إلى جيل الألفية: 6 نصائح للتفاوض حول الراتب

يُعَدُّ التفاوض على راتبك -بوصفك موظفاً في بداية مسيرته المهنية- بمثابة تحدٍّ كبير؛ إذ لا يمكنك أن تَعِدَ بتقديم خبرة واسعة، ولا قدرات أو مواهب مُتخصّصة تكون قد راكمتها طوال حياتك المهنية، فأنت أولاً وأخيراً: مازلت في بداية مسيرتك، ناهيك عن أنَّ الموظفين في مثل حالتك هذه يحتاجون إلى دعم وإسناد من زملائهم ومديريهم في العمل: مثل الإرشاد والتوجيه والتدريب. وهو ما يُفسّر تلكّؤَ كثيرين من جيل الألفية في التفاوض على رواتبهم.



كشف استطلاع أجراه موقعي "Nerd Wallet" و"Look sharp" أنَّ 38 بالمئة فقط من المشاركين في الاستطلاع قد تفاوضوا مع أصحاب العمل؛ وهو ما يُعدُّ بمثابة فرصة ضائعة، إذ ينتظر أرباب العمل من المتقدمين الخوض في مفاوضات حول الراتب، وغالباً ما يُخصّصون مجالاً كبيراً للمناورة أثناء تقديمهم العروض الأولية.

تابع معنا قراءة قادم السطور لتعرف سبب أهمية التفاوض على الرواتب بالنسبة إلى جيل الألفية -خاصة في المراحل المبكرة من حياتهم المهنية- والاستراتيجيات الرابحة التي عليك اتباعها لرفع قيمة العرض المقدم إليك، والحصول على أفضل عرض عملٍ ممكن.

لمَ يُعدُّ التفاوض على الراتب أمراً مهماً جداً؟

هناك العديد من الأسباب التي تُفسّر سبب أهمية ذلك؛ فعدا عن جني المزيد من المال، فإنَّ ذلك يُظهركَ أمام أرباب العمل بمظهر الشخص الواثق من نفسه، ويؤكد إليهم منذ البداية بأنَّك موظفٌ قيّم.

ولأنَّ أصحاب العمل يتوقعون منك -في كثير من الأحيان- أن تتفاوض على راتبك، فإنَّ عدم القيام بذلك يُضِيعُ عليك مالاً أنتَ أحقُّ فيه. كما أنَّ التفاوض على تلك العروض المبكرة يُمكِّنُك من جني ثمارٍ مالية طويلة الأمد على مدار حياتك المهنية؛ لأنَّه إذا كان راتبك عالياً منذ البداية، ستزيد بذلك من المكافآت والعلاوات التي تعطى بناءً على النسبة المئوية من راتبك.

أضف إلى ذلك أنَّ الرواتب قد تتبعك من وظيفة إلى أخرى؛ إذ قد تُسألُ أثناءَ إجرائك لمقابلات العمل عن راتبك الحالي، أو عن جميع الرواتب التي قد تقاضيتها خلال مسيرتك المهنية (هذا إن كان ذلك الأمر قانونياً في البلد الذي تعملُ فيه).

النَّصائحُ السِّت للتفاوض على الراتب:

1. استعلِم عن نطاق الرواتب في مجال تخصّصك:

تميل الوظائف المتشابهة في الصناعات نفسها إلى وجود أمور مشتركة، ومن ضمنها نطاق الرواتب، كما يلعب الموقع الجغرافي لفروع الشركة دوراً كبيراً أيضاً؛ فقد يكون لنفس الوظيفة رواتب مختلفة في المناطق المرتفعة التكلفة من الناحية المعيشية، بالمقارنة مع المناطق ذات التكلفة المعيشية المنخفضة.

غالباً ما يَتحَفَّظُ الأشخاص في الكشف عن أرقام رواتبهم؛ إذ يمكن أن يتردد أصدقاؤك وأقاربك وزملاء عملك في مشاركتك مثل هذه التفاصيل. لكن ومع ذلك، يمكن للإنترنت والدراسات الاستقصائية المُغفَلَة -التي تُحجِمُ عن ذِكرِ أسماء المشاركين فيها- أن يساعداك في البحث عن أجور الصناعة في البلد الذي تنوي العمل فيه، أو نطاقات الرواتب ضمن شركة معينة.

جرب مواقع مثل: "Payscale" و"FairyGodBoss" لمعرفة المزيد حول الوظائف ضمن الصناعات والشركات (الموقع الثاني يهتم أكثر بمدى ملائمة الوظائف بالنِّسبة للنساء، من حيث الرواتب وحُسن تعامل الشركات معهنّْ).

2. انظر إلى العرض المُقدَّم ككل؛ وليس الراتب فحسب:

قد يُشكّل الراتب أكبر علامة استفهام في عروض العمل، أو أكبر حافزٍ يدفعك إلى القبول به؛ بيدَ أنَّ المزايا الأخرى قد تحدث فرقاً مالياً كبيراً في حياتك، فتعويضات نهاية الخدمة والنِّسبة التي قد يحولها ربُّ العمل إلى حسابك التقاعدي -على سبيل المثال لا الحصر- تحمل نفس الأهمية التي يحملها الراتب؛ فهي تُعَدُّ بمثابة رواتب تتمكن من الحصول عليها بعد تقاعدك.

فإن لم تجد لديك مجالاً كبيراً للتفاوض بشأن الراتب، فحاول المناورة من أجل الحصول على مزايا وامتيازات أفضل، يمكنك طلب المزيد من أيام العطلات، أو تخصيص يوم عمل ثابت من المنزل -سواءً أكان ذلك بصورةٍ أسبوعية أم شهرية- أو الحصول على نسبة علاواتٍ أعلى، أو أي امتيازات أخرى بخلاف الراتب.

إقرأ أيضاً: 4 أمور يجب أن تأخذها بعين الإعتبار لإجراء مقابلة عمل ناجحة

3. اطلب طلباتٍ منطقية...

غالباً ما يؤخذُ على جيل الألفية بأنَّهم "يظنون بأنَّه يحق لهم كل شيء". فإذا تغاضينا عن صحة هذا الاعتقاد من عدمه -وعلى الأغلب أنَّه ليس تقييماً عادلاً ولا دقيقاً- فالواقع هو أنَّه واحدٌ من الصّور النَّمطية الكثيرة التي على جيل الألفية الحذر منها حينما يتقدم أيّ منهم إلى وظيفةٍ ما. لذا تجنب ترسيخ تلك الفكرة؛ من خلال المطالبة بطلباتٍ منطقيةٍ أثناء التقدم إلى الوظائف.

لذا طالب بأمرٍ واحدٍ أو أمرين اثنين؛ فالتفاوض للحصول على راتب أعلى، ومزيد من أيام العطلات، والمطالبة بتغيير في سياسة الشركة من حيث الإجازات؛ قد يَنظرُ إليه ربُّ العمل بوصفه طلباتٌ كثيرة تجعله يتساءَل إن كنت تنوي العملَ أصلاً.

واحرص قبل أن تتفاوض على تعلم كيفية صياغة "عرض مضاد"، وما هي الأمور المنطقية التي يمكنك المطالبة بها.

وفي المقابل؛ إنَّ استيعاب وتَفَهُّمَ أصل هذه الفكرة النمطية السائدة عن جيل الألفية، مفيد قبل معالجة مسائل استحقاقاتهم الوظيفية؛ إذ يمكن أن ينتج عن عدم معالجة مستحقات العاملين من جيل الألفية -أو عدم مراعاتهم في ذلك الصدد- أموراً غير مستحبة، مثل: سلوكيات لا أخلاقية، ومعدل استقالاتٍ أعلى، وضعف في الأداء يترافق وقلة الرضا الوظيفي، وافتقارٌ للتأثير القيادي. وكلُّ ذلك سيكون نتيجة مباشرة لنظرة جيل الألفية إلى مديريهم بوصفهم: غير عقلانيين أو صارمين أو لا أهمية لهم.

شاهد بالفيديو: 10 نصائح لتتفاوض على الراتب الذي تريد

4. ... لكن احرص على أن تطلب أيضاً (وخصوصاً النِّساء!):

إليك المقلبُ الآخر لكونك منطقياً في طلب راتبك: إذا لم تطلب، لن تحصل على ما تريد. وهو ما يعد أمراً صحيحاً لسببٍ وجيه: إذ تنتظر الشركات في العادة مستوى معين من التفاوض من قبل الموظفين المحتملين.

ورغم أنَّ ربَّ العمل قد يرفض عرضك المضاد، إلا أنَّك من الممكن أيضاً أن تحصل على أموالٍ أكثر قليلاً (هذا إن لم يُقبَل عرضك بأكمله). المهم هنا ألا تفوت على نفسك أي فرصة قد تعود عليك بمزيدٍ من المال.

أمَّا بالنسبة إلى الشِّق الثاني من عنوانِ هذه الفقرة (وخصوصاً النساء)، فالنصيحة تتضاعف في هذه الحالة: فقد أظهرت دراسة أجريت عام 2018، أنَّ النساء يكسبن 80 سنتاً مقابل كل دولار يكسبه الرجال. أما لماذا يحدث ذلك، فالأمر يخضع إلى عوامل معقدة قليلاً؛ لكنَّ أحدها -ولعلَّه أهمها- هو أنَّ النساء -لسببٍ ما- أقلُّ ميلاً للتفاوض على عروض العمل.

5. تروَّ قليلاً:

من الأشياء المهمة التي يجدر ذكرها بشأن التفاوض على الراتب هو ألا تَعزِفَ على وتر المغامرة. صحيح أنَّك قد لا تملك وقتاً مفتوحاً للتداول والبحث بشأن الوظيفة، لكنَّك لن تخسر شيئاً لقضائك بضع ساعات -أو حتى يوم واحد- في التخطيط لتقديم عرضٍ مضاد أو التفكير في كيفية التفاوض.

خُذ وقتك لتقييم عرض الوظيفة المقدّم؛ للتأكد من مدى جودته بالنسبة إليك.

إقرأ أيضاً: متى يحق لك أن تطالب في زيادة راتبك الشهري؟

6. قدِّم وجهة نظر مقنعة:

من الوارد أن تعرض عليك الشركة راتباً مقداره (س) من المال، وأن تقبل بعرضك حينما تردُّ بقولك: "أريد راتباً مقداره (ع) من المال". لكن يبقى من الأفضل أن تخبرهم عن السَّبب الذي يجعلك تستحق راتباً أعلى؛ وهو ما سيُساعدك فيه البحث الذي كنت قد أجريته.

فعوضاً عن قول: "أريد راتباً مقداره (ع) من المال"، يمكنك أن تقول: "في الصناعة (ص)، يكون مبلغ (ع) من المال بمثابة راتبٍ أكثر شيوعاً".

يعدُّ تذكير ربِّ العمل بمعايير الصناعة أسلوباً ناجعاً. ولكن من الأفضل وضع ذلك ضمن إطار الفوائد التي ستجلبها للشركة؛ كأن تُذَكِّرَ ربَّ العمل بالسبب الذي من أجله قد عرض عليك الوظيفة. وانتبه إلى أسلوب حديثك معه في هذا الخصوص.

المصدر




مقالات مرتبطة