في الأمور بطرائق قد لا تسمح بها وتيرة حياتنا اليومية.

تقول جينينغز: "إنَّ الجهاز العصبي بأكمله يبدأ الشعور بمزيدٍ من التنظيم".

وتعكس هذه الدروس من عالم الطبيعة المواضيع نفسها التي تدور حولها معظم التقاليد الروحية، والمتمثلة بـ: السموّ الذاتي. وعلى الرغم من أنَّ التأمُّل يبدأ برحلةٍ إلى الداخل، إلَّا أنَّه غالباً ما يقودنا إلى أفكارٍ حول ما يمكننا القيام به للتخفيف من معاناة الآخرين وجعل العالم مكاناً أفضل.

تقول جينينغز: "إنَّ الأمر يتعلَّق بالشعور بواقعٍ أكبر وأشمل يساعد في تخفيف هذه القبضة المحكمة على النفس، وإنَّ هذا الوضع يهيء للناس الكثير من الفرص للقيام بالمساعدة والتوجُّه نحو الشعور الجمعي. وعلى النقيض من ذلك، فإنَّ القلق هو كفيلٌ بعزلنا عن الكون وعن الآخرين".

فعندما نتمكَّن من الاتصال بنطاق الحياة الأشمل والأعظم، فمن الطبيعي أن يكون لذلك تأثيرٌ إيجابيٌّ على مزاجنا وعافيتنا. وتضيف نازيلرود: "في حين يُقيِّد فرض التباعد الجسدي الحالي في ظلِّ تفشِّي فيروس كورونا قدراتنا على التواصل، فإنَّه لا يزال بإمكاننا التشارك عبر طرائق ووسائل ذات معنى أعمق. وبغض النظر عن شكل معتقداتنا، يمكننا أن نتحد معاً. نحن بحاجةٍ إلى التواصل مع بعضنا بعضاً، بحاجةٍ إلى التواصل مع محيطنا ومع عالمنا؛ والطريقة الوحيدة للقيام بذلك: التواصل مع أنفسنا مرةً أخرى".

إقرأ أيضاً: مواجهة أزمة كوفيد-19 بشكل جماعي تؤدي إلى النمو على الصعيد النفسي

إنَّها فرصٌ للتعاطف:

من الصعب أن نصف بكلماتٍ قليلةٍ ما قد يحدث عندما يجتمع الناس للتأمُّل لمدة دقيقةٍ واحدة، ولكن يمكنك استشعار تلك الفوائد على نطاقٍ صغير؛ فكلَّما تأمَّلت أكثر، كان بإمكانك تطبيق هذه النمطية من التفكير الهادئة والمركَّزة بصورةٍ أفضل على باقي أمورك الحياتية، حتَّى في أوقات الأزمات.

وسوف تكون نتيجة ذلك أنَّك ستتحلَّى بمزيدٍ من الصبر مع الجيران والغرباء والأصدقاء وأفراد العائلة، أو أيَّ شخصٍ تصادفة قد يكون منزعجاً أو مستاءً.

وبدلاً من محاولة إسداء النصائح المباشرة للآخرين حول ما يجب أن يقوموا به وكيف يسيطرون على انفعالاتهم، تقترح جينينغز مجرَّد الإصغاء إلى مكان تواجدهم في هذه الحياة، وما يمرون به من ظروف؛ وهذا هو جوهر التعاطف.

ينطبق هذا المبدأ أيضاً على أسلوب تعاملك مع ذاتك، فعندما تشعر بالانزعاج، أو تتخذ قراراتٍ سيئةً بدافعٍ من الخوف أو الغضب؛ فلا تجلد ذاتك أو تحاول دفنها، وبدلاً من ذلك خذ نفساً عميقاً وحاول إيقاد وعيك الداخلي، فهذا سيجعل تجاوز الأمر أسهل بكثير.

تقول جينينغز: "مارسوا بعض التعاطف مع الذات، فإنَّه فعلٌ أخلاقيٌّ يزيل حصار الطاقة حول قلوبكم، ويضاعف قدرتكم على ممارسة التعاطف بسهولةٍ أكبر مع الآخرين".

 

المصدر




مقالات مرتبطة