أهمية تغيير مهاراتك لا هدفك

تخيَّل أنَّ الحياة بأكملها هي عبارة عن مشروع بناء منزل على الأمد الطويل، وتخيل أنَّك وُلِدت بأداة واحدة متصلة بيدك لنفترض أنَّها مطرقة، إذاً ستكون مهارتك الأساسية هي دق المسامير في الخشب، ولكنَّ هذا ليس كل ما يمكنك فعله بالمطرقة؛ فوفقاً لموسوعة ويكيبيديا (Wikipedia) تعدُّ المطرقة أداة متعددة الاستخدامات؛ فتُستخدم المطارق عادة لدق المسامير أو لتوفيق الأجزاء أو لتشكيل المعادن أو لتحطيم الأجسام.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن أهمية تغيير مهارتك لا هدفك.

نحن نحتاج إلى هذه الأشياء كلها إذا كنَّا نبني منزلاً، ولكن لنفترض أنَّك لا تحب هذه الأشياء وتفضِّل الرسم مثل جارك الذي وُلِد بقلم رصاص متصل بيده ومهاراته هي الرسم والتصميم والكتابة، ونظراً لأنَّك لا تستطيع فعل أي من تلك الأشياء بمطرقة فأنت تعيش محبطاً وغاضباً طوال الوقت.

يقول لك الجميع: "لديك هذه المهارة، فاستخدمها"، وردك هو: "هذه لعنة؛ فلا يمكنني سوى تدمير الأشياء"؛ ولذلك أنت تتجاهل نصيحة الناس، وتحاول الرسم باستخدام المطرقة.

مهارتك مثالية لك:

في الحياة غالباً ما ننظر إلى نقاط القوة لدى الآخرين ونحاول أن نفعل ما يفعلونه، ونتجاهل نقاط قوتنا ونسعى وراء الأشياء التي لا تناسبنا، وأثق في أنَّ كل شخص يولد بمهارة أو موهبة أساسية يمكنه استخدامها في الحياة، ولكن المشكلة هي أنَّنا نستخدم مهارتنا لهدف خاطئ، فنحاول العمل في مجالات لا تتناسب مع مهاراتنا الأساسية.

يقول الناس في كثير من الأحيان: "لا أعرف ما هي مهارتي الأساسية"، ولكن الجواب واضح تماماً، ومثل المثال الذي شاركته في البداية يجب أن تتوقف عن النظر إلى ما يفعله غيرك وتبدأ في النظر إلى ما هو بين يديك، ففي كثير من الأحيان نحاول تغيير أنفسنا حتى نتمكن من القيام بشيء نريد القيام به، فمن أين تأتي رغباتنا؟

ليس من داخلنا؛ بل تنشأ من النظر إلى الآخرين؛ فمثلاً أريد أن أغني كفنانٍ مشهور صوته رائع؛ لكنَّ صوته لم يصبح رائعاً من خلال التدريب؛ بل وُلد بهذه الحبال الصوتية وأنا لم أولد بنفس مهارته، ولا مشكلة في هذا الأمر؛ إذ يولد كل شخص بمهارة فريدة.

شاهد بالفيديو: 8 أخطاء شائعة في تحديد الأهداف

تغيير هدفك:

قام المفكر التجاري الأسطوري بيتر دراكر (Peter Drucker) بتعليم الأفراد والمؤسسات التركيز على نقاط قوتهم دائماً، ولكن ثمة أمر واحد يجب أن نضعه في الحسبان هو أنَّ معرفة الذات وحدها لا تكفي، فإذا فهمت مهاراتك فلم تكتمل مهمتك.

في إحدى التدوينات الصوتية سمعت رجل الأعمال جايسون كالاكانيس (Jason Calacanis) وضيفه المغني مايك جونز (Mike Jones) يتحدثان عن محاولة بعض مؤسسي الشركات تحقيق إنجازاتٍ كثيرة بأقل الجهود، ومن الممكن أن يحرزوا بعض التقدم؛ لكنَّهم لن يحققوا النجاح أبداً، وهل هذا يعني أنَّ جهودك بلا طائل؟

بالطبع لا، فقد لا تستطيع أن تحقق نجاحاً معيناً بمهاراتك، ولكن يمكنك تحقيق الكثير من الأمور الأخرى بها؛ ففي الحياة كل شيء يتعلق باكتشاف مهارتك وأين يمكنك استخدامها بشكل فعال.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات لتحديد هدفك بنجاح

تمرين لتحديد مهاراتك:

كيف تعرف ما هي مهارتك؟ قد يكون من المحبط أن تعيش الحياة دون أن تكون لديك معرفة بذاتك، فإذا كنت لا تعرف ما هي مهارتك جرّب التمرين الآتي: اجلس مع شخص عملت معه وليس شخص مقرب منك؛ فأنت تريد آراء شخص اختبر نقاط قوتك وضعفك مباشرة، واطلب منه أن يلعب معك لعبةً الهدف منها هو اكتشاف ما تجيده.

الفكرة وراء هذه اللعبة هي أنَّكما تستطيعان تبادل الأفكار؛ إذ يمكن لصديقك أن يمنحك رؤية خارجية، فالعب اللعبة على النحو الآتي:

  1. السؤال الأول: "ما الذي أجيده؟".
  2. السؤال الثاني: "هل أستمتع به؟".

إذا أجبت بالنفي عن السؤال الثاني عليك إعادة اللعبة، والاستمرار حتَّى تجد شيئاً تجيده وتستمتع به، ويمكنك أيضاً القيام بذلك من خلال الكتابة في يومياتك، ولكن إذا لعبت مع شخص آخر فيمكنكما الإضافة إلى آراء بعضكما بعضاً؛ ففي بعض الأحيان يكون لدينا فكرة مختلفة عن قدراتنا.

إقرأ أيضاً: 4 خطوات من أجل تغيير طريقة التفكير وتحقيق الأهداف

في الختام:

يستغرق الأمر وقتاً وبحثاً وتواضعاً لمعرفة ما تجيده، وغالباً ما يُتَغاضى عن التواضع؛ فعندما نكون مغرورين فإنَّنا لا نكون منفتحين على آراء الآخرين؛ فلو أصغى الرجل في مثالي السابق إلى الأشخاص الذين طلبوا منه استخدام المطرقة كان بإمكانه توفير كثيرٍ من الوقت والإحباط، وفي النهاية هذه هي طبيعة الحياة، فإذا واصلنا النظر إلى الآخرين في العالم فإنَّنا نضيع وقتنا على ما ليس لدينا، بدلاً من ذلك انظر إلى ما لديك وفكر في كيفية استخدام ذلك بطريقة جيدة.




مقالات مرتبطة