أهمية تطوير أفكار الآخرين

إنَّ أساسيات التفكير النقدي والمنطقي ومهارات التواصل والتسويق يمكن تعلُّمها بمناهج وقواعد محدَّدة، أمَّا الإبداع فهو حالة كامنة يكتشفها الإنسان بالتجربة وليس بالتلقين، ولهذا السبب يُسجِّل الأهل أطفالهم في دورات متنوعة مثل الرسم والرياضة، حتى يتمكَّن الطفل من تحديد المجال الذي يبدع فيه ويفرِّغ طاقته الكامنة في أشياء إيجابية ومفيدة له وللمجتمع.



لكن مع مرور الوقت وعندما يكبر الطفل، فإنَّه يحتاج إلى تنمية إبداعه من خلال التجارب المتنوعة والتغيير المستمر بعيداً عن اتباع القواعد الثابتة، فالشخص المبدع هو القادر على دمج أساليب تقليدية عدة معاً بطريقة مبتكَرة للحصول على نتيجة تتناسب مع أهدافه وطموحه، ففي عالم الأعمال المتجدد تنشأ الأفكار الخلاقة من الروابط الإبداعية؛ إذ إنَّ العمل المستمر والمتواصل وبذل جهود كبيرة دون وجود رؤية أو إبداع لن يأتي بالنتائج المرجوَّة.

على سبيل المثال، عندما يبدع المخترع أو الفنان أو رجل الأعمال في استنباط أفكاره وتجاربه من أشخاص آخرين، ثم يحدِّثها ويطورها، فإنَّه سينتج عملاً رائعاً، ولهذا ليس من الضروري أن يكون الإبداع مقتصراً على الأفكار الأصيلة فقط، وفيما يأتي بعض الأمثلة:

4 أمثلة لأفكار مبدعة:

1. أوراق الملاحظات الصغيرة:

لم تكن الغاية الأساسية اختراع ورق صغير لكتابة الملاحظات ولصقها في أي مكان؛ وإنَّما كان الأمر صدفة عندما حاول أحد العلماء صنع غراء لاصق قوي، لكن فوجِئّ بقوَّته اللاصقة الضعيفة وظنَّ أنَّه فشل وتركها جانباً، وبعد أربع سنوات طوَّر عالم آخر هذا الغراء وصنع منه أوراق الملاحظات اللاصقة.

Developing other people's ideas

2. علَّاقات المعاطف:

تم اختراع علَّاقات المعاطف بالصدفة من قِبل "ألبرت ج. باركهاوس" (Albert J. Parkhouse) عندما وجد أنَّ كل خطافات التعليق الموجودة في مكان عمله محجوزة، فقام بطي سلك بشكل بيضوي لصنع علاقة للملابس.

3. واقي الأذنين:

برودة الأذنين في الجو البارد مشكلة، وهذا ما كان يزعج "شيستر غرين وود" (Chester Greenwood) عام 1873 عندما خرج لتجربة مزلاج دون قبعة لأنَّه كان يعاني من حساسية الصوف، فخطرت له فكرة ثني سلك فوق رأسه وحول أذنيه، ثم طلب من جدته خياطة قطعة قماش من الفرو ليلفها حول السلك، ولاحقاً حصل على براءة اختراع لحماية الأذنين عندما بلغ 18 وبدأ عمله الخاص.

4. المواد العازلة:

اكتُشِفَت هذه المادة بالصدفة تماماً مثل ورق الملاحظات اللاصق، ففي عام 1953 قامت مساعدة العالم الكيميائي "باتسي شيرمان" (Patsy Sherman) بسكب سائل بالخطأ على حذائه الرياضي ولم تتمكن من إزالته على الرغم من محاولاتها الكثيرة، وقد أُعجِبَ "شيرمان" بالفكرة وقام بتطوير هذه المادة مع صديقه لاستخدامها في العزل وحماية الأقمشة من السوائل والزيوت، وبعدها انتشرت في الأسواق.

إقرأ أيضاً: 10 أفكار مدهشة تساعدك على تطوير الذات

في الختام:

لا يوجد شيء أبسط من الغراء أو علَّاقة المعاطف أو واقي الأذنين، ومع ذلك، أصبحت هذه الاختراعات البسيطة جزءاً لا يمكن الاستغناء عنه في الحياة اليومية، ولهذا قد تكون الأشياء البسيطة والروتينية منطلَقاً لكثير من الاختراعات والابتكارات.




مقالات مرتبطة