ابدأ بتحقيق أهدافك بأقل من دقيقتين

بعد عودتي من عطلة عيد الميلاد في هاواي (Hawaii)، جلستُ على أرضية مكتبي في المنزل صباح ليلة رأس السنة الجديدة، وكنتُ سعيدةً بالعودة إلى منزلي المريح وقد أدركتُ أنَّ غداً سيبدأ عامٌ جديد تماماً وسأعود إلى نفس الروتين.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة والمدرِّبة الشخصية "كانداس رودز" (Candace Rhodes)، وتُخبرنا فيه عن تجربتها في البدء بتحقيق أهدافها بشكل سريع.

لكوني امرأة نهجها تحقيق الأهداف؛ كان لدي أهداف كبيرة للعام الجديد تتطلب تغيير عقليتي لتحقيقها، وبينما جلست على الأرض أفكر في ذلك كنت خائفةً من العودة إلى نفس عقليتي وعاداتي القديمة التي كنت أتَّبِعها العام الماضي، إذ إنَّ اتِّباع نفس العادات والروتين سيكون بمنزلة زوال هدفي؛ إذاً لا بُدَّ من التغيير.

كنت أعلم أنَّ بيئتي تملي عليَّ عاداتي، وكنت أحتاج إلى تجديد شامل لمكتبي المنزلي، فكنت أريد التفكير بوجهات نظر جديدة وعقليات جديدة، وخوفاً من الركود، علمت أنَّي يجب أن أتصرف الآن قبل أن أفقد الحافز.

التغيير لا ينتظر أحداً:

كم منكم كان يحلم بهدفٍ ما أو بإجراء تغيير جديد ولكنَّه فكر بالأمر كثيراً، وانتهى به الأمر بعدم القيام بأي شيء؟ أو أنَّه كان يعاني من شلل التحليل بسبب كثرة الخيارات؟ وماذا عن الشعور بالألم عندما لم تحصل على ما تريد لأنَّك فشلتَ في التصرُّف وفاتتك الفرصة؟

لا بد أنَّنا جميعاً مررنا بهذه الحالة، فعندما تستغرق وقتاً طويلاً لاتخاذ إجراء معين، يختلق عقلك مزيداً من الأعذار للمماطلة وعدم المحاولة، وتبدأ في فقدان الزخم والدافع، وتتبدد طاقتك دون أن تفعل شيئاً، ثم تقرر عدم القيام بما تريد القيام به، وتبقى الحياة كما هي وينتهي بك الأمر دون أي تغيير.

شاهد بالفيديو: المبادئ 12 لتحقيق أهداف النجاح

لديك 5 ثوانٍ لاغتنام الفرصة:

في كل مرة تخطو فيها خارج منطقة راحتك الخاصة، يرسل عقلك تنبيهاً بالخطر، فأي شيء خارج عن المألوف سيسبب الشك والقلق والخوف؛ وذلك لأنَّنا اعتدنا الراحة والألفة للحفاظ على سلامتنا.

تناقش الكاتبة ميل روبينز (Mel Robbins) في كتابها "قاعدة الخمس ثواني" (The 5 Second Rule) استجابة الخوف التلقائية هذه، وتُعلِّم فيه قرَّاءها اتخاذ إجراء نحو الهدف في غضون 5 ثوانٍ؛ فعندما تشعر بالإلهام ابدأ العد التنازلي بدءاً من 5 ثوانٍ وافعل شيئاً ما، اتخذ أي إجراء صغير لتبدأ، فإن استغرقت أكثر من 5 ثوان سيقنعك عقلك بالعدول عن التصرف.

إقرأ أيضاً: 5 أمور هامَّة ترشدك للوصول إلى هدفك

العمل الناقص يطغى على العمل المثالي:

لكوني مدمنةً على التطوير الذاتي؛ كنت على دراية بضرورة التخلص من الكسل إن أردت أن أمنح الفرصة لأهدافي في العام الجديد أن تتحقق، وقد كان لدي قائمة في ذهني بمئات الأشياء التي يمكنني تغييرها لمنع نفسي من العودة إلى نفس العقلية والروتين القديمين، لكنِّي لم أعرف ماذا أفعل أولاً، ولم أكن متأكدةً مما إذا كان يجب أن يكون جهداً منظماً ومنهجياً أم يجب اتباع أفكار الإبداع العشوائية.

في هذه اللحظة كنت على وشك فقدان الإلهام لتغيير المساحة في مكتبي في المنزل، وأدرك تماماً أنَّ هذا الإلهام للتغيير سريع الزوال؛ لذا قمت بتطبيق قاعدة الخمس ثواني على الفور، وبدلاً من انتظار رؤيتي لمكتبي المنزلي المثالي مكتمل تماماً، بدأت بتنفيذ بعض الأشياء الصغيرة:

  • أفرغت رف الكتب الخاص بي ونقلته إلى الجانب الآخر من الغرفة.
  • فصلت جميع الأجهزة الكهربائية وسحبت مكتبي إلى الحائط الآخر.
  • تصفَّحت موقع بينتريست (Pinterest) بحثاً عن أفكار لتزيين رف الكتب والاستلهام من الصور الأخرى.

بدأت التغييرات بالظهور تدريجياً، فقد صارت تراودني أفكاراً إضافية كلما اتخذت مزيداً من الإجراءات، وبعد الحصول على مكتب منظم لطيف تم إنشاؤه لأكثر من 4 سنوات، اشتريت نباتات مزروعة في أواني لجلب طاقة جديدة، وبدأت بارتياد متاجر مختلفة للبحث عن وسائد، وهو شيء لم أكن لأفعله أبداً لأنَّني لم أكن أحب التزيين، ولقد اشتريت أغراضاً اعتقدت أنَّها كانت تافهة في الماضي ولكن من منظور التزيين أضافت جمالاً إلى الغرفة.

بدأ مكتبي بالتدريج في الظهور بمظهر أكثر جاذبية وغدت مساحة عملي أكثر جمالاً، لقد كانت زوبعة من العمل حيث ركبت موجة الإلهام لتغيير نفسي وتغيير منزلي، وفي غضون أسبوع يمكنني أن أقول بثقة أنَّني جددت مكتبي واستغرق الأمر 5 ثوان فقط للبدء.

إقرأ أيضاً: كيف تحدد الأهداف بفاعلية وتستمر في التطور؟

في الختام:

كل شخص لديه 5 ثوانٍ لاتخاذ إجراءات جديدة والبدء في أي من أهدافه، ويرجع الأمر في النهاية إلى اتخاذ قرار سريع من شأنه تغيير حياتك.




مقالات مرتبطة