أهمية المتعة في العمل

نحن نواجه التوازن بين الأعمال الروتينية والهوايات خارج نطاق حياتنا العملية؛ أي الأمور الروتينية التي نحتاج إلى إنجازها، والأشياء الممتعة التي نتطلَّع إلى إنجازها والتي تساعدنا على تنمية المهارات أو بنائها؛ فقد عبَّر "غاري هامل" (Gary Hamel)، أحد الأشخاص الذين تحدثوا في المؤتمر الذي عقدته شركة "وورك هيومان" (WorkHuman) لهذا العام عن ذلك الأمر في مقابلة أجراها معه موقع "غلوبوفورس" (Globoforce):



نحن البشر نقوم بغسل الأطباق، وغسل الملابس، وإخراج القمامة من المنزل، وهي أمور عادية إلى حدٍّ كبير، لكنَّنا نتسلَّق الجبال أيضاً لمشاهدة شروق الشمس، ونعبر المحيطات لاستكشاف ثقافات مختلفة، ونمارس هوايات جديدة لتنمية تفكيرنا؛ إذ يتعيَّن على منظماتنا أن تكون متعددة الجوانب على نحو مماثل.

ولا بُدَّ من التعامل مع العمل بالمنظور نفسه الذي نتعامل به مع حياتنا خارج العمل، فبعض المسؤوليات المتعلِّقة بإنجاز العمل قد تكون في نهاية المطاف مُملَّة ولكنَّها ضرورية، لكن لدينا حاجة بشرية لوجود جوانب في العمل أكثر إثارة للاهتمام وذات مغزى؛ إذ إنَّ توفير هذا التوازن أمر بالغ الأهمية في جعل العمل تجربة إنسانية أكثر؛ باختصار، يجب أن يكون العمل "مُمتعاً".

بالتفكير في هذه الأمثلة، من المدهش بعض الشيء أنَّ بعض الناس ما يزال لديهم بعض التخوُّف من استعمال كلمتي "متعة" و"عمل" في الجملة نفسها، لكنَّ البحث الذي أجراه معهد "مكان العمل العظيم" (Great Place to Work)، يكشف أنَّ المتعة في مكان العمل هي إحدى أقوى العوامل للحصول على أفضل مكان عمل.

إقرأ أيضاً: طرق للتغلب على الملل أثناء العمل

ماذا يعني أن تحصل على المتعة في العمل؟

إنَّه من الهام أن نفرِّق بين المتعة في حد ذاتها وتجربة المتعة في العمل؛ فلا يتعلق الأمر بصالات الألعاب الموجودة في مكان العمل بقدر ما يتعلق بالعمل على مشاريع قادرة على جذب كامل اهتمامات الشخص وفضوله وشعوره في إنجاز الأمور.

وفي نهاية المطاف، إنَّ المتعة هي تجربة ذاتية قد يخوضها بعض الناس عندما يواجهون مشكلة صعبة عليهم حلها، أو عندما تُسند إليهم مهمَّة تطوير عملية جديدة، أو عندما يساهمون مساهمة هادفة مع زملائهم، لكن يوجد بعض الأشخاص الذين لن تكون بعض الأشياء ممتعة لهم أبداً، وتوجد بعض المشاريع التي لن تكون ممتعة بالنسبة إلى أي شخص، لكن يمكن للمنظمات هيكلة العمل بطريقة تزيد قدر الإمكان من الأمور التي يمكن للموظفين الاستفادة منها وتحقيقها ضمن إطار ممتع.

شاهد بالفديو: 6 وسائل تحدّ من التوتر في مكان العمل

من الهام أيضاً عدم تجاهل فوائد صالات الألعاب ضمن النطاق الأكبر للعمل، والعلاقات بين الموظفين بوصفها شيئاً مكمِّلاً للعمل، فإنَّ فرص المتعة أو اللعب تسمح للموظفين بأن يكونوا أكثر إبداعاً، ويطوِّروا علاقات جديدة، ويتعاملوا مع أيَّة مشكلة بمنظور جديد.

بدأت مزيد من الدراسات بدعم أهمية المتعة في مكان العمل، وعلى نحو متزايد، أصبحت المنظمات التي تمكِّن موظفيها من الاستمتاع في العمل، في وضع يمكِّنها من تحقيق النجاح المتزايد.

المصدر




مقالات مرتبطة