أهمية وضرورة التحفيز في تحقيق النجاح

في بعض الأحيان لا تسير الحياة كما هو مخطط لها بصرف النظر عمَّا تفعله؛ فقد تبدأ كلَّ يوم بأفضل النيات وتتوقع تحقيق النجاح، ومع ذلك تحدث مواقف كثيرة تقع خارج نطاق سيطرتك في الحياة، مثل تلك اللحظات غير المتوقعة التي تعرقل نياتك الإيجابية، وبصفتنا قادة فنحن نريد تنمية أعمالنا التجارية والتقدم في حياتنا المهنية والحصول على علاقات أفضل والحرية لقضاء وقتنا في فعل ما نريد.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون كيرك كوبر (Kirk Cooper)، ويُحدِّثنا فيه عن تحقيق النجاح وأهمية الاستفادة من مصادر تحفيزنا.

في بداية كلِّ عام جديد، تمتلك المشاعر والآمال والتطلعات لتحقيق أشياء أكثر ممَّا حققته في أيِّ عام سابق، وربما قد بدأت عامك بقرارات وأهداف وخطة للسيطرة، لكن حتى مع أفضل الاستراتيجيات ثمة شيء ما سيخرجك عن المسار ويختبر عزمك بلا شك.

اختيار النجاح:

ستكون أمام خيارين عندما تواجه إحباطاً، يمكنك أن تقرر أنَّه من الصعب جداً مواجهة كلِّ ما تتعامل معه والاعتراف بهزيمتك، أو يمكنك أن تأخذ مساراً مختلفاً وتقرر اجتياز التجارب الصعبة وتعلُّم الدروس التي تقدمها لك الحياة؛ فكلُّ تجربة في الحياة تمنحك درساً تتعلَّم منه إذا كنت على استعداد للإصغاء إليها.

بعد أن تستجمع قواك مرة أخرى سيتعين عليك الوقوف والعودة إلى العمل فإذا مررت بأوقات عصيبة فأنت تعلم أنَّ إعادة التركيز والالتزام بأهدافك ستكون صعبة، وخلال فترة التعافي بعد أيَّة تجربة قد تبدو أنَّها هزيمة بالنسبة إليك ستحتاج إلى الاستفادة من مصادر تحفيزك، وستحتاج إلى الإلهام وأن تتذكر سبب بدْئِك بهذه الرحلة لتحقيق النجاح.

من دون وجود حافز سوف تصبح مشاعرك وعواطفك ومخاوفك غير المنطقية معتقدات تقيدك وتعرقل تقدمك، وسوف يقنعك صوت بداخلك أنَّك ليس لديك طريقة للتعافي، وغالباً ما تضعك الحياة في مواقف ستشعر أنَّه من الصعب التعامل معها؛ إذ يمكن أن تضر هذه المواقف حافزك وتصميمك على تحقيق أهدافك، لكن من الهام أن تفهم أنَّ الحافز موجود دائماً إذا كنت تعرف كيفية الاستفادة منه.

كما قالت كوتش كرة السلة الأمريكية بات ساميت (Pat Summitt): "يؤدي التغيير إلى تحسين الذات؛ لذلك ادفع نفسك إلى تجربة مجالات لم تجربها من قبل".

شاهد بالفيديو: 6 مراحل لتحقيق النجاح

الحافز المستمر:

إذا كنت ستحقق النجاح وتحقق أهدافك فستحتاج إلى معرفة كيفية تحفيز نفسك، فما أتحدث عنه ليس ذلك النوع من الحافز الذي يشعرك بالرضى لفترة مؤقتة ثمَّ تنهار؛ بل عن الحافز الذي سيدفعك نحو النجاح؛ فهذا النوع من الحافز هو أكثر من مجرد مشاعر؛ إنَّه إلهام وتصميم على تجاوز الظروف التي تحاول أن تعوق طريقك.

أنت بحاجة إلى مصادر لتحفيزك حتى تجد الحافز كلَّما احتجت إليه؛ فنحن نعيش في عصر توجد فيه مصادر التحفيز من حولنا في مختلف المنصات والوسائط؛ إذ يمكن للقادة الحصول على الحافز من خلال التدوينات الصوتية والمدونات ومقاطع الفيديو والكتب الملهمة والغنية بالمعلومات وحتى من خلال الأشخاص الآخرين، ويوفر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي مساحة تساعد الباحثين عن النجاح على تلقي الحافز على الفور من خلال محتوى مجاني ومتاح للجميع وعملي.

يمكنك العثور على السيرة الذاتية المفضلة لديك أو على اقتباس ملهم أو سلسلة من الكتب أو مقاطع فيديو خاصة بالمتحدثين والكثير غير ذلك؛ إذ يمكنك الاستفادة من مصادر التحفيز هذه من أجل التركيز وإعادة الحصول على الإلهام؛ فالوعي الذاتي أمر ضروري لأنَّه يساعدك على معرفة ما يحفزك؛ إذ ستكون مصادر تحفيزك مختلفة عن الأشخاص الآخرين، وقد تكون عبارة عن أيِّ شي، على سبيل المثال، قد تكون عبارة عن كتب أو تدوينة صوتية لشخص معين.

لذلك ستحتاج من أجل تكوين حافز مستمر إلى معرفة مصادر التحفيز العملية بالنسبة إليك وكيفية الوصول إليها؛ لذا حاول الوصول إلى الحافز على الفور عندما تواجه عقبة أو لحظات من الإحباط.

يمكن أن يظهر الحافز أيضاً من خلال الناس، ويمكن أن يساعدك الأصدقاء أو أفراد العائلة أو غيرهم من الباحثين عن النجاح المُلهمين على المُضي قُدماً، ويمكنك الانضمام إلى مجموعات أو نوادي اجتماعية.

إنَّ أفضل مصدر لتحفيزك هو هدفك الأساسي والوجهة التي تتجه إليها؛ إذ يمكن أن يكون عبارة عن تنمية عمل تجاري، أو بدء حياة مهنية تحلم بها، أو تكوين علاقات رائعة، لكن يجب أن تعلم أنَّ النجاح ليس خط النهاية؛ فرحلة أن تصبح أفضل نسخة من نفسك ليس لها نهاية على الإطلاق.

يجب أن يكون الوصول إلى النجاح وإنشاء حياة رائعة أفضل مصدر لتحفيزك؛ لذلك دع هذا الأمر يدعمك لمواصلة المُضي قُدماً على الرَّغم من العقبات، فكما قال رئيس الوزراء السابق في المملكة المتحدة (United Kingdom) بنيامين دزرائيلي (Benjamin Disraeli): "غذِّ عقلك بأفكار رائعة؛ لأنَّ أعلى مستوىً ستصل إليه هو المستوى الذي تصل إليه أفكارك".

البقاء متحفزاً:

التزم الحفاظ على الحافز المستمر بوصفه جزءاً من روتين نجاحك بمجرد تكوين مصادرك الأساسية للتحفيز ومعرفة كيفية العثور عليها؛ إذ يوفر مساحة في جدولك كلَّ يوم لاستعادة الإلهام، ويمكنك التفكير في هذا الأمر على أنَّه وقت للتنمية الشخصية فهذا هو الوقت المناسب لفهم عقلك وجسدك وروحك.

تضمن عادة الحفاظ على الحافز تقديم أداءٍ رفيع يساعدك على إنجاز مزيد من الأشياء بتركيز؛ إنَّها الطريقة التي ستصبح بها الأفضل فيما تفعله لأنَّك تستخدم استراتيجية لا يستخدمها الآخرون؛ إذ يتطلب الأمر كثيراً لتصبح أفضل نسخة من نفسك ويتطلب الأمر قوة هائلة لتنمو وتجتهد في العمل كما سوف تحتاج إلى الدعم أيضاً ولا يمكنك القيام بذلك دون الحافز المناسب.

إقرأ أيضاً: كيف تبقى متحفزاً في الحياة والعمل؟

في الختام:

سوف تطغى الظروف الخارجية ومشاعرك عليك دون وجود حافز، ويمكن أن يكون هذا عاماً مليئاً بالأهداف المنجزة والأحلام المحققة؛ لذلك استخدم مصادر تحفيزك للوصول إلى ما تبتغيه.

المصدر




مقالات مرتبطة