أهمية لغة الجسد

لحركات الجسد لغة خاصة يمكنك بها أن تكشف شخصية المرء وكلَّ ما يدور في خلده دون أن يتفوه بأيَّة كلمة ولا سيما تعبيرات الوجه؛ ولكنَّ بقيَّة أجسادنا لديها كثيرٌ لتكشفَه أيضاً؛ إذ لا تُبرِز حركات اليدَين الرسالةَ التي نريد توجيهَها فحسب؛ وإنَّما تساعدنا على التفكير بعمقٍ وتركيز وربَّما لهذا السبب نحرِّك أيدينا حتَّى في أثناء الحديث على الهاتف.



كما يمكن للأقدام أن تكون أكثر دقةً من تعبيرات الوجه في التعبير عمَّا يجول في خاطرنا؛ إذ تَظهَر عادةً الوجهةَ التي يقصدُها الشخص بالاتجاه الذي تشير إليه قدماه؛ ومن ثَمَّ إن كانت أقدامُ الشخص تتوجَّه بعيداً عن مُحاوِره، فقد يدلُّ ذلك على فقدان اهتمامه بالحديث، وربَّما ينبغي عند هذه النقطة تغيير الموضوع أو إنهاؤه، كما قد يكون من المفيد مراقبة طريقة المشي والتي تكشف كثيراً عنَّا وعن حالتنا المزاجية؛ إذ يصعُب تزييفُها مثلما نفعل بتعبيرات وجهنا.

مناطق القوة:

من الدلائل والمؤشِّرات الجسدية الأخرى ما يُدعَى بمناطق الطاقة أو القوة، وهي عبارة عن أجزاء من الجسد يمكنها أن تكشِف كثيراً عن شخصٍ يجلس أمامَنا؛ فهناك أولاً الثلمة فوق القص (Suprasternal notch)، وهي منخفض كبير موجود في قاعدة الحلق أو الرقبة، وتُعدُّ منطقةَ قوةٍ بالنسبة إلينا؛ إذ نرغبُ دوماً في لمسِها عند شعورِنا بالتردُّد أو عدم الاستقرار أو حين تصيبُنا الصدمةُ بخصوص أمر ما.

أمَّا بالنسبة إلى منطقة القوة الثانية فهي القلب؛ إذ نضع أيدينا عليه حين نريد التعبير عن الحب والحنان، وتُعَدُّ السُّرَّة منطقة القوة الثالثة التي تعبِّر عن التواصل والارتباط اعتماداً على المكان الذي تشير إليه بالطريقة نفسها التي تُظهِرُ القدمان فيها اهتمام الشخص الكامل بمحادثة ما أو رغبته في إيقاف الحديث والمغادرة.

إقرأ أيضاً: تعلم قراءة لغة الجسد من خلال الحركات

4 أمور أساسية عليك التركيز عليها عند قراءة لغة الجسد:

من الهام للغاية عدم المبالغة في تفسير حركةٍ جسدية مُعيَّنة بذاتها أو إعطائها قيمةً أكبر ممَّا تستحقُّه عند النظر إلى الأشخاص من حولنا والتعامل معهم؛ بل ينبغي مراقبة الشخص كَكُلٍّ والانتباه للتغيُّرات الأكبر في مجموع لغة جسده، وتذكُر خبيرة لغة الجسد "ليندا كليمنس" (Linda Clemons) أربعة أمور أساسية ينبغي لنا التفكير فيها والتركيز عليها في أثناء محاولة قراءةَ لغة جسد الآخرين من حولنا. إليك فيما يأتي هذه الأمور:

1. العناقيد:

هل تنبع النظرة التي أخذتها عن شخصٍ ما عن قيامه بحركة جسدية واحدة فقط - والتي تشير إليه "ليندا" باستخدام كلمة "عنقود" - أم هل توصَّلنا لذلك الافتراض بعد ملاحظة عدَّة عناقيد في حركاته؟

2. التطابق:

بمعنى وجود انسجام وتطابق بين الكلمات ونبرة الصوت والتواصل غير الشفهي.

3. السياق:

أي تناسُب حركات الشخص وأفعاله مع السياق والمكان والزمان والظروف.

4. الثقافة والتقاليد:

بمعنى مدى احترامنا للفروقات بيننا وبين الآخرين، وفهم إمكانية اختلاف ثقافتهم وعاداتهم عنَّا.

شاهد بالفيديو: التواصل الجيد مع الآخرين من خلال لغة الجسد

تأثير لغة الجسد في المشاعر:

لا يقتصر الأمر على إمكانية لغة جسدنا في الكشف عن مشاعرنا؛ ولكنَّ خلاف ذلك صحيح أيضاً؛ أي إنَّ لغة الجسد لها بدورها تأثير في المشاعر والأحاسيس؛ إذ لا بدَّ للسعادة والمزاج الجيد من جعلنا نمشي بطريقة مختلفة، لكن عندما نبدأ المشيَ متعمدين بطريقة سعيدة ستطرقُ السعادة بابَنا؛ وذلك لأنَّ حركات الجسد تُملي على العقل بطريقة ما المشاعر والأحاسيس التي ينبغي له الشعور بها.

فمَن يرغب في رفع معنوياته قبل تقديمه لعرض ما، عليه أخذ برهةٍ من الوقت قبل ذلك، والوقوف في وضعية قوية كوضعية الرجل الخارق مثلاً، وما عليه بعدَها سوى الشعور بالقوة تسري في أنحاء جسمه، ممَّا سيمنحه ويمنح عقلَه أيضاً القوةَ والثقة اللازمتَين لإلقاء خطابه بأفضل ما لديه.

إقرأ أيضاً: كيف تستثمر لغة الجسد لتكسب كاريزما قوية تسحر من حولك

في الختام:

توجد عدة احتمالات لمعاني لغة جسد الأشخاص من حولنا، ويتطلب الأمر بعضَ التدريب والتعلُّم كي نتمكن من ملاحظة الإشارات والإيماءات المُحدَّدة؛ ولكنَّها ستجعل ممَّنْ يُتقِنها مستمعاً ومتحدِّثاً أفضل، ويجب ألا ننسى إطلاقاً أنَّ لغة الجسد تعمل بالاتجاه المُناقض أيضاً؛ بمعنى أنَّ الحركات الجسدية تؤثِّر في المشاعر والأحاسيس.

المصدر




مقالات مرتبطة