أهمية تطوير المهارات واستثمارها في تحقيق الأهداف

تحدَّثتُ منذ فترة مع إحدى المتدربات لدي عن التحدي الذي تواجهه في العثور على وظيفة جديدة، فهي تحاول المضي قدماً في حياتها، وتستثمر وقتاً كبيراً في تعليمها، وبعد حديثي معها، كنت مقتنعاً أنَّها ستكون مصدر قوة لأيِّ شركة تعمل فيها، ومع ذلك، لم تشعر باليقين نفسه الذي شعرت به، فقد كانت تقول: "لكن ماذا لو حاول كلُّ شخص آخر تطبيق الاستراتيجيات نفسها للحصول على وظيفة؟".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب "داريوس فوروكس" (Darius Foroux)، ويُخبرنا فيه عن تجربته في الاستثمار في تعليمه وتطوير مهاراته وتحسينها للوصول إلى أهدافه.

مثل معظم الأشخاص الذين يستثمرون كثيراً في تعليمهم، افترضَت أنَّ كلَّ شخص آخر على كوكب الأرض يفعل الشيء نفسه، وأنَّ فرصها في الحصول على وظيفة رائعة تضاءلت بسبب ذلك؛ لكن ليس هذا هو الحال على الإطلاق، كما سيتبين لنا في هذا المقال.

في تجربتي، كانت نسبة الأشخاص الذين يستثمرون ثقافتهم وتعليمهم بعد الجامعة ضئيلة، لكن عندما تكون في جو عام يسوده التعلم، فمن الصعب تصديق ألا يقوم كلُّ شخص بفعل الأشياء نفسها التي تقوم بها، فبعد كلِّ شيء، التنمية الشخصية مفيدة حقاً؛ لذلك تفكر في نفسك: "لماذا لا يستخدم الجميع النصائح المتوفرة على نطاق واسع عبر الإنترنت؟"، وهذا هو السبب الذي يجعلك تفترض أنَّ الجميع يحاول المضي قدماً.

لذلك لا تقلق بشأن "منافسيك" في العمل أو في عالم الأعمال، فعلى الرَّغم من أنَّك قد تكون محاطاً بأشخاص يتعلمون الكثير، سواء عبر الإنترنت أم دونه، إلا أنَّنا ما زلنا جزءاً من الأقلية؛ وما يزال معظم الناس يفضلون حياة مليئة بالترفيه والتسلية، فقد كان هذا هو الحال دائماً، ولا أعتقد أنَّ هناك بوادر تشير إلى أيِّ تغيير هام.

شاهد بالفيديو: 8 عوامل لقياس تحقيق الأهداف

استرخِ وواظب على التعلُّم والتقدُّم:

اهدأ واسترخ وابتهج واطمئن وآمن بنفسك؛ فكلُّ دقيقة تستثمر فيها في نفسك سيكون لها عائد جيد، أنت فقط لا تعرف متى يحدث ذلك، ربما غداً، أو ربما بعد 10 سنوات في المستقبل، وهذه هي الفكرة الكاملة وراء تحسين نفسك؛ إذ إنَّك لا تعرف متى تحتاج إلى هذه المهارات، لكن سيأتي وقت يمكنك فيه استخدام كل ما تعلمته، وبعد حدوث ذلك، سيكون كلُّ ما فعلته منطقياً ومجدياً.

التطلع إلى الأمام وبناء الأحلام ليس هو كلُّ ما يهم، فكما قال رائد الأعمال ستيف جوبز (Steve Job): "لا يمكنك فهم الأحداث بالتطلع إلى الأمام، يمكنك فقط فهمها عندما تنظر إلى الماضي، وتثق أنَّ فهمك هذا، سيساعدك على تشكيل مستقبلك؛ فعليك أن تثق في شيء ما، إحساسك الداخلي، مصيرك، حياتك، أيَّاً كان؛ فهذا النهج لم يخذلني أبداً، وقد أحدث فرقاً كبيراً في حياتي".

عليك أيضاً أن تثق بنفسك، وتدرك أنَّ كلَّ دقيقة تقضيها في تعليمك وتطورك، تتفوق فيها على الأشخاص الذين ليسوا كذلك، بالتأكيد، الحياة ليست سباقاً، لكن مع ذلك، يمكنك أن تنظر إليها على أنَّها سباق لمواصلة تحسين نفسك وتطوير مهاراتك، لكن بشرط واحد وهو ألا تقلل من شأن نفسك.

يقول معظم الناس: "يوجد فرق بين معرفة شيء ما وبين تطبيقه، وأنَّ الكلام النظري ليست جيداً مثل التجربة"، أعتقد أنَّ هذه الفكرة مبالغٌ فيها، فكلٌّ من الكلام النظري والخبرة على القدر نفسه من الأهمية، ولا يمكنك تفضيل أحد الأمرين على الآخر، فهما مرتبطتان ارتباطاً وثيقاً، فقد تقرأ عن شيء ما أولاً ثم تفعله، أو قد تفعل شيئاً ما، ثم تبدأ في دراسته حتى تتقنه.

إقرأ أيضاً: ما هو التعليم المستمر؟ وما هي أهميَّته؟

في الختام: لا تركز اهتمامك على المستقبل

انظر إلى مهاراتك الخاصة، والأهم من ذلك، ركِّز على كيفية مساعدة الأشخاص أو الشركات الأخرى، ولا تهتم لما يفعله الآخرون، فهو مجرد خوف:

  • الخوف من الفشل.
  • الخوف من الرفض.
  • الخوف من الخسارة.
  • الخوف من البدء من جديد.

ماذا في ذلك؟ فإذا كنت تتحسن، يمكنك التعامل مع كلِّ شيء تواجهه في الحياة، ولا تتمنَّ لو كانت حياتك مختلفة؛ بل حاول أن تتقبَّل أيَّ موقف أنت فيه، وأن تدرك أنَّك هناك لسبب ما، وكلُّ ما عليك فعله الآن سهل، تخلَّ فقط عن الخوف، وابدأ بتحقيق أحلامك.




مقالات مرتبطة