إيجابيات وسلبيات التوازن بين العمل والحياة الشخصية

كان التوازن بين العمل والحياة الشخصية أحد الموضوعات الهامة لإدماج الموظفين على مدار السنوات الخمس الماضية أو نحو ذلك؛ إذ اندفع العديد من أرباب العمل إلى تقديم استحقاقات إضافية وامتيازات موفرة للوقت للموظفين في محاولة للاحتفاظ بهم لفترة أطول وبناء ثقافة إيجابية.



لكن كيف نفي بهذه الوعود ونمنح الموظفين التوازن بين الحياة المنزلية وحياة العمل التي يحتاجون إليها؟ حسناً، توجد أخبار سارة وأخبار سيئة.

الأخبار السيئة:

ما تزال الضغوطات في مكان العمل مشكلة كبيرة، وهي مشكلة أكبر مما كانت عليه قبل عشر سنوات؛ إذ تكلف المنظمات الأمريكية خسارة في الإنتاجية تصل إلى 300 مليار دولار سنوياً؛ فما يزال حوالي 70% من القوى العاملة غير مندمجين في العمل، وكان التقدم راكداً مؤخراً، بالإضافة إلى ذلك:

  • وجد استطلاع أجرته شركة "بابليك بوليسي بولينغ" (Public Policy Polling) على 500 عامل أنَّ تسعة من كل 10 موظفين يتعرَّضون إلى الضغط بشأن مواردهم المالية الشخصية، وخاصة العاملين الذين يعملون بدوام جزئي.
  • كما وجدت شركة "روبرت هاف" (Robert Half) أنَّ 52% فقط من النساء يشعرن بأنَّهن يتقاضين أجوراً عادلة مقارنة بـ 58% من الرجال.
  • أفادت شركة "كارير بيلدر" (CareerBuilder) أنَّ 2 من كل 5 عمال قد اكتسبوا وزناً في وظيفتهم الحالية، وأنَّ النسبة المئوية لزيادة الوزن مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالتوتر الذي يشعرون به في مكان العمل.
  • أظهرت شركة التوظيف "أوفيس تيم" (OfficeTeam) أنَّه بينما يعتقد 63% من المديرين التنفيذيين أنَّهم يؤدون عملاً رائعاً فيما يخص منح الموظفين التوازن بين العمل والحياة الشخصية، فإنَّ 34% فقط من الموظفين يشعرون بنفس الشيء؛ إذ أبلغوا عن عدم وجود جداول زمنية مرنة ووقت إجازة مناسب.

شاهد بالفيديو: 10 نصائح للموازنة بين الحياة والعمل

الأخبار الجيدة:

ستكون سعيداً لأنَّنا قدمنا لك الأخبار السيئة أولاً؛ وذلك لأنَّه يوجد تقدم كبير يجب الإبلاغ عنه في مجالات أخرى، ويتحسن التوازن بين العمل والحياة الشخصية في الواقع في مجالات معينة، وتُظهِر الدراسات أنَّ التحسينات بعيدة كل البعد عن القيم المتطرِّفة؛ لذلك يوجد سبب يدعو إلى التفاؤل.

فيما يأتي النقاط البارزة:

  1. أظهرت دراسة من شركة "يونيفاي" (Unify) أنَّ 50% من موظفي المهن المعرفية شعروا بتحسن ظروف التوازن بين العمل والحياة الشخصية خلال السنوات الخمس الماضية.
  2. وفقاً لاستطلاع الألفية الذي أجرته شركة "ديلوات" (Deloitte) (Millennial Survey) ما تزال الدوافع الرئيسة لنجاح الأعمال لأكبر مجموعة في القوى العاملة هي رضى الموظفين والولاء والمعاملة العادلة.
  3. أفادت مؤسسة "غالوب" (Gallup) أنَّ 37% من القوى العاملة تعمل الآن عن بُعد لمدة يومين على الأقل شهرياً، ووجدت دراسة أجرتها شركة "ورلد آت وورك/ فليكسجوبز" (WorldatWork / Flexjobs) أنَّ 80% من أرباب العمل يقدمون ترتيبات عمل أو جداول عمل مرنة عندما يكون ذلك ممكناً.
  4. في تقرير الرضى الوظيفي والاندماج (Job Satisfaction and Engagement Report) الصادر عن جمعية إدارة الموارد البشرية (SHRM)، أفاد 88% من الموظفين الذين شملهم الاستطلاع بالرضى العام عن وظيفتهم الحالية، وهو أعلى مستوى سُجِّلَ خلال السنوات العشر الماضية.
إقرأ أيضاً: 4 أنواع من الدعم للمساعدة في التوفيق بين العمل والحياة الشخصية

الدرجة النهائية:

ضعها على هذا النحو: نحن لا نفعل شيئاً سيِّئاً، لكن يوجد بالتأكيد مجال للتحسين، هل تبدو الدرجة "C" عادلة؟ إذا كنت تهتم بتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية للموظفين، فقد حان الوقت الآن لإجراء فحص للحالة بنفسك ومعرفة ما إذا كانت توجد نصائح يمكنك اتباعها لمواءمة الجهود بشكل أفضل:

  1. قدِّم وظائف عن بُعد: 64% من المنظمات التي تمتلك برامج عمل مرنة ليست لديها سياسة رسمية أو مكتوبة؛ لذلك لا يوجد عذر لعدم تجربة هذا الأمر، والحقيقة هي أنَّ الطلب على العمل عن بُعد سيزداد، وما يصل إلى 86% من الموظفين يرغبون في العمل بشكل مستقل.
  2. زِذ من الجهود في منح المكافآت وتقدير الموظفين: في استطلاع حديث أجرته شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" (PwC)، أفاد 36% فقط من الموظفين أنَّهم شعروا بالتقدير للعمل الذي ينجزونه، وتوجد فجوة تواصل متنامية بين المديرين التنفيذيين والموظفين؛ إذ إنَّ المكافآت والتقدير هي أسهل طريقة لسد هذه الفجوة.
  3. وازن بين الجهود التي تبذلها: إذ إنَّ تفضيل جانب واحد من معادلة التوازن بين العمل والحياة الشخصية أكثر من اللازم يمكن أن يرسل رسالة خاطئة؛ لذا وازن بين برامج عملك وأمور أخرى مثل تعويضات صالة الألعاب الرياضية وحسابات التوفير الصحية وساعات العمل يوم الجمعة؛ وذلك لتوفير الوقت والمال للموظفين وتقليل التوتر وزيادة الاندماج.
إقرأ أيضاً: 6 طرق فعالة لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية

في الختام:

ذات يوم عندما يتوقف العالم عن التغيُّر، سنكتشف أخيراً كيفية القيام بهذا العمل إلى الأبد، وحتى ذلك الحين يمكننا أن نبذل قصارى جهدنا للتأكُّد من حصول الجميع على ما يحتاجون إليه كي يشعروا بالأمان وكي يكونوا منتجين وسعداء.




مقالات مرتبطة