أهمية المزج بين المال والوقت لبلوغ الأهداف

الحياة مليئة بالموارد، ومن دونها سيصعب تماماً القيام بأيِّ شيء، فهي المواد التي تسمح لنا ببناء حياتنا. يمكن تقسيم الموارد النوعية والكمية إلى: الوقت، والعقل والذكاء، والوعي الاجتماعي، وشبكة العلاقات، والأصول المادية التي تتكون من المال وكل ما يمكن شراؤه به.



وعلى الرغم من أهميتها جميعاً بالتساوي، يمكن أن تلتقي جميع الموارد النوعية في نقطة واحدة، ألا وهي الوقت، وإن أردت أن يتعرف إليك مزيدٌ من الناس، أو اكتساب ذكاء أعلى، أو إنشاء شبكة علاقات أكبر، فكلُّ ما تحتاج إليه هو الوقت والمجهود؛ وبذلك تُقسَّم الحياة إلى نوعين من الموارد:

  1. الوقت.
  2. الأصول المادية، التي سأدعوها جدلاً "المال".

لندخل الآن في صلب الموضوع؛ فلا بدَّ من وجود غايةٍ تجمع المال لأجلها، وإلا فإنَّ هذا المورد لا يخدم أيَّ هدف، فإن أردت شراء خروفٍ من أجل العيد، فمن السخيف أن تقوم بشراء 15 خروفاً، ليس لأنَّ هذا يُعَدُّ إسرافاً؛ بل لأنَّك ستقوم برميها جميعاً، ومن ثمَّ ستهدر مواردك.

إن لم يكن لديك هدف للموارد الإضافية من المال، فإنَّ المال الذي تملكه حالياً كافٍ ليلبي احتياجاتك، أمَّا في عالمنا اليوم، فلا ننظر إلى المال بهذه الطريقة؛ بل نمتطي عجلة الكسب والاستهلاك من دون أيِّ غاية في نفوسنا، أو نهاية تلوح في الأفق، أو أمل بالخروج منها.

تحديد الهدف:

يُنظَر إلى المال والثروة على أنَّها موارد ثمينة؛ إذ إنَّ تجميع مزيدٍ منها يمنحك الاستقرار، ويساعدك جزئياً على إنجاز أيِّ هدف تسعى إلى تحقيقه، لكنَّ أهمية الوقت هي بمقدار أهمية النقود لتحقيق هدفك.

بوضع الدخل السلبي جانباً، ثمة علاقة عكسية بين ما تملكه من وقت إضافي وما لديك من نقود إضافية، وفي علاقة العمل التقليدية: الوقت مقابل المال، عليك أن تعطي مزيداً من وقتك في سبيل الحصول على مزيدٍ من الموارد المالية.

حسناً، قد يتطلب تحقيق غايتك مزيداً من الوقت وليس المال، وقد يتطلب هدفك - بصرف النظر عن مدى نبله - مالاً أكثر بدلاً من تكريس الوقت؛ لذلك من الهام تحديد اتجاهك قبل أن تسير في طريقٍ قد يقودك إمَّا إلى الثراء أو إلى التشرد.

إيجاد السبيل الصحيح:

تحتاج من دون أدنى شك إلى المزيج الصحيح من الوقت والمال لبلوغ الهدف، فانظر إلى الرسم البياني أدناه ولاحظ إن كان هدفك السفر إلى الخارج، فإنَّك ستحتاج بوضوحٍ إلى موارد مالية أقل بمقدارٍ يكفيك للسفر فحسب، إلا أنَّك ستحتاج إلى كثيرٍ من الوقت.

المال والوقت

وإن ركَّزت على المال فحسب أو على وقت الفراغ فحسب - كما توضح الأسهم الحمراء - فستخطئ هدفك، ولن تكون راضياً؛ إذاً أنت بحاجة إلى المزيج الصحيح لإيجاد السبيل الصحيح.

ومن جهة أخرى، إن رغبت في إنشاء منظمة غير ربحية تغيِّر العالم، أو في امتلاك منزل بقيمة مليون دولار، فإنَّك ستحتاج إلى مزيدٍ من المال أكثر من وقت الفراغ، كما هو مُبيَّن أدناه.

المزيج الصحيح للمال والوقت

وفي حال التركيز على وقت الفراغ على حساب المال، حتى عند السعي نحو هدف كبير وغير أناني، فلن تحقِّقه ولن تشعر بالرضى.

ومن المفارقات أنَّه يوجد خيار ثالث؛ إذ إنَّ الوقت نفيسٌ للغاية، ومن خلاله، يمكنك القيام بأيِّ عدد من الأشياء التي من شأنها أن تجعلك اليوم أفضل ممَّا كنت عليه البارحة؛ إذ يمكنك تخصيص وقتك لمزيدٍ من القراءة والتعلم والتواصل وخوض التجارب، ثم بالتركيز على تطوير الذات من خلال المعرفة والتجارب، يمكنك فعلياً زيادة ما تكسبه من مال من دون زيادة ما تقضيه من وقت لازمٍ في كسبه.

من الأفضل تسمية الدخل السلبي كما هو معروف لدى معظم الناس، بالدخل المتبقي؛ لأنَّه ما من شيء سلبي بخصوص كسب المال.

وبوصفه دخلاً متبقِّاً، يمكنك عَدُّ الزيادة في أرباحك كتأثير متبقٍّ ناجم عن قضاء وقتك بحكمةٍ؛ وبذلك، يصبح وقتك بالواقع ثميناً باطِّراد، وتصبح لديك الأموال اللازمة كي تساعد أكثر، وتعلِّم أكثر، وتنجز بطريقة أكثر كفاءةً.

وسواء كان هدفك القضاء على الجوع في العالم أو شراء يخت، فمن خلال التركيز على زيادة وقت فراغك كي تتطور، ستكون أكثر استعداداً لتحقيق ذلك الهدف، وستظهر النتائج واحدةً تلو الأخرى.

والفكرة الأهم، بصرف النظر عن النموذج الذي تختاره، هي تحديد هدفك؛ فبعد تحقيق ذلك، سيعطيك الهدف اتجاهاً للانطلاق فيه، كما سيسمح لك برؤية ما تحتاج إليه من الموارد الشخصية لبلوغه، وتخصيص نقودك ووقتك؛ وهذا يزيد عائدات مواردك.

ولأنَّ الموارد تكتسب قيمتها فحسب عند اتحادها لإنشاء ما تحتاج إليه، فإنَّ قيمتها تزداد إلى أقصى حد حين تقرِّبك من هدفك؛ إذاً من الهام التأكد من تقديرنا لوقتنا تماماً مثلما نقدِّر نقودنا، واستخدامنا لكليهما في سبيل اقترابنا من أهدافنا الحقيقية، ومن ثمَّ من الرضى في الحياة.

إقرأ أيضاً: كيف يرى الأثرياء النّقود؟ وكيف تنجح رؤيتهم؟

في الختام:

  1. تحتاج إلى الوقت والمال لتحقيق أيِّ هدف.
  2. لا يدرك الأشخاص وجوب توفُّر مزيج معيَّن لكل هدف فردي.
  3. ما هو الهدف الذي تحاول بلوغه؟ وما هو مزيج "المال والوقت" الذي تحتاج إليه؟
  4. من الشائع التركيز كثيراً على المال ونسيان مصدر الوقت.
  5. تأكَّد من معرفة هدفك جيداً والموارد المحددة اللازمة للوصول إليه.

المصدر




مقالات مرتبطة