أهمية التركيز على مجال عملك وعدم القلق بشأن النتيجة

هل تساءلت يوماً كيف يصبح بعض الأشخاص الذين تقدرهم الأفضل في مجالهم على مدى سنوات عديدة على الرَّغم من جميع العقبات؟ يتمكن بعض الناس من الصمود ويتقدمون جداً في مجالاتهم، إنَّهم يتمكنون من معاملة عالم يغمره الخوف والغموض والشك؛ لكنَّ السؤال هو كيف يفعلون ذلك؟ وكيف يمكنك أن تفعل الشيء ذاته في حياتك؛ أي في عملك وعاداتك والقرارات التي تتخذها؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون "تايلر ترفورين" (Tyler Tervooren)، ويُحدِّثنا فيه عن أهمية التركيز على مجال العمل، وعدم القلق بشأن النتيجة. 

يقول المستثمر وارين بافيت (Warren Buffet): "يفوز في المباريات اللاعبون الذين يركزون على الملعب، وليس أولئك الذين ينظرون إلى لوحة النتائج"، لقد قضى وارين حياته بأكملها في العمل في الاستثمارات المالية وهي واحدة من أكثر المهن تقلباً، ووصل فيها إلى القمة في حين فشل العديد ممَّن لديهم الذكاء نفسه والقدرات نفسها مراراً وتكراراً.

كانت نصيحة وارين بسيطة وبديهية؛ وهي أنَّك إذا كنت تريد الفوز فقم بتحسين مهاراتك بدلاً من القلق بشأن النتيجة، لكن في عالم مليء بالغموض تُضطَر فيه إلى النظر إلى ما يفعله الآخرون والتشكيك في نفسك باستمرار قد يكون من الصعب جداً اتباع تلك النصيحة.

سنعرف في هذا المقال كيف يعوقك التركيز على النتائج، وسنتعرف إلى بعض الأمور التي يمكنك القيام بها لاتباع نصيحة وارين لتحقيق النجاح في أي شيء تجده مُرضياً وهاماً بالنسبة إليك سواء أكان ذلك يتعلق بحياتك المهنية، أم بهواياتك، أم علاقاتك، أم أي شيء آخر.

كيف تجعلك النتائج كسولاً ومرتبكاً؟

سأعطيك مثالاً على ذلك لنفترض أنَّك كنت تلعب كرة السلة في الحديقة مع الأصدقاء، ولم يتبقَّ سوى 30 ثانية على نهاية المباراة وأنت أقل بمقدار 10 نقاط عن الفريق الآخر ستكون أمام خيارين؛ إمَّا ستواصل اللعب وتقدم أفضل أداء ممكن حتى النهاية أو ستأخذ قسطاً من الراحة وتلعب بأقل طاقة ممكنة في آخر جزء من اللعبة.

لعلَّك ستختار الخيار الثاني، فما الفائدة من إرهاق نفسك في مباراة ستخسرها على أية حال؟

إنَّ السبب منطقي في أول وهلة؛ إذ تقول لوحة النتائج إنَّك من المستحيل أن تفوز بهذه المباراة؛ لذا تقوم بالمحافظة على طاقتك، لكنَّ مشكلة لوحة النتائج هي أنَّها تخبرك بما يحدث في اللحظة التي تنظر فيها إليها فقط وليس لديها القدرة على إخبارك بما سيحدث في المستقبل؛ لذلك من الخطأ تحديد ما ستفعله لاحقاً بناءً على شيء يخبرك فقط بما يحدث الآن.

ماذا لو بدلاً من التفكير في هذه اللعبة فكرت في جميع المباريات التي ستلعبها في المستقبل؟ وماذا لو لم يكن الهدف هو الفوز في هذه اللعبة؛ بل الفوز بمزيد من المباريات مع مرور الوقت؟ إذا اتبعت هذا النهج فما يزال بإمكانك إلقاء نظرة على لوحة النتائج لكنَّها لن تملي عليك الطريقة التي ستلعب بها بقية اللعبة بصرف النظر عمَّا إذا كنت متقدماً أم متأخراً.

بدلاً من ذلك عليك أن تكافح وتهتم بأدائك وأسلوبك في كل لحظة؛ لأنَّك تعلم أنَّ هذا هو ما سيؤدي إلى الفوز بمزيد من المباريات لاحقاً حتَّى ولو كنت تخسر الآن؛ هذه هي الطريقة التي حصد بها وارين أكبر ثروة استثمارية في العالم، فلم يستثمر بناءً على وضع سوق الأوراق المالية - التي تمثل لوحة نتائج المستثمر المالي - أبداً، ولم يفكر في ذلك حتى.

إنَّه يعلم أنَّ النظر إلى النتائج - خاصةً تلك التي تتغير كثيراً على نحو غير منتظم مثل مؤشر الأسهم - لن يؤدي إلَّا إلى التأثير سلباً في دافعه للتحسين على الأمد الطويل؛ إذاً كيف كان وارين يتخذ القرارات إذا لم يكترث للأرقام التي يُعدها العديد من المستثمرين الأكثر أهمية؟

شاهد: 10 طرق للتركيز عندما تشعر بالتوتر في العمل

التركيز على مجال العمل:

ما يفعله وارين بدلاً من النظر إلى لوحة النتائج هو دراسة مجال عمله، فهو يعمل ليصبح أفضل في تعلُّم كيفية رؤية القيمة طويلة الأمد للشركة والاستثمار في المشاريع ذات الأسعار المعقولة التي ستعمل على نحو جيد لفترة طويلة في المستقبل، فلا يهم ما إذا كانت الأسواق في حالة صعود أم هبوط؛ بل الأهم هو إذا ما كان ما يفعله سيحقق أرباحاً بعد 10 سنوات أو أكثر من الآن.

ينظر العديد من المستثمرين إلى مؤشرات السوق ويظنون أنَّهم بسبب ارتفاعها سيتمكنون من الدخول إلى سوق العمل بأي مشروع قديم، أو سيرون انخفاض المؤشرات، ويخشون من أن ينهار أي مشروعٍ يقومون به أيضاً؛ لذا يفقدون فرصاً رائعة.

ماذا لو عشت حياتك على أنَّك مستثمر ذكي؟

كيف ستتغير حياتك إذا توقفت عن الاهتمام بلوحات النتائج؟ - أي بأجور أصدقائك، وحالتهم، وعلاقاتهم، وسوق الأوراق المالية، أو نتيجة مباراة - وبدأت في البحث عن طرائق بسيطة ومنطقية لتحسين وضعك الخاص بصرف النظر عمَّا يحدث من حولك.

1. هل ترى أشخاصاً لديهم وظائف تحسدهم عليها وتشعر أنَّك لن تستطيع اللحاق بهم؟

هذه هي النتائج التي تخدعك؛ فأنت لست في سباق معهم، حتَّى ولو كنت كذلك يمكنك الفوز بمجرد تحسين مهاراتك في العمل.

2. هل تشعر أنَّ العلاقات يمكن أن تأتي أو تذهب في أي وقت؟

نعم، من الممكن حصول ذلك؛ فلا يمكنك التحكم بالعلاقات، لكن كم ستكون أفضل وطويلة الأمد إذا بذلت الجهد لتكون صديقاً أو فرداً من العائلة أو شريكاً أفضل؟ ففي النهاية أنت من سيستفيد فقط.

إقرأ أيضاً: 5 وسائل مساعدة للحفاظ على تركيزك في العمل

3. هل تجد صعوبة في الخروج لممارسة الرياضة في يوم شتاء ماطر؟

قد تقول لوحة النتائج: "لا تتعب نفسك الآن، إنَّ الأمر دون جدوى"، لكن إذا ركزت على الخروج والتحرك حتى لو قليلاً كل يوم فلن تهتم بالطقس؛ لأنَّك ستكون قد كوَّنت عادة ممارسة الرياضة.

إقرأ أيضاً: خطوات بسيطة لزيادة القدرة على التركيز في العمل (1)

في الختام:

لا تهيئ نفسك للفشل من خلال النظر إلى لوحات النتائج من حولك، إنَّها مخادعة وتؤدي إلى اتخاذ خيارات سيئة، وتؤدي إلى الاستسلام عندما تشعر بالتخلف أو الكسل عندما تكون في المقدمة، بدلاً من ذلك انظر إلى مجال عملك وستلاحظ أنَّك لم تعد بحاجة إلى التركيز على النتائج.

Advice From Warren Buffet: Games Are Won By Players Who Focus On The Field




مقالات مرتبطة