أهمية التعاطف الذاتي

غالباً ما يكون من السهل التعامل بلطافة مع الآخرين، ومع ذلك قد نجد صعوبة بأن نتعامل بلطافة مع أنفسنا، فنحن غالباً ما نكون لطفاء، وداعمين للأشخاص الذين نهتم لأمرهم، ومع ذلك غالباً ما نكون ناقدين لأنفسنا بالنسبة إلى معظمنا، وقد تعلمنا أن نرى أنفسنا بنظرة سلبية بسبب تجاربنا السابقة، فنقوم بالانتقاد الذاتي لأنَّنا نشعر أنَّ هذه هي الطريقة الوحيدة للنجاح أو من الممكن أن تكون هذه الأفكار السلبية انعكاساً لرأينا السلبي حيال أنفسنا.



غالباً ما تكون علاقتنا مع أنفسنا في صميم التحديات الأخرى، مثل القلق أو الاكتئاب أو تدني احترام الذات أو الصعوبات في العلاقات، لكن إذا تعلَّمنا كيف نكون أصدقاء لأنفسنا، ومارسنا التعاطف مع الذات، فيمكننا تعزيز معنوياتنا، وتخفيف بعض الصعوبات التي تؤدي إلى زيادة نقدنا لأنفسنا.

غالباً ما نكون أقسى تجاه أنفسنا ممَّا نكون عليه تجاه أيِّ شخص آخر، فعندما نرتكب غلطاً ما أو عندما يسير شيء خلاف توقعاتنا، يمكن أن نقع في دوامة من الأفكار، ونقول لأنفسنا: "لا أستطيع تصديق ما فعلت، إنَّني غبي جداً، لماذا أنا حساس جداً؟".

سواء تعلَّمنا هذا السلوك من أشخاص ناقدين قدموا الرعاية لنا عندما كنا أطفالاً، أم بسبب الشعور بأنَّ هذا الأمر هو السبيل الوحيد للنجاح، فإنَّ هذه الأفكار السلبية غالباً ما تتدهور وتُشعرنا بالسوء، ممَّا يجعلنا نكافح للمُضي قُدماً.

إقرأ أيضاً: 3 طرق لتحقيق النجاح عن طريق تعزيز التعاطف مع الذات

التعاطف مع الذات:

التعاطف مع الذات هو ممارسة التعاطف مع نفسك، ويمكن أن يمثل التعاطف مع الذات تحدياً عندما تكون معتاداً على أن تكون ناقداً وغير لطيف مع نفسك، ويمكنك أن تتعلم كيف تكون صديقاً جيداً لنفسك بالممارسة، وإحدى طرائق البدء في القيام بذلك هي تحويل حديثك الذاتي إلى حديث أكثر تعاطفاً.

على سبيل المثال: عندما ترتكب غلطاً ما بدلاً من توبيخ نفسك، ضع في حسبانك إعادة صياغة هذه الفكرة على النحو الآتي: "لا بأس بما حصل، الجميع يرتكبون أغلاطاً، ولا يوجد أحد مثالي، لذلك لا بأس بالفشل في بعض الأوقات"؛ حاول أن توفِّر لنفسك الراحة، ويمكنك حتى محاولة التحدث بضمير المخاطب أو بلفظ اسمك، قد يبدو الأمر غريباً لك، لكن قد تشعر بالراحة عندما تتعاطف مع نفسك، وتدرك أنَّ كلَّ شيء سيكون على ما يرام.

توجد طريقة أخرى لتتعاطف مع نفسك وأن تكون صديقاً لها، وهي الاعتراف بفضلك عندما تقوم بعمل جيد، ومن السهل علينا الاحتفاء بإنجازات أحد الأصدقاء، لكن يصعب علينا الاحتفاء بإنجازاتنا، ويمكن أن يساعد الحديث الذاتي الهادف، والإيجابي على تغيير تفكيرك، والاحتفاء بنفسك.

لذا حاول أن تقول شيئاً لنفسك مثل: "لقد قمت بعمل رائع اليوم"، أو "أنت صديق حنون"؛ فهذا الأمر مفيد، خاصةً عندما تصادف أولئك الذين قد ينتقدونك أو يتغاضون عن الأشياء الإيجابية الموجودة فيك.

شاهد بالفيديو: كيف تستخدم التعاطف بفاعلية في العمل؟ 

الرعاية الذاتية:

جزء آخر من أن تكون صديقاً جيداً لنفسك هو إدراك أنَّك بحاجة إلى شيء ما ومنحه لنفسك، فعندما تقوم بتطوير ممارسات الرعاية الذاتية، فإنَّك تعامل نفسك بوصفك شخصاً يستحق الرعاية والعناية؛ لذا اختر النشاطات التي تجعلك تشعر بالإيجابية والاسترخاء، سواء كانت عبارة عن حمام ساخن، أم تحضير وجبتك المفضلة، أم مشاهدة برنامجك التلفزيوني المفضل.

إذا لاحظت أنَّك مررت بيوم مرهق، أو لاحظت أنَّك تشعر بالقلق أو الانزعاج، فخصص وقتاً للقيام بنشاطات الرعاية الذاتية؛ لأنَّ هذا الأمر يمكن أن يساعدك كثيراً، وعندما تحدد الأشياء التي يمكنك القيام بها من أجل الرعاية الذاتية، ومنحها لنفسك عمداً، فإنَّك ستبقى صديقاً لطيفاً ومتعاطفاً مع نفسك.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لوضع خطة رعاية ذاتية خاصة

في الختام:

يمكن أن يبقى النقد الذاتي عادة طوال الحياة فنحن لا ندرك مدى قسوتنا على أنفسنا حتى نبدأ حقاً في التركيز والانتباه، وعندما تجد نفسك تنتقد أخطاءك وعواطفك، مارس التعاطف مع الذات؛ لأنَّ هذا الأمر يمكن أن يحول أفكارك نحو الإيجابية؛ لذا حوِّل حديثك الذاتي ليكون أكثر تعاطفاً ولطفاً؛ وستلاحظ أنَّك قد تبدأ في الشعور بتحسن تجاه نفسك، وعندما تمارس الرعاية الذاتية ستتعلم إدارة التوتر، والعواطف السلبية.

قد تخفي أعراض الاكتئاب، والقلق لديك عندما تشعر بالرضى عن نفسك، وقد تشعر بمزيد من الثقة، وتتقبل تقدير الآخرين ومحبتهم لك، إنَّ علاقتك مع نفسك ضرورية لثقتك بنفسك ومزاجك وقدرتك على إظهار الرعاية والحبِّ، وبخلق موقف إيجابي وتعاطفي تجاه نفسك، سترى تحولات هائلة في حياتك.

المصدر




مقالات مرتبطة